حقوقيون

والدي على مشارف الموت، واطباء وطبيبات الطوارئ يرمقوه من بعيد!!


والدي على مشارف الموت، واطباء وطبيبات الطوارئ يرمقوه من بعيد!!

مشافي صنعاء الحكومية مباني ضخمه خاليةً من كل الخدمات، والإنسانية!!

منتصف ليلة الثلثاء الماضي (قبل يومين)، أصيب والدي بنزيف في الدماغ للكرة الثانية. اسرعنا به الى اقرب مشفى وكانت الثورة، وتفاجئنا هناك بلامبالاة الدكاترة، والدكتورات رغم خطورة حالة والدي الذي شارف وقتها على الموت!! وبعد إن تجادلنا معهم اعطونا اوامر كثيرة، وفحوصات لا بد من اجرائها قبل أي شيء!!
وتركوا والدي يصارع الموت.. اجرينها، وكنا في كل قسم نصل للمختصين بعد جهد جهيد!!
اجهزة معطوبه! ودكاترة مغيبين، او نائمين..!
وبعد كل شيء تفاجئنا بالدكتورتين المشرفتين على الطوارئ يخبرننا انهن لن يتمكن من فعل شيء، فقط يحتاج والدنا للعناية المركزة، ولا سرائر في المشفى!!
بعد ان خسرنا الأموال الكثيرة وهي مشفى حكومي هكذا قالوها لنا!!
لم يمدو والدي بأي دواء حتى!!
اثارين غضبي وهن يضعن القدم على الاخرى، ويرمقن المرضى من بعيد، ولا يقدمن أي مساعدة!!

اسرعنا بعد ان فزع لنا اصدقاء الى الجمهوري، ومن ثم الموشكي، ثم الكويت.. ولم يستقبله احد!!
جميعهم كانت اجابتهم واحدة ” لا اسرة لدينا اذهبوا الى..”

والدنا يصارع الموت.. فقد الوعي.. النزيف في الدماغ كاد ان يرديه..
وكادت ان تصيبة الجلطة الثالثة.. واحدًا منهم لم يحرك من ساكن!!!
صرخت بملئ فوهي، بح صوتي.. ولم يسمعني أحد!!

لا إنسانية، ولا رحمة، ولا رأفة..!!

تواصلت بأحد المعارف، فمدني برقم مكتب الصحة، والذين لم يتجاوبي معي الا بعد ان اخبرت إدارة مشفى الكويت بعد انفعالي، وغضبي ووالدي يموت بين يدي بأني صحفي وسأعري كل مايفعوه، وكل ما يحدث في اروقة مشفاهم، والمرضى المرمين في الطواريد، والأزقة ولا يتم تقديم أبسط الخدمات الطبية لهم.. فستجاب مكتب وزارة الصحة، وحولننا الى ضلاع همدان مشفى 22مايو التعليمي خارج صنعاء، ولا خيار لنا سواه.. مشفى ريفي خارج الأمانة.
فأسرعنا بالرغم من بعد المسافة، وخطورة حالة والدي، وعدم امداده بأي شيء حتى اللحظة..
الصباح قارب على البزوغ، ولم يُعمل له من شيء!!
طوال الطريق وهو يحشرج.. ويستغيث وهو لايسطع قول، او فعل شيء..
وصلنا ضلاع همدان، وهناك تفاجئنا بهم يرفضون ادخال أبي!!
واتصل بي موظف مكتب وزارة الصحة بأن علينا الذهاب به الى متنة!!!!!
ووالدي يصارع الموت.. لم يقدموا له حتى أبرة، أو حبة لتخفيف الألم، أو لمنع تخثر النزيف في الدماغ!!
الفحوصات، والأشعة، وجميعهم كانوا يعلموا خطورة حالة والدي.. ولكن لا أحد يهتم!!

في اخر اللحظات تواصل شقيقي بقريب لنا يدير مشفى سبأ في مأرب، والذي تواصل بزملائه هنا في ضلاع همدان.. وفجأة بعد ان كانوا يقولون بأن لا سرير في العناية، والا جهزة، ومعدات تسمح بالعلاج.. بعد تواصله بهم، توفرت كل الأشياء!!

وفوق كل ذلك، وبالرغم من الخصم 40% وصلت حتى اليوم الخسائر المادية فوق الأربعمائة ألف!!

هذا المنشور ليس لطلب المساعدة، أو حتى لفضح، وتعرية النظام الصحي المتدهور، وانعدام الانسانية، والرحمة من قلوب من يفترض بهم أن يكونوا ملائكةً للرحمة.

بل هو بلاغ بأن هناك من يموت على أبواب المشافي الحكومية، ولا يلقوا من دواء، او من يهتم!!
فمابالكم بالخاصة..

هذه اليلة الثالثة لي هنا، وأبي في العناية المركزة. وفي كل ليلة أرى بأم عيني من يفارقوا الحياة على عتبات البوابة!!

أين الإنسانية؟! أين الرحمة؟!

طوارئ في جميع المشافي الذين مررنا منهن.. خاليةً من الأجهزة، والمعدات.. بل والأطباء!!
ومن يتواجد من طلبة الطب يقفوا مكتوفي الأيدي، ويقولون بكل بساطة، ولا مبالاة: “ما نقدرش نعمل شيء حولوه ل…”!!

هل هناك من مهتم؟!
هل من أجهزة مختصة تراقب، وتشرف، وتعمل على تأدية واجباتهم؟!

لا أظن!

هنا أقف على بعد أمتار من المكان الذي يرقد فيه والدي بين الحياة والموت، أنتظر متى يخبروني الأطباء بإمداده بمزيد من الأدوية، والأشعة، والفحوصات التي قد اجريناها له مذ وعكته الأولى مرارةً!!

تبًا للطب، والأطباء الخاليين من المسؤولية، والرحمة، والإنسانية.

#بلاغ_للرأي_العام
#قضية_للرأي_العام
#طب_تجاري
#متاجرة_بمعاناة_الناس
#خدمات_منعدمة
#مشافي_خالية_من_كل_شيء
#أطباء_وطبيبات_خاليين_من_المشاعر

لؤي العزعزي






يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫40 تعليقات

  1. الله يشفيه و يعافيه
    و حسبناالله و نعم الوكيل عليهم
    و عليكم يا ابناء تعز ، انتم من ادخلتمونا جُحر الحمار عام 2011 بثوراتكم و الى اليوم لم نرى النور ولن نراه .

  2. أتمنى الشفاء العاجل لوالدك , و أنت تعلم مسبقًا إن المستشفيات في اليمن لا يوجد فيها إهتمام و الأطباء مستهترين و غير مباليين فكان من الأفضل أن تذهب إلى أقرب مستشفى خاص و الخسارة هي نفسها بتخرج إن لم يكن أكثر في المستشفيات الحكومية 🙂.

  3. انا قبل مااشتغل بمركز صحي كان ممكن اتقبل كل هذا الانتقاد الي يصب فقط نحو الطاقم ، المستشفيات الحكومة ينقصها الكثير من الدعم والدكاترة ليسو سحرة ليشفو المرضى فعلا بعض الحالات لا يسع فيها سوى الاستسلام ، بكل الاحوال اتمنى لابوك الشفاء العاجل ولك الصبر على كل هذا الألم

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى