الأقيال

عليك بقرأة كتاب صراع الحضارات لتفهم بدقه الاستراتيجيه…


عليك بقرأة كتاب صراع الحضارات لتفهم بدقه الاستراتيجيه الامريكيه في الشرق الاوسط

مـصطفى محمودـــاليمن

عندما أعلن أوباما خطط انسحابه من أفغانستان والعراق، وانسحب فعليًا من العراق عام 2011، مع اضطراره إلى إبقاء بعض القواعد والمستشارين، ثم أعلن سياسته بضرورة توقف أميركا عن كونها “شرطي العالم” والالتفات نحو الداخل، ثم التفرّغ لمواجهة الصين، كان يطبق حرفيا وصايا صموئيل هنتغنتون، في كتابه “((صدام الحضارات))

تعالوا لننظر إلى ما يقوله هنتنغتون، في ما يتعلق بعلاقة الإسلام والغرب، لكي تتضح لنا طبيعة الخطوات الأميركية منذ أوباما، والتي تبدو كأنها تسير بمسار إجباري لتحقيق النبوءة الهنتغتونية. يقول هنتنغتون: (المشكلة المهمة بالنسبة للغرب ليست الأصولية الإسلامية، بل الإسلام: فهو حضارة مختلفة، شعبها مقتنع بتفوق ثقافته وهاجسه ضآلة قوته. والمشكلة المهمة بالنسبة للإسلام ليست المخابرات المركزية الأميركية ولا وزارة الدفاع. المشكلة هي الغرب: حضارة مختلفة شعبها مقتنع بعالمية ثقافته، ويعتقد أن قوته المتفوقة إذا كانت متدهورة، فإنها تفرض عليه التزامًا بنشر هذه الثقافة في العالم. هذه هي المكونات الأساسية التي تغذي الصراع بين الإسلام والغرب)وفي خاتمة الكتاب، يخرج هنتنغتون بالنتائج والوصايا المهمة التالية: “في عالم الصدام الحضاري والاثني الناشئ، يعاني اعتقاد الغرب في عالمية ثقافته من ثلاث مشكلات: فهو اعتقاد زائف، ولا أخلاقي، وخطر. أما عن كونه زائفًا، فتلك هي الفرضية المركزية لهذا الكتاب… وأما عن كونه اعتقادًا بلا أخلاق، فذلك بسبب ما يجب عمله لكي يتحقق ذلك …]فالاستعمار هو النتيجة المنطقية الضرورية للعالمية. وإن أيّ محاولة لعمل ذلك ستكون ضد القيم الغربية الخاصة بتقرير المصير والديمقراطية …]إن عالمية الغرب خطر على العالم، لأنها قد تؤدي إلى حرب بين دول المركز في حضارات مختلفة، وهي خطر على الغرب، لأنها قد تؤدي إلى هزيمته”

إن انسحاب أميركا من منطقتنا مرتبط أشد الارتباط بما قاله هنتغتون، بل يبدو وكأنه تطبيق للبرنامج الهنتغتوني، فهذه المنطقة لم تعد مهمة إستراتيجيًا للمصالح الأميركية، ولولا إسرائيل (التي أدركت تمامًا حجم التراجع الأميركي وبدأت إنجاز البدائل) لما بقي جندي واحد في كامل أنحاء المنطقة. فصعود الصين كحضارة وكقطب منافس ومهيمن بات حتميًا، والعودة الروسية لمواقع السيطرة والنفوذ باتت واقعية، وليس لأميركا سوى تقاسم النفوذ والتحلل من بعض الارتباطات، وإغراق الإمبراطوريات المنافِسة ببعض الأعباء الناتجة عن تحلل دولنا ومجتمعاتنا. وأما النتائج، فلا بأس إن تمثلت بالإبادة أحيانًا، أو بالفوضى، أو بالحروب الأهلية، أو بعودة الدكتاتوريات الفاسدة أشرس مما كانت عليه أيام التنافس الأميركي السوفيتي.

اذن انسحاب امريكا من افغانستان ؛ الذي قد يليه انسحاب من العراق وبعدها سورية، يهدف الى اغرق المنطقه في احتلالات جديدة أكثر شراسة ورعاعيّة، فالفراغ الذي لن تعبّئه الاحتلالات البعيدة لأعظم قوتين دكتاتوريتين في العالم، أي روسيا والصين، ستعبّئه الاحتلالات القريبة؛ع المحلية والإقليمية، على طريقة احتلال “ مليشيا الحوثي السلاليه في شمال اليمن ” والانتقالي في جنوبه “وحزب الله لبنان” و احتلال الأسد لسورية، و “الحشد الشعبي” للعراق، و طالبان لأفغانستان، وأما الدول الإقليمية، مثل إيران وتركيا وإسرائيل، فلن يكون هناك أحب على قلوبهم من دعم تلك الاحتلالات والتلاعب بها وتجييرها لمصالحهم، والدرس الذي يمكن تعلمه من المأساة اليمنيـــــة الطويلة هو أن الاحتلال القريب أقسى وأشرس وأكثر إشكالية من الاحتلال البعيد، والأقربون ليسوا أولى بالمعروف، كما يقول المثل، بل أولى بالقتل.

فالانسحاب الأميركي المتزامن مع غياب حركات تحرر وطنية ، حتما البديل قوى ميليشياوية تابعة وعابرة للحدود، ولا يعنيها الوطن أكثر من بقائها في السلطة، وأكثر من سيطرتها المطلقة على جميع المختلفين معها، عرقيا او مناطقيا او دينيًا أو اثنيًا أو طائفيًا أو سياسيًا. وفي المسأله اليمنيه بالنسبة إلى أكثرية الممزقة والمهجّرة، لم يعد يعني لها سوى تحرير صنعاء واليمن من المليشيا الحوثيه

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى