حقوقيون

ربيعة الذيباني | قراءة الليلة لمحمود درويش:  هُنَالِكَ حُبُّ يسيرُ على


قراءة الليلة لمحمود درويش:

هُنَالِكَ حُبُّ يسيرُ على قَدَمَيْهِ الحَرِيرِيَّتَيْن<br /> سعيداً بغُرْبَتِهِ في الشوارع "<br /> حُبٌّ فقيرٌ يُبَلِّلُهُ مَطَرٌ عابرٌ<br /> فيفيض على العابرين:<br /> ((هدايايَ أكبرُ منّي<br /> كُلُوا حِنْطَتي <br /> واُشربوا خَمْرَتي<br /> فسمائي على كتفيَّ وأرضي لَكُمْ ...<br /> هَل شَمَمْتِ دَمَ الياسمينِ المَشَاعَ<br /> وفكَّرْتِ بي<br /> وانتظرتِ معي طائراً أَخضرَ الذَيْلِ<br /> لا اُسْمَ لَهُ؟

هُنَالِكَ حُبٌّ فقيرٌ يُحدِّقُ في النهرِ<br /> مُسْتَسْلِماً للتداعي: ​​إلى أَين تَرْكُضُ<br /> يا فَرَسَ الماءِ؟<br /> عما قليل سيمتصُّكَ البحرُ<br /> فامش الهوينى إلى مَوْتكَ الاختياريِّ ’<br /> يا فَرَسَ الماء!<br /> هل كنتِ لي ضَفَّتَينْ<br /> وكان المكانُ كما يجب أن يكون<br /> خفيفاً خفيفاً على ذكرياتِكِ؟

أَيَّ الأغاني تُحِبِّينَ<br /> أيَّ الأغاني؟ أَتلك التي<br /> تتحدَّثُ عن عَطَشِ الحُبَّ ’<br /> أَمْ عن زمانٍ مضى؟

هنالك حُبّ فقير ’ومن طَرَفٍ واحدٍ<br /> هادئ هادئ لا يُكَسِّرُ<br /> بِلَّوْرَ أَيَّامِكَ المُنْتَقَاةِ<br /> ولا يُوقدُ النارَ في قَمَرٍ باردٍ<br /> في سريرِك ،<br /> لا تشعرينَ بِه حينَ تبكينَ من هاجسٍ،<br /> رُبَّما بدلاً منه،<br /> لا تعرفين بماذا تُحِسِّين حين تَضُمِّينَ<br /> نفسَكِ بين ذراعيكِ!<br /> أَيَّ الليالي تريدين، أيَّ الليالي<br /> وما لوْنُ تِلْكَ العيونِ التي تحلُمينَ<br /> بها عندما تحلمين؟<br /> هُنَالِكَ حُبُّ فقيرٌ، ومن طرفين<br /> يُقَلِّلُ من عَدَد اليائسين<br /> ويرفَعُ عَرْشَ الحَمَام على الجانبين.<br /> عليكِ ’إذاً، أَن تَقُودي بنفسِكِ<br /> هذا الربيعَ السريعَ إلى مَنْ تُبّينَ<br /> أَيَّ زمانٍ تريدين، أَيَّ زمان<br /> لأصبحَ شاعِرَهُ، هكذا هكذا: كُلَّما<br /> مَضَتِ اُمرأةٌ في المساء إلى سرِّها<br /> وَجَدَتْ شاعراً سائراً في هواجسها.<br /> كُلِّما غاص في نفسه شاعرٌ<br /> وَجَدَ امرأةً تتعرَّى أَمام قصيدتِهِ ...<br /> أَيَّ منفىً تريدينَ؟<br /> هل تذهبين معي، أَمْ تسيرين وَحْدَكِ<br /> في اُسْمك منفىً<br /> بِلأْلاَئِهِ؟

هُنَالِكَ حُبُّ يَمُرُّ بنا،<br /> دون أَن نَنْتَبِهْ،<br /> فلا هُوَ يَدْري ولا نحن نَدْري<br /> لماذا تُشرِّدُنا وردةٌ في جدارٍ قديم<br /> وتبكي فتاةٌ على مَوْقف الباص،<br /> تَقْضِمُ تُفَّاحَةً ثم تبكي وتضحَكُ:<br /> ((لا شيءَ 'لا شيءَ أكثر<br /> من نَحْلَةٍ عَبَرَتْ في دمي ...

هُنالِكَ حُبّ فقيرٌ، يُطيلُ<br /> التأمُّلَ في العابرين، ويختارُ<br /> أَصغَرَهُمْ قمراً: في حاجةٍ<br /> لسماءٍ أَقلَّ ارتفاعاً،<br /> فكن صاحبي تَتَّسعْ<br /> لأَنانيَّةِ اُثنين لا يعرفان<br /> لمن يُهْدِيانِ زُهُورَهُما ...<br /> ربَّما كان يَقْصِدُني 'رُبَّما<br /> كان يقصدُنا دون أَن نَنْتَبِهْ
هُنَالِكَ حُبّ ....

ربيعة الذيباني | ناشطة سياسية وحقوقية

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى