الأقيال

السلاليون اول وصـوليين في الاســــلام…


السلاليون اول وصـوليين في الاســــلام

مـصـطـفـۍ مـحـمـود

أثبت رسول الله خلال الدّعوة وبعد الانتصار، أنه من ذوي العزم الأشداء الذين يعتمدون على أنفسهم في بناء مجدهم، مثله مثل الأنبياء في كلّ زمان ومكان، لكن أفراد عائلته لم يكونوا مثله، لم يبنوا أيّ مجد ولم يساهموا مساهمة فعالة في بنائه، بدل ذلك أرادوا الاستحواذ على المجد الذي حقّقه رسول الله والصّعود على أكتاف من ناضل وكافح مع رسول الله لإنجاح الدّعوة وتثبيتها،

ويمكن اتخاذ عليّ بن ابي طالب كمثال على ذلك الخط الذي يوصف في الأدبيات الحديثة بالوصولي أوالانتهازي النّفعي الذي حاول تسخير الدّعوة وانتصاراتها لمصلحته، ليتمكن من الصّعود إلى القمة، وقد رأينا أنّه لم يقدّم أكثر من غيره قط، ولم يستطع إنجاز أي شيء فريد، ولم يجهد نفسه إلى الوصول بطريق خيّر مشروع، بل فضّل التّآمر والطّرق الملتوية، من تقيّة، واستغلال القرابة، وشراء الخصوم، فمن العسير الحصول على كلّ شيء بعد نجاح الدّعوة بمثل هذه الطّرق الملتوية، وسرقة مكاسبها.

وضع رسول الله العمل (الجهدّ) سلّماً للوصول إلى المجد، وهو المقياس الوحيد الأوحد للوصول المنزلة العليّاً، فهناك آيتان صريحتان لا لبس فيهما، ولا تأويل لهما غير العمل وسيلة للمسلم وَقُلِ اعْمَلُوا الخ. و لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ إلى آخره. فالأفضلية عند الإسلام هي العمل لا القرب من رسول الله ، واتصف معظم بني هاشم بعد الإسلام وبشكل عام بأمراض العصبية إلى العائلة والجشع والتّسلط وسرقة مكاسب الآخرين، وتسخير النّاس لمصالحهم فهم يعتبرون القرابة من الرسول امتيازاً يجب أن يفضي إلى مكاسب ماديّة،

وكان من أهم أسباب نقمتهم على أَبِي بَكْرٍ وعُمَر بن الْخَطَّابِ وغيرهم هو إسقاطهم ما أرادوه من الخمس، لأن أَبَا بَكْرٍ أراد أن يساويهم بالمسلمين، ولا يميزّهم عنهم بالواردات والمنافع. ولم يكن سلوك العباس وعلي واستهتارهما أمر شاذاً فنادراً ما تلقى شخصاً متوازناً في العائلة، فهناك حادثة ثابتة في كتب الحديث جميعها عن عَقِيلِ بن أَبِي طَالِبٍ تفضح فيه استيلاءه على أملاك العائلة (رسول الله ) مستغلاً هجرة المؤمنين منها إلى المدينة، فعندما توجّه الرسول إلى مكّة بعد فتحها سأله أُسَامَة بن زَيْدٍ فيما إذا كان سينزل في داره بمكّة، فقال رسول الله وَهَلْ تَرَكَ عَقِيلٌ مِنْ رِبَاعٍ أَوْ دُورٍ؟ أي أن عقيلاً استولى على دار رسول الله .

، ويبدو أن حبّ المال، والاستيلاء عليه بأي طريقة، صحيحة أو شاذة أهم ما تمتاز به هذه العائلة منذ خلقت وحتى الآن، وفي الطّبري طلب رسول الله من عمه الْعَبَّاسِ بن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، بعد أسره إثر انتهاء معركة بدر، أن يفدي نفسه وابن اخيه عقيل ونوفل بن الحارث، وحليفه عتبة بن عمرو، فرفض الْعَبَّاس بن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أن يدفع ديّتهم، وادّعى أنه مسلم، وأُكرِه إلى المجيء مع محاربي قريش، لكنّ رسول الله فضحه بقوله: إن يكن ما تذكر حقا. فالله يجزيك به. فأما ظاهر أمرك فقد كنت علينا، أي كنت تحاربنا، فقال الْعَبَّاسُ بن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ليس لى مال. فحاججه الرسول حتى أقرّ بماله بعدئذ، ودفع فدية الثّلاثة الآخرين.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫17 تعليقات

  1. ياقيل انا اكتشفت ان الفتاوى تقوم على أساس الاغلبية فقط وليس على الحق نفسه
    فمثلاً كان في السابق لا أحد يستطيع التطاول على الحسن والحسين وعلي طالب حتى بالإشارة
    وكانو يعتبرونها كفر وشرك
    لكن الآن بعد أن أصبح الأكثرية يتكلمون عن علي و الحسن والحسين بكل وضوح ومن دون تقديس فلم يعد حرام وشرك مثل السابق
    وإنظر كيف أصبحت طبيعية ويجب مناقشتها بشكل عادي جداً

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى