الأقيال

جـماعة الـحوثي نســــخة من الـــــنظام الايراني…


جـماعة الـحوثي نســــخة من الـــــنظام الايراني

مـصـطـفي مـحـمـود

لا تكتفي الدولة الإسلامية الايرانيه بأن تكون ديكتاتورية عنصريه (سيطرة طغمة على الحكم وتهميش إرادة المحكومين)، بل تضيف إلى ذلك، التدخل في نمط حياة الناس، أي تضيف إلى الشرطة السياسية شرطة أخلاقية، وهذه تستمد شرعيتها في الدولة من ادعاء “حق” وصاية على الناس يقوم على اعتبار الإنسان بطبعه كائن غير أخلاقي ولا بد من وجود شرطة تجبره على التزام الأخلاق. وكأن هؤلاء الأوصياء من طينة مغايرة للناس، ما لا يستقيم مع المبادئ الأساسية للدين الذي يحكمون باسمه. هذا فضلاً عن أن هناك الكثير مما يشير إلى أن ممارسات هذه الشرطة الأخلاقية أبعد ما يكون عن الأخلاق.

كل الاحتجاجات التي شهدتها إيران، منذ سقوط الشاه واستقرار الحكم لرجال الدين، كانت أقل أثراً على النظام من الاحتجاجات الحالية، حتى لو كانت أعداد المحتجين من قبل أكبر، وحتى لو شكلت الاحتجاجات من قبل انقساماً ضمن الطغمة الحاكمة، كما شهدنا في 2009 انشقاق مير حسين موسوي ومهدي كروبي الممنوعان إلى اليوم من حرية التنقل.
الجانب الخطير الأول في الانتفاضة الإيرانية الحالية أنها تستهدف ركيزة أساسية فيه، هي الحجاب. وهذه ركيزة أساسية للنظام الإيراني ليس بوصفه نظاماً ديكتاتورياً، وهو كذلك، بل بوصفه نظاماً إسلامياً يعتبر أن فرض الحجاب ركيزة إسلامية. على هذا، فإن هذه الانتفاضة نجحت في أنها رفعت الصوت ليس ضد ممارسات وسياسات معينة، بل ضد “إسلامية” الدولة، حين تفهم الإسلامية على أنها فرض “الشريعة” بالقوة وبالاستناد إلى الدولة. لأول مرة يشهد نظام “الولي الفقيه” انتفاضة بهذه الجذرية، نقصد التعارض التام بين مطالب الحراك وطبيعة النظام القائم. هي إذن انتفاضة كسر عظم بين الإرادة الشعبية والنظام الإسلامي.

في هذه الحالة، يشكل رفض الرمز (الحجاب) قيمة جذرية، وقيمته الجذرية هذه مستمدة من الارتباط الضروري أو الحيوي الذي يؤسسه الإسلاميون (أو معظمهم) بين سيطرتهم السياسية وبين سيطرة هذا الرمز. التراجع عن فرض الحجاب غير ممكن في مثل هذه الدول، لأنه يعادل فقدان السيطرة. الواقع السياسي في الدولة الإيرانية اليوم يعرض تلازماً نادراً بين السيطرة الأيديولوجية لطغمة الحكم الديني، وبين رموز مادية أبرزها حجاب المرأة، فيبدو أن التخلي عن الحجاب ينقض النظام بنقض استناده الأيديولوجي. هذا يبين إلى أي حد تشغل الرموز في مثل هذه الدول مكانة حساسة بل حاسمة. يميز هذا الرمز عن غيره (كالعلم مثلاً أو صور الزعيم … ) أنه ليس رمزاً رسمياً توزعه وتصونه الدولة، بل شأناً
شخصياً يتعلق بالحياة اليومية المباشرة للناس.

الحفاظ على هذا الرمز يقتضي مصادرة إرادة حامليه.
من اللافت أن أحد تنويعات الإسلاميين (التيار الصدري)، في محاولة منه لتجاوز الحرج إزاء انتفاضة الحجاب، وقف ضد النظام الإيراني ولكن مع فرض الحجاب. يشير هذا التركيب الطريف للموقف، إلى المأزق الذي يجد الإسلاميون نفسهم أمامه في كل مكان، فهم، من جهة، لا يستطيعون إدانة حركة شعبية عفوية لا تنجح معها التهم الحزبية الجاهزية، ومن جهة أخرى، لا يمكنهم قبول مطالبها التحررية.
الجانب الآخر من خطورة هذه الانتفاضة على نظام ولاية الفقيه، هو جرأتها في كسر هيبة أو قل “قداسة” المرشد، ليس فقط من خلال حرق صوره، بل أيضاً من خلال السخرية والاستخفاف اللفظي والحركي به.

يشكل هذا تجاوزاً لخطوط اعتبارية لها أهمية كبيرة في تكوين دولة الملالي، وكل دولة ذات مرجعية مشابهة. الواقع أن قيمة الخطوط الاعتبارية للشخصية المركزية للنظام (المرشد الأعلى)، في ثبات واستقرار الدولة الايرانية، لا تقل عن قيمة الحجاب بوصفه شارة سيطرة. على هذا فإن الانتفاضة الحالية عملت على تحطيم القيمتين في نظر قطاع واسع من الإيرانيين، الشيء الذي لم تفعله الانتفاضات السابقة. هذا بحد ذاته مكسب ورصيد مضمون للانتفاضات القادمة، فيما لو نجح النظام في إخماد هذه الانتفاضة….

الجانب الثالث الخطير هو غياب القيادة عن الانتفاضة. غياب القيادة ملمح شائع في الاحتجاجات التي تشهدها المنطقة. وينطوي هذا الملمح على قيمة مهمة فحواها أن الإرادة التي تتحرك في الشارع تعبر عن مطالب شعبية نابعة من وعي شعبي مدرك لما يريد، وليست استجابة شعبية لدعوة من جهة محددة، سياسية أو دينية. هذا النوع من الإرادة يصعب الالتفاف عليه ويضع النظام أمام خيار الاستجابة أو البطش، وفي الحالتين تضعف النظام. وإذا كان لهذا الجانب سلبية تتعلق بالعجز عن تثمير منظم لإرادة الشارع، فإن بروز تمثيل لهذه الإرادة، على شكل لجنة تفاوض مثلاً، يمكن أن يحد من هذه السلبية…. الاحتجاج المباشر ضد إسلامية الدولة، والجرأة الصريحة على “المرشد الأعلى”، وغياب القيادة الحزبية للانتفاضة، ثلاثة جوانب تشكل خطورة جذرية على النظام الإيراني

يتبع…

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫5 تعليقات

  1. ما اعتقد ان النظام الايراني بهذالخبث والعنصرية والا لكان ارغم الاكراد والبلوش واصحاب المعتقدات الاخرئ على ان يكونوا عبيدا لعلي طالب وعياله كما يريد الرسي ان يجعل اليمنيين ابنا الارض عبيدا له .ومن لا يقر بولاية الرسي يطرد من الوظيفة ويقتل .لئنه غير معترف بولاية الله و شريكه علي طالب

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى