حقوقيون

وفاء الجوفي | أوقاف عدن غير مختص


أوقاف عدن غير مختص
عسكرة كورونا بين الحكومة و الانتقالي

اصدر مكتب الأوقاف و الإرشاد في عدن قبل يومين 23-4-2020 قرارا بالسماح فتح المساجد و إقامة صلاة الجماعة و الجمعة و التراويح وفقا لما سماه ضوابط محددة للوقاية من فيروس كورونا…. العجيب في الأمر ان هذا المكتب غير مختص ب إصدار اية قرارات تتعلق بالصحة او مواجهة اَي فيروس لان هذا يفترض يكون من اختصاص وزارة الصحة فقط لا غير، باعتبار ان هذا عملها الي يقوم على أسس و معايير علمية طبية، يعني مش هي فتوى و الـ///ــلام.

الأكثر كارثية هي ما سماه مكتب الأوقاف بالضوابط وهي:
" ان تفتح المساجد خلال شهر رمضان قبل خمس الى عشر دقائق قبل الأذان، و إقامة الصلاة بعد عشر دقائق من الاذان، و إغلاقها بعد عشر دقائق من الصلاة ( صلاة التراويح) مباشرة". فأي ضوابط هذه الي بتقي البشر من الفيروس، بالعكس، هذه الضوابط هي الي بتزيد من تفشيه، لانها الناس بتتزاحم في وقت قياسي للتجمع امام المساجد ثم دخولهم بمجاميع كبيرة الى المساجد و خروجهم من بعد عشر دقائق من الصلاة، و ذَا ما بيخلي الناس تلتزم بقواعد التباعد الي هي السبب الاول في سرعة انتشار الفيروس.

و ما انتهاش قرار الأوقاف الى هنا و بس، إنما اكمل تناقضه مع نفسه، لانه في بند اخر منع التجمعات داخل المسجد و منع المصافحة و فضل ان كل شخص يحضر سجادته من بيته، على أساس انه بكذا جاب التايهة، طيب كيف تمنع التجمع داخل المسجد و انت فتحت المسجد للصلاة، كان من باب أولى انك تمنع الصلاة في المساجد عشان تمنع التجمعات المسببة لانتشار الفيروس. اما مسألة المصافحة فمحدش يقدر يضمن ان الناس بهذه الدرجة من الانتباه و الوعي لانه ببساطة ممكن ينسوا و يتصافحوا حسب ما تعودوا بعد كل صلاة.

القرار ايضا منع الناس من الإفطار داخل المساجد، على أساس انه تجمع بشري، بينما لم يمنعه خارج المساجد، و قد شفنا امس اول افطار رمضاني جماعي في عدن، و الناس جالسة متلابصة و لا كان في شي، صحيح ان للان لم يكشف الا عن حالة واحدة في حضرموت و مافي إصابات من الفيروس بالتالي مافي حساب لوصوله الذروة، لكن قواعد الـ///ــلامة تفرض التباعد و الغسل و التعقيم، و الحذر واجب خصوصا وان عندنا عجز طبي على كل المستويات، سواء طاقم الرعاية من أطباء او ممرضين، او معدات طبية للكشف السريع او اسرة – انابيب اوكسجين، لان للان عاده ما حد اكتشف لقاح للفيروس.

المجلس الانتقالي اصدر بيان بعد قرار مكتب الأوقاف و أشار الى انه يتم الالتزام بما جاء بقرار الأوقاف و تتبع الضوابط الي اقرها المكتب، من دون ما يشير الى لجنة طبية او مكتب صحة او وزارة صحة او اَي شي من هذا القبيل، و في مسائل زي ذي يفترض يكون في جهة طبية متخصصة واحدة فقط هي المسؤولة عن إصدار التعليمات و الإرشادات، زي كل العالم، اما نحن و في زمن الحرب الفاترة بين الحكومة و الانتقالي حتى كورونا عسكرناها ضدنا.

اعتقد ان من باب الـ///ــلامة لازم نلتزم بقواعد التباعد لاننا نفتقد لقاعدة بينات و لو انتشر الفيروس بيكون صعب نمسك طرفه. ونشوف المهرة و نقتدي بها.
دمتم سالمين






وفاء الجوفي | ناشطة حقوقية وسياسية

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى