حقوقيون

حب من أول كومنت!


حب من أول كومنت!

أقضي أغلب وقتي هنا على هذا التطبق الأزرق، كأي يمني مهزوم، ومسحوق؛ ليفرغ شحناته السلبية، وليصرخ بصوته المبحوح، والمكتوم طويلًا في الواقع. حتى وإن كنت منهمك في عملي، لابد من ان افتح البيانات كل ساعة؛ لأشيك على التايم لاين، والتشات!
أبحث عن وطن، وكيان، وأصدقاء، وعن ذاتي، وعن حبيبه لا تأتي!
أتعرف هنا على الناس، وأصنع معهم علاقات عن بعد. هنا الصداقة بسيطة جدًا: تفاعل بكومنت، أو بشير تُشعرك بالحب الكبير!
هنا الصديق عبارة عن: صورة بروفايل، وتعليق، ولايك. ليس مطلوب منك أن تقرض أحدهم عشرة، أو عشرون ألف، أو تنقل مع أحدهم أثاث المنزل.. فقط تعليق، ولايك!

هنا وفقط تعرفت على أعزاء، وعزيزات من كل مكان في العالم العربي. لدي صديقة سورية تقول لي: ” ينعن طحطح شو مهضوم”! وأنا الذي كنت أعتقد أن تيم حسن، ونجوى خوري من يتحدثون هكذا فقط! وحتى اللحظة لم أفهم من هو هذا الطحطح المسكين الذي لا تكف صديقتي الجميلة عن نعنه!؟
وأتسائل لو كنت على مقربٍ منها، هل كانت ستأكلني؟!

العالم قرية صغيرة بالفعل. وأنا أريد أن أحب الجميع، الأخضر واليابس؛ أنا طاحونة محبة، و ينبوع مودة.
لا أفرق بين عربي، من أعجمي. ولا ديني، عن لاديني.. لا أفرق بين أحد. والجميع في نظر العرب صابون، وأهم شيء الأخلاق!

لم تصل بي الجدية، للتدقيق في كل شيء. الا مع من يضع صورة للسيدي! نعم هو مجتمع أفتراضي لا يستحق كل هذهِ الجدية، وأنا مع الحريات الشخصية، ولكن ليس بهذهِ الوقاحة!

وجدتني في إحدى الليالي الليلاء أنجذب لكل الجميلات، من كل حدبٍ، وصوب! حدثتني أحداهن أسمها مروى، وقالت لي ” أنا وأمي نحب كتابتك” وجدتني يومها أخرش لثام الخجل، وقلت ” وأنا كذلك أحبك وكل أهلاتك”! لم تحظرني للأسف. وما أن أتى الصباح، حتى قطرتُني خجلًا قطرةً قطرة. لم تنفر مني هذهِ المروى. بل أستمر حديثنا. وكنت أحدثها عن نفس الشيء دائمًا! ليس هناك ما يمكن أن أمحي بهِ خجلي ” لا تاخذي انطابع عني من هذاك اليوم كنت محولب، ومش انا اللي راسلك”! تجرأنا في احدى الأيام وتحدثنا عن والدها. فسألتها عما يعمله، فكان ردها بأنه طيار في القوات الجوية السعودية!
خريت يومها ضحاكًا؛ لم أسطع تمالك نفسي! عندما أستفسرت قلت لها” الآن مستر والدك هو اللي بيقصف اهلاتنا، وبيقتل اطفالنا..؟!” من يومها لم أعد أتمكن من مراسلتها! رمتني بحظر ثلاثي الأبعاد؛ قبل أن كنت أنا من سيفعلها، بعد توبيخ
لاذع.
قبل أيام دخلت لي والدتها تخبرني بأنها وجميع أفراد عائلتها مُعجبين بما أكتب، فقط لا يوثقون ذلك بتفاعل دائمًا! لا تزال أم مروى صديقة لي هنا. نتبادل اللايكات، والتعليقات. والحياة مستمرة. وكلما حدثتني ماما إلهام أرد عليها وأنا أضحك وأقول في نفسي” فينك يمّه تشوفي أبنك أيش بيسوي”!

اليوم ألتقيت بصديقة، وزميلة عزيزة. ربما نصنع محتوى فريد من نوعه على مستوى اليمن، أن لم يكن العالم العربي قريبًا.
والحياة مستمرة، وأنا لا أفهمني كثيرًا حتى اللحظة!

#فضفضة
#شيء_من_الخاص

لؤي العزعزي

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى