الأقيال

ســـــــــلــــــــسلة الـتنـــوير الاســـــلامي…


ســـــــــلــــــــسلة الـتنـــوير الاســـــلامي
114

مـصـطـفۍ مـحـمـود

« الـحـوثيــــــــون» لايعتقدون ان عرب الجزيرة ارتدوا عن الاسلام بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.. ويقولون ان عرب الجزيرة لم يرتدوا وإنما رفضوا الاعتراف بالخليفة الجديد أبو بكر وكانوا يريدون علي بن ابي طالب هو من يخلف رسول الله ، لذلك امتنعوا عن دفع الزكاة الى أبو بكر»

هل ارتد عرب الجزيرة عن الاسلام بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ؟.. … لا زلنا نناقش المنهاج الثقافي السلالي للحوثيين شيعة الخميني الذين يرفضون ١٤٠٠ سنة من التاريخ الذي صنعه العرب مستخدمين العرب العاربة والمستعربة وغير العرب في صناعة تاريخ الأمة ، وهي مسألة تتشرف الأمة العربية والإسلامية بها وسوف نناقشها بالتفصيل في سلسلتنا التنويريه هذه التي ترد على ادبياتهم … لا يعتقد الحوثيين ان عرب الجزيرة ارتدوا عن الاسلام بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.. ويقولون ان عرب الجزيرة لم يرتدوا وإنما رفضوا الاعتراف بالخليفة الجديد أبو بكر وكانوا يريدون علي بن ابي طالب هو من يخلف رسول الله ، لذلك امتنعوا عن دفع الزكاة الى أبو بكر .. ضاربين عرض الحائط قوله تعالى ” قالت الأعراب آمنا .. قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ” !!

بعد سنتين من هجوم علي بن أبي طالب بسريته على قبيلة بني سعد بن بكر في فدك قرب يهود خيبر وسلبه ممتلكاتهم من المواشي والجمال (غنائم) ، جهزت قبيلة سعد بن بكر مع قبائل هوازن وثقيف ونصر وجشم جيشاً كبيراً لمحاربة المسلمين ، والتقيا في وادي حنين ودارت معركة شرسة جداً كادت أن نقضي على جيش المسلمين ، الى الحد ان الكتيبة الأولى بقيادة خالد بن الوليد التي دفعها النبي محمد الى ساحة المعركة دمرت عن بكرة أبيها وقد سحب المسلمون خالد بن الوليد من ساحة المعركة ولم يبقى مكاناً في جسده إلا وبه طعنة رمح أو ضربة سيف !! .. عندها استشعر محمد رسول الله الخطر الهائل الذي يحيط بجيشه فبدأ يصرخ ” أنا النبي لا كَذِب .. أنا ابنُ عبدالمطلب ” .

لذلك فعلاً ان العرب خارج مكة والمدينة ارتدت عن الاسلام بعد وفاة النبي محمد (ص) .. ومن يقرأ عن ال ٧٣ سرية التي بعثها الرسول الى القبائل العربية واليهود للإغارة عليهم .. يضاف لها بعض الغزوات والمعارك منها غزوة حنين في شهر شوال من السنة الثامنة للهجرة (أي قبل سنتين وخمسة أشهر من وفاة الرسول) التي تحدثنا عنها تجعل القارئ يستنتج ان العلاقة بين دولة محمد (ص) في المدينة لم تكن طيبة ابداً مع القبائل العربية في جزيرة العرب .. لذلك عندما توفى الرسول ارتدت تلك الأقوام ; هذا اذا كانت قد اسلمت فعلاً !!

حدث (الردة) لا يستغرب وقوعه كل من قرأ التاريخ بتمعن … لذلك عندما قرأتُ التاريخ بتمعن ادركتُ حجم الخطر المرعب الذي ورثه الخليفة الجديد أبو بكر الصديق وقائده العسكري فارس الجزيرة العربية خالد بن الوليد ، وهو خطر ردة قبائل الجزيرة العربية – التي اسلمت منها والتي لم تسلم أصلاً … يضاف لهما خطر ظهور سياسة ” ملئ الفراغ ” ; ليس فقط ارتداد غالبية قبائل بني تميم ( قبيلة مالك بن نويرة ) عن الاسلام ، وإنما ادعاء ” مدام ” سجاح التميمي النبوة لملئ ” شاغر ” النبي محمد (ص) .. فقال فيها عطارد بن حاجب ، أحد اسياد بني تميم شعراً ” أضحت نـبـيـتـنا أنثى يُطاف بها وأصبحت أنبياء الناس ذكرانــا “.. وكذلك ارتد أهل اليمامة وظهر فيهم ” نبي جديد ” مسيلمة الكذاب تحالف مع سجاح لغزو ديار المسلمين .. كذلك ادعى طليحة بن خويلد الأسدي النبوة في قومه بني أسد …

لذلك كانت المعارك التي خاضها جيش المسلمين بقيادة خالد بن الوليد لمحاربة المرتدين صعبة جداً ، لا تقل في خطورتها عن معركة حنين التي خاضها الرسول مع نفس تلك القبائل ، بل اضيف لهما قبائل اخرى مثل أسد وبني حنيفة وعبس وغطفان وتميم وسليم .. والتاريخ يخبرنا ان اشرس المعارك وأخطرها حدثت مع بني حنيفة بقيادة مدعي النبوة مسيلمة الكذاب انتهت بقتله وانتصر خالد بن الوليد على أهل اليمامة وبقية القبائل المرتدة …
لذلك ان الاجابة على سؤال الحلقة من خلال قراءة تلك الأحداث تثبت بالدليل العلمي القاطع ان عرب الجزيرة ارتدت فعلاً عن الاسلام بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وان الموضوع لا علاقة له بشخصية واسم الخليفة الجديد .

يتبع،،،،

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى