الأقيال

صـراع الأهانه.والكبرياء في الحياة اليمنيه حرب…


صـراع الأهانه.والكبرياء في الحياة اليمنيه حرب
غير منظوره لكنها ابشع واخطر من الصراع المسلح

مـصـطـفۍ مـحمــود

في مناطق سيطرة المليشيا الحوثيه اصبحت حياة الفرد اليمني سلسلة متناسلة من إهانات قصدية يومية، ولكن هذه الإهانات المفروضة، غالباً ما تُقاوَمُ بدوافع متأصلة تـنشد الكرامة والعزة والكبرياء الوطني، نابعة جميعاً من دواخل هذا الفرد.

[تمارس سيكولوجية “الإهانة” وظيفتها بين طرفين. الحوثيون مرتكبوا الإهانة يطبقون ستراتيجيات سلوكية لإذلال اليمني وثلم كبريائه وتفتيت احترامه لذاته، سعياً إلى إضعافه معنوياً وحرمانه من موارد القوة النفسية، وصولاً إلى تركيعه واستسلامه ـ.« أما اليمني متلقي الإهانة، فيشعر بتدهور قيمته الذاتية، وفقدانه الهيبة والاعتبار، وبأنه مستباح وعاجز عن مواجهة قوى تهدر آدميته؛ دون أن يعني ذلك استسلامه بالضرورة، إذ يعتمد الأمر على موقفه الإدراكي من الإهانة، وإلى أي مدى يسمح لها بالتغلغل إلى أعماقه أم يتمكن من تحييدها وتركها مهزومة عند أسوار الذات الحصينة]

وقد قسر الفرد اليمني طوال التسع السنوات الماضية على تجرع يومي لنمطين من الإهانات: “العقلية” و”الجسدية”. فملايين اليمنيين في نطاق سيطرة المليشيا الحوثي يجري قمع نزعاتهم الحرة للاعتقاد والاحتجاج عبر إبادتهم جسدياً في غرف التعذيب والمقابر الجماعية وجبهات الحروب، أو خنقهم معنوياً بإرغامهم على الهجرة أو اعتزال المشاركة السياسية العامة أو اضطرارهم المهين لبيع إراداتهم مجاناً لتبقى رصيداً “لا ينضب” في شركة المليشيا السلاليه ؛ فضلاً عن سياسة التجويع والإفقار والحرمان وتدمير النظام الصحي ومنظومات الكهرباء ومياه الشرب وبقية البنى التحتية، التي ابتدأت مع اجتياح المليشيا الحوثيه عام 2014م للعاصمه صنعاء وتدمير الدوله وتدمير المجتمع

جاءت هذه المليشيا لتهين عقول اليمنيين ومشاعرهم مرتين: إذ أخضعتهم لحكم مليشاوي سلالي عنصري ، وسلبهم في الوقت نفسه حق إنجاز التغيير السياسي المنشود الذي كانت تسطع تباشيره في مؤتمر الحوار الوطني ؛ فضلاً عن إشعارهم بأنهم أصبحوا رهائن لعصر أمامي كهنوتي طويل، بسجونه المذلّة، وعرباته العسكرية الجاثمة على أعز ذكريات المكان والتأريخ، وممارسات مليشاته القادره في أي وقت ومكان على انتهاك كرامة المواطن دونما مساءلة أو عقاب. كما جاءت سياسة هذه المليشيا بإستيراد بيوض “الإرهاب السلالي ” وإعادة تخليقها في مفاقس لوجستية محلية، وبتأجيج الطائفية السياسية باستخدام تكنيكي “مجلس الجهاد ” وفرق الموت من الحرس الثوري الايراني “، لتؤدي إلى تكريس الصورة النمطية المجتمعية القائلة بعنف الشخصية اليمنيه وتمردها ودمويتها، الأمر الذي خلّف وصمةً جديدة في إدراك اليمنيين لذاتهم الاجتماعية، انسحب بالضرورة على أسلوب إحساسهم بسمعتهم وكبريائهم الوطنيين.

أما آخر الإهانات العقلية، فتتمثل بالازدراء والتجاهل والاستغفال الذي ما برحت تمارسه المليشيا السلاليه حيال ملايين المواطنين في نطاق سيطرتها ، إذ تواصل هذه الاسر الهاشميه تقاسم الثروه والنفوذ فيمابينها معتمده معيار الاجرام في حق اليمنيين وكلما ارتكبت هذه الاسره جرائم اكبر بحق اليمنيين كان حظها اوفر في الثروه والسلطه.

وفي مقابل كل ذلك، تؤكد شواهد اجتماعية يومية كثيرة أن الفرد اليمني دأب على تحييد كل هذه الإهانات المتراكمة دون أن يسمح لها بأن تصبح جزءاً من نسيجه الإدراكي لذاته. فهو يشعر بالإهانة التأريخية التي ارتكبت بحقه دون أن يفقد في الوقت ذاته طاقة “الاعتزاز الوطني” التي لطالما اتسع التعبير عنه بأساليب متنوعة كمشاركته اخوانه الاقيال الاحتفال بالهويه اليمنيه ويوم الوعل ويوم المسند والولع بترديد النشيد الوطني، أو تعليق العلم اليمني ورموز الثورة السبتمبريه على الصدور، أو مظاهر الفرح الهستيري في اعياد ثورة 26سبتمبر , في تفاعل نفسي جدلي يُظهر بجلاء كيف يمكن للإذلال أن ينتج الرفض والكبرياء

إن تحليلاً محايداً لبنية هذه الطاقة الاعتزازيه ، ستفضي الى عدد من النتائج الفكرية، أقترح تعميمها على حراك الاقيال ، من باب الافتراض العلمي وليس اليقين الجازم، حتى يثبت العكس:
* إن اليمنيين بمختلف مشاربهم وتوجهاتهم. بل ان جيلين يفصل بينهما أكثر من عقدين من الزمن، أمست توحدهما نظرة ثاقبة نحو جدلية الحياة والموت، باتفاقهما إن الحياة يمكن أن تكون موتاً، والموت حياة ً، في لحظات مصيرية من حياة شعب؛ وبمعنى أدق، إن أقصى درجات التعرض للأهانات والصدمات النفسية قد أدى الى تقارب إدراكي فريد بين مختلف اليمنيين بل حتۍ بين الآباء والأبناء، الى حد التوحد في نظرتهم لمعنى الوجود.

إن سيكولوجية “الكبرياء الوطني” تتخذ مضموناً أشد عمقاً وتركيباً متى ما فقد الانسان أمنه النفسي والجسدي وحوربت هويته الاجتماعية، حتى يغدو تفكيره بالوطن وتمجيده له نوعاً من آلية دفاعية يستقوي بها على الاستباحة الحوثيه المطلقة التي يتعرض لها مصيره الشخصي في كل لحظة. يصبح حينها مفهومُ “الوطن” خطَ الدفاع العقلاني الأخير، والتعويذة الرومانسية المستميتة، أمام أسراب النمل الأبيض الناهشة لجدران البيوت.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫3 تعليقات

  1. هذة السلالة بكونها جماعة فوضوية تجعل من السلاح والدماء شرط اساس لفرض ايديولوجتها وتشريعاتها واعرافها العنصرية في الادارة والحكم يبد انه لايهمها ولا تبادلي بمواقف اليمنيين منها… لكنه في الحقيقة السلاح الامضى الذي انا شخصياً كلما صابني سعور ياس اقول كل هؤلاء اليمنيين الناقمين على السلالة اذا لم يتمكنوا يوماً من القضاء عليها بالقوة فعلى الاقل سيكون ذلك عبر شكل من اشكال الطرق الديمقراطية لاختيار شكل وطبيعة النظام السياسي ومع وجود تيارات توعوية يتزعمها الاقيال فهذا كفيل برمي السلالة الى مزبلة التاريخ…ولن يضل اسلوب هذا الشكل من السلطة حسب رغبات ورعان مران القادمين من الكهوف طويلاً ولو لديهم فكرة عن شرعية اي نظام ليبقى لما تمادوا بارتكاب كل الجرائم بحق الاغلبية

  2. كلام في صلب الحقيقة
    ولكن المسؤليه تقع على الخونة وبائعي الاوطان والشعوب فلا اعلام لنا ولا من يتصدي حتى بالكلمة لهولا الاعدا ولا لاعلامهم الواسع الذي لا يفتر ولا يكل ولا يمل يقابله صمت ملعون ..

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى