حقوقيون

قديس العالم الكاثوليكي يعتذر عن التعدي التأريخي لساكني كندا الأصليين


قديس العالم الكاثوليكي يعتذر عن التعدي التأريخي لساكني كندا الأصليين

زار البابا فرانسيس كندا قبل يومين، وقبل يد زعيم السكان الأصليين هناك “ألما ديجارلايس” معبرًا عن أسفه عما حدث للأطفال الأصليين من إنتهاكات، وتعديات، وإجرام في المدارس الداخلية الإجبارية التي أقامها المبشرين الكاثوليك هناك بعد الغزو الأوربي.

أعتذار تأريخي، وموقف يحسب له كزعيم ديني يُعتقد مريدي الكاثوليكية أنه روح|ممثل لله في الأرض.
لكي تفهموا تكلف البابا وذهابه الى كندا للإعتذار وتقبيل يد الزعيم القومي للقبائل الأصلية، والتي تقول بعض المصادر أنه أحد الناجيين من المدرسة الجحيمية التي أقامها الكهنه، وتسبب التعامل الوحشي فيها بمقتل الاف الأطفال. أنه يفهم لغة العصر، ومبادئها الإنسانية، وقيمها الأخلاقية الجديدة. ويعلم بأن إعتذارة لن يعيد الأموت للحياة، ولن يغير شيء.. فقط يحاول أن يمحي بفعله هذا، الوصمة التأريخية الملتصقة بديانته التي يُعتبر المتربع في عرش قمتها.

بعيدًا عن كل شيء، أعتبر أن فعلته شجاعة، ومبادرته مشكورة؛ يكفي أنه أعترف بخطأ الكنيسة.
القديس فرانسيس هو الأول، والأكثر تحضرًا من سابقيه، وهو الذي قاد أكبر التجديدات في الكاثوليكية التي كانت الى سنوات قريبة الأكثر تطرفًا. فخفف من حدة التطرف، وتنازل -بل لنقل وبمصطلح أدق، وأنسب، وأحق- أرجع حقوق الناس في حرية المعتقد..

السؤال هنا:
هل سيعتبر من يكفروا الأخرين، ويفسقوا كل من لا ينتمي لهم. ومن لايزال يفتخر، ويدرس جرائمه كفتوحات، وكهداية للعالمين.. دون الإعتراف بأخطاء الماضي، والندم على ضحايا الإجرام الإديولوجي، وسلب الأقوم للأرض، وللثروات لسنوات، أو الشعور بمعانات المـُ ـستعبدين، والجو.اري ومصادرة حقهم في الحرية.. ألم يأن موعد الإعتراف بالذنب؟! أو أقلها الكف عن الفخر بالجرائم؟!

لماذا لا يتعلموا مما تفعله بقية المعتقدات من إصلاحات، وتطوير، وتجديد الخطاب الديني بما يتناسب مع روح العصر؟!

موقف، وفعل القديس فرانسيس يجعلنا نرفع القبعة عاليًا احترامًا، وتقديرًا. ونرجوا بقية كبار رجال الأديان حذو حذوه، وأنتهاك منهجة في الإصلاح، والتسامح، وتقبل الأخر.

شابوه بابا فرانسيس

* اعتذارة لم ولن يمحي الخطايا. ولكن يكفي أنه داس على كبريائه واعترف.

#زيارة_بابا_فرانسيس_لكندا
#اعتذار_البابا_يُحترم

لؤي العزعزي


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى