الأقيال

العقل السياسي اليمني بحاجة الۍ مراجعة الكثير من منطلقاته…


العقل السياسي اليمني بحاجة الۍ مراجعة الكثير من منطلقاته الأساسية

مـصـطـفـۍ مـحـمـود

عبر التاريخ المعاصر للدولة اليمنيه تلوث العقل السياسي اليمني بعدوانية ومغالطات الايديولوجيات والطروحات العشوائية الغوغائية ، والمؤسف دائما ماتغيب الحكمة عن العقل اليمني، فهو لا يستفيد من التاريخ ، ولايراكم الخبرات ، والسبب لأن الفكر السياسي الأيديولوجي السائد في اليمن مبتلى بمرض الجمود ( وعبادة الشعارات والأفكار ) ولايتفاعل مع الواقع المتحرك ومتطلباته ، ويتجاهل مصالح البلد والناس… طبعا هذا المرض كان قبل دخول اليمن مرحلة الموت وحلول المليشيا السلاليه و الفساد والإجرام والعمالة والتدمير الشامل الحالي !

ينطلق العقل السياسي اليمني من منطلقات يسلم بها تسليما وكأنها بديهيات ، في حين ان الواقع السياسي متحرك ومتغير وهو خاضع للنسبية والتجريب ، ويفترض بحركة الوعي أن تتبع له وليس محاولة قولبته بقوالب جامدة والتشبث بمنطلقات ثبت فشلها بالتجربة لكننا لازلنا متمسكين بها دون جدوى ومن هذا المنطلقات الخاطئة:

– عدم قدرة اليمنيين على إدارة شؤونهم :
ثبت بالتجربة منذ تأسيس الدولة عام 1962ـ شمالا و1967جنوبا ولغاية الآن فشل اليمنيين الذريع في إدارة شؤونهم بأنفسهم ، فقد سادت الفوضى والإضطرابات والإنقلابات والحروب حياتنا السياسية ، وأُهدرت ثروات البلد ، وتأخرنا في الصناعة والزراعة والتعليم وغيرها من المقومات الاساسية للدولة ، بل أكثر من هذا فشلنا خلال عمر الدولة في أبسط المهمات وهي حفر المجاري في المدن ، وإيجاد نظام للبلديات يساعد في رفع ( الزبالة ) عن الشوارع ، فأي فشل كارثي هذا وقع على أيدي اليمنيين الذين حكموا بلدهم خلال 60عاما .. فقد تعاملوا مع التجربة الحزبية ، والسلطة ، والدولة بعقل غريزي بدائي فردي يسعى لإفتراس الغنائم ، وغاب عنه الشعور بالمسؤولية نحو الجماعة وكانت المشاعر الوطنية : اما ضعيفة أو معدومة !

المنطلق الخاطيء الآخر للعقل السياسي هو :
لو جئنا بأشد أعداء اليمن لما تمنى أسوأ من هذه الورطة للبلد ونعني بها ورطة انهيار الدوله وانهيار المجتمع وانهيار الأطار الوطني الجامع

نحن في اليمن حدثت لنا انتكاسه حضاريه منذ 1400سنه لأسباب لامجال هنا لذكرها لكن هذه الانتكاسه هدمت البنية النفسية والعقلية والحضاريه… واصبحنا على الصعيد الفردي والجماعي لايوجد في حياتنا مبدأ ( إحترام حق الإختلاف ) بإعتباره حقا بديهيا للبشر ، لأننا في الاصل يغيب عنا الإيمان ( بوجود الفروق الفردية ) ،

لذا نحن نبحث عن التطابق وليس التنوع ، وعلاقتنا الإجتماعية تجري على تراتبية حيث يغيب عنها مبدأ المساواة وتقوم على أساس الراعي والقطيع ، مجتمع يقوم على القهر بكل أنواعه من قبل المؤسسة الدينية والقبليه والمناطقيه وسلطة القوى الإجتماعية وسطوة الموروث الخاطيء للتقاليد والأعراف والأفكار … والأخطر من هذا غياب الشعور بالمسؤولية ومشاعر الإنتماء الوطني الحقيقي لدى (غالبية ) اليمنيين ونزوعهم للفوضى وتدمير الذات .. ومن الطبيعي ان هذا الواقع مضاد تماما لاستعادة اليمن وبناء الدوله التي حولها السلاليون مؤخرا الى وباء قاتل إجتاح بواسطتها اللصوص والمجرمون والعملاء ميدان السياسة وصنع القرار ،

يتبع،،

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫11 تعليقات

  1. نحن اليمنيين لا نقرأ تاريخنا ، ونريد نواكب العصر بكل متغيراته ، ولهذا دائماً نريد البناء يكون من قمة الهرم ونترك القاعدة . وهذا ماجعلنا عشوائين ،لإننا لا نأخذ من تجارب الماضي ونبني وفق قاعدة متينة.

  2. المشكلة هي تعامل منهم بالسلطة مع الوظيفة العامة كغنيمة واستحقاق، وليس انهم خدم لهذا المواطن المغلوب على أمره، وينظرون له أنه عدو لا يستحق شيء، ويمارس ضده التجهيل و التخلف، حتى يصبح لديه الجهل والتخلف ثقافة، مثل الخ نزير الغارق في الوحل.

    المهم الشعب في حد ذاته هو من يسمح لكل هؤلاء ان يمارسوا ضده التجهيل و التخلف، كونه جاهل ومتخلف، ومستحيل يستفيق او ينهض وهو لا يفكر بالضوء و المعرفة القائمة على الوعي و العمل الإجتماعي المنطلق من مبدأ الشراكة، و حماية مكتسبات الدولة، و يلغي من قاموس حياته الرشوة و الحذلقة الكاذبة المعتمدة على تشويه الأخر من أجل ان اتمكن بداله.

  3. يا قيل ضروري قولبه العقل اليمنيةعن كيفيه ما هو العيب وما هو الصح من جانب قبلي وعشائري كون بني هاشم قد لوثوا بالقبيلة اليمنيه

  4. لله درك والعلة لم تنشئ كلية للسياسة والاقتصاد وتخريج كفاءت .علياء.
    وما تسمعه من فكر ورؤئ ملهمة هي صادرة من افراد عاشوا في الخارج واستعملواحواسهم بصدق.
    تتعرف ان هنا من كنت احسب ان الحداثة قد غيرت فيهم ما رسم في ذواكرهم.فاسمع بعضهم يتاسف على رحيل المحتل الخبيث الانكشاري .لئنه مشلم

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى