الأقيال

ما العمل، بعد أن تبينت استحالة التوصل مع الحوثي إلى تسوية …


ما العمل، بعد أن تبينت استحالة التوصل مع الحوثي إلى تسوية من أي نوع؟…

مصطفۍ محمود

لا أعتقد أن اي مفاوضات مع الحوثي سينهي الأزمة المستمرة منذ مايربوا عن عقد من الزمان ، ويفتح أمام اليمنيين أفق العودة إلى “السلام الدائم”، وإعادة بناء الحياة الوطنية السليمة، كما أراد أن يقنعنا المبعوث الامريكي . كما أنني لا أعتقد أن رفض الشعب اليمني في مواقع التواصل الاجتماعي لـفكرة “المصالحة مع الحوثي ” كان ثمرة سوء فهم للرسالة الامميه ، فالمبعوث الامركي يعني ما يقول، والجمهور اليمني أيضا يدرك فحوى ما يحصل

،حتۍ الو ارادت السعوديه ان تبحث بالفعل عن مخرج للأزمة اليمنيه لن نستطيع لان المليشيا المليشيا الحوثيه صنعت خصيصا لتدمير اليمن واضعاف السعوديه… امالجمهور اليمني ، الذي لم يبق من يراهن عليه في معارضته التطبيع مع الحوثي سوى دعم السعوديه والامارات أدرك أيضا طبيعة الأزمة الفاجعة التي يمكن لتغير الموقف من الحوثي

والواقع أن السعوديه والشرعيه وقوى الجمهوريه تواجه أزمة كبيرة واحدة، حاول الجميع تجنّب التفكير فيها خلال السنوات الطويلة الماضية، على أمل أن تطرأ مفاجآت أو تحوّلات غير منظورة، لتحول دون انفجارها. وجوهر هذه الأزمة التي تمسّ الجميع هو ببساطة الموت غير المعلن للعملية السياسية الرامية إلى إيجاد حلٍّ متفاوض عليه للصراع اليمني اليمني ، فقد تحول هذا الصراع الى مأزق مركّب وصعب الحل، خصوصا وان الحوثي فاقد قراره، وهو لعبةً في يد ايران والتي لا مصلحة لها في أي حل من جهة، وفشل قوۍ الجمهوريه في توحيد صفوفها تحت القياده السياسيه الشرعيه والارتقاء بممارستها إلى مستوى القيادة الوطنية المقنعة من جهة ثانية.

كلانا ندفع اليوم ثمن تغذيتنا المستمرّة الوهم الذي أدخلته في أذهاننا المنظومة الدولية الفاقدة للمصداقية، والذي يفيد بأن هناك حلا سياسيا للمواجهة التي تفجّرت منذ 12014م بين الشعب ومليشيا الحوثي ، فتمسكنا بالأمل، وأعطينا للمجموعة الدولية والدول الصديقة والوسطاء الدوليين صكّا على بياض، لاستكمال التوصل إلى هذه التسوية، وجلسنا ننتظر النتيجة. وبدا الموقف العربي الواضح وتقاطع المصالح كما لو كانا ضمانةً لنا، كي لا تذهب الأمور في اتجاه مخالف لتوقعاتنا وتطلعاتنا. وعزّز من موقفنا الانتظاري هذا تبنّي الدول الغربية مواقف مناوئة لسياسات الحوثي ، وفرض العقوبات على شخصياتٍ عديدة تابعة له، وفضح الصحافة العالمية أكثر فأكثر ارتكاباته الإجرامية على مدى سنوات حرب الإبادة التي نظمها على امتداد الجغرافيا اليمنيه انتقاما من مقاومه الشعب لوجوده ومطالبته له بترك السلاح والانخراط في العمليه السياسيه

والحال، لم نشهد خلال مايربوا عقد من “المفاوضات” الفارغة ما يمكن أن نسميها عملية سياسية. وكل ما شهدناه كان مهاتراتٍ تعمّدها الحوثي لإضاعة الوقت وقطع الطريق على فتح أي مناقشة جدّية. كانت تلك تمثيلية هزلية ومأساوية معا، غايتها الإيحاء بإمكانية الوصول إلى حلّ بالسياسة، بينما كان الحوثي وحليفته ايران المراهنه على بقائه لتعزيز مكاسبها الاستراتيجية في اليمن ، يسعون إلى كسب مزيد من الوقت، للقضاء على الدوله الشرعيه وتفريغ المقاومه الشعبيه من محتواها، وهذا ما لم يتوقف الحوثيون عن تأكيده عند كل مفترق، مرة وثانية وثالثة،

من هنا، ينطلق السؤال الذي يدفع السعوديه بقبول التشاور مع الحوثي، إذا لم يكن هناك حل سياسي للأزمة اليمنيه التي تحوّلت وتتحول كل يوم أكثر إلى كارثة إنسانية وبؤرة مخاطر على دول عديدة، وفي مقدمها السعوديه ، التي رهنت سياستها بانتصار الشرعيه اليمنيه ثم راهنت على التوصل إلى تسوية، تضمن من خلالها تحقيق مصالحها الرئيسية التي لا تقتصر على مسألة تأمين الحدود اليمنيه السعوديه ، وإنما تتجاوز ذلك إلى المشاركة في تقرير مصير النظام السياسي لليمن ما بعد الحوثي الذي ولد ونشأ عدوّا لها، فما هو الحل؟…… وكيف يكون الرد على التحدّيات التي يطلقها إجهاض التسوية السياسية والمراهنة على تفسخ أكبر للأوضاع اليمنيه ،« يسمح للايرانيين بتعزيز مواقعهم وتأسيس قاعدة ثابتة وطويلة المدى لنفوذهم؟….

قد تكون المصالحة في نظر الرياض البديل عن غياب الحل الشامل، بانتظار تحوّلات إيجابية مقبلة، فعندما يستحيل التوصل إلى تسوية شاملة، تضمن مصالح جميع الأطراف، لا يبقى خيار سوى أن يبحث كل طرف عن مصالحه الخاصة، وترك الطرف الضعيف يدبر أمره بنفسه، أي يدفع الثمن… وهذا يعني بالنسبة للرياض فك ارتباطها بالمسألة الأصلية التي يبدو أنها مستعصية على الحل.

فالحوثي ، في رأي حاميته إيران هو البديل ولابديل له ولا يمكن حتي مناقشة تسليم سلاحه ولا حتى تعديل هيكل ونظام جماعته من مليشيا ارهابيه خمينيه الي مكون سياسي.. وربما يبدو لطهران من خلال مشاورتها مه السعوديه تهدف الۍ إيجاد حل للمصالح السعوديه بعيدا عن مناقشة مسألة الشعب اليمني ومستقبله يعني إزالة آخر عقبة تقف أمام إجبار اليمنيين على الاستسلام والقبول بالأمر الواقع، وإكراه الأمم المتحدة على إعادة الاعتراف بمليشيا الأمر الواقع والتعامل معها بوصفها كذلك، وبصرف النظر عن سجّلاتها الإجراميةــ. لهذا، تجد ردة فعل شعبي يمني عبر مواقع التواصل الاجتماعي رافض اي تفاوض مع الحوثي تأتي سريعا وواضحا في وجه المبعوث الامثي . وهو رفض القبول بأي تسويةٍ مع المليشيا الحوثيه والتمسّك بعملية سياسية تضمن، حسب ما تنص عليه المراجع الثلاث الاتفاقيه الخليجيه وقرار مجلس الامن ومخرجات الحوار الوطني

لا نستطيع، نحن اليمنيين أن نفرض على السعوديه موقفا لا ترى فيه خدمة لمصالحها، ولسنا من يحدّد هذه المصالح، تماما كما لا يمكن للرياض أن تملي علينا ما يتفق مع تطلعاتنا ومصالحنا. وإذا فعلت الرياض ذلك، فهي تختار، في نظري، التضحية بالاستثمارات المادية والسياسية والإنسانية الكبيرة التي وضعتها في دعم استعادة الشرعيه منذ 9اعوام والتي جاءت لتضاعف استثمارات كبيرة سابقة. في تشكيل مجلس القياده الرئاسي.. وهنا ينبغي تنبيه الرياض الۍ ثمن التخلي عن الشرعيه أو البحث عن حلول منفردة لا تاخذ بالاعتبار المصالح اليمنيه الشعبية في مواجهة مليشيا اجراميه مارقه ومجتمع دولي متخاذل.

ولكن سواء استمرّت الدبلوماسية السعوديه في التقرّب من الحوثي لضمان مصالحها أو بقيت متمسّكة بخط التسوية السياسية القائمة على أساس استعادة الشرعيه تبقى المشكلة الرئيسية الذي نتهرّب منها جميعا، ولا يزال المجتمع الدولي يتجاهلها
«ما العمل، بعد أن تبينت استحالة التوصل مع الحوثي وطهران إلى تسوية سياسية، وانقطع الأمل في الحصول على دعم دولي أو إقليمي كافٍ لإجبار مليشيا الأمر الواقع على القبول بتسوية من أي نوع؟…

يتبع،،،

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى