كتّاب

هل كان محمدا نبيا؟…


هل كان محمدا نبيا؟

“1”

قبل أن نبدأ فى مناقشة قصة محمد دعونا أولا نتعرف إلى مفهوم النبوة بشكل عام، فهى قد ظلت محصورة فى بنى إسرائيل لآلاف السنين، ولم تتخطى حدودهم إلى الخارج تقريبا، وربما كان محمد هو النبى الوحيد من خارج اليهود، وبالتأكيد هو النبى الوحيد الذى نملك معلومات كثيرة للغاية عن فترة نبوته وتفاصيلها.!

ونسأل أولا: ماهو النبى؟
هى تعريب للكلمة العبرية “نافى” أى المستشرف للغيب، أو الرائى للمستقبل، أى ذلك الرجل الذى يعلم ماتخبئه فى بيتك، ويعلم مالذى سوف يحدث لك فى المستقبل، ولو ظهر فى عصرنا هذا لأطلقوا عليه صفة العراف أو الساحر، ذلك الذى يخرج لك البيضة من القبعة، أو يخرج حمامة تطير من جيبه…إلخ، وتلك الوظيفة كانت حكرا على بنى إسرائيل على مايبدو لآلاف السنين حتى مل منهم الإله أو يئس فحولها للعرب على يد محمد، والحقيقة أن أنبياء إسرائيل قديما كانوا كثيرى العدد إلى حد مزعج، ربما مثل مجاذيب الحسين عندنا الآن، إلى درجة أنه تم قتل 450 نبيا منهم فى ساعة واحدة، كلهم بالطبع كانوا عالة على المجتمع ويعيشون من تبرعات المؤمنين السذج.
وكيف كان الوحى يأتى لأنبياء العهد القديم؟
يقال لنا أن الوحى له عدة طرق لإيصال الرسالة للنبى، منها أن ينطق الوحى بلسان النبى، أى أن ماينطقه النبى لايكون معبرا عن رأى شخصى، بل يكون هو ماأراد الإله توصيله للبشر.
وهناك طريقة أخرى للوحى، وهى أن يتكلم الإله مباشرة مع النبى من وراء حجاب، كما فعل مع موسى مثلا.
وهناك طريقة ثالثة للوحى: وهى أن يتنكر الإله فى شخصية آدمى، ويهبط للأرض ويتعامل مع الناس على أنه بشرى ويؤدى رسالته ويرجع لسمائه دون أن يعرف أحد أنه هو الله نفسه.
وربما نجد أنواعا طريفة من الوحى فى التاريخ الدينى، فهناك الغراب الذى يحمل اللحم للنبى، وهناك الهدهد الذى يحمل الأخبار لنبى آخر، وهناك الناقة المأمورة مباشرة من الله…إلخ.!
وهناك أخيرا طريقة الوحى فى حالة النبى محمد:وهى أن يرسل له الرب رسولا خاصا هو السيد جبريل مرسول الرب، وقيل لنا أن جبريل كان يلقى بالكلام فى قلب محمد دون أن يراه، وقيل أيضا أن محمدا كان يرى جبريل وأنه وجد له ستمائة جناح؟ ونحن نصدق ذلك بالطبع فالمسافة من الأرض للسماء بعيدة للغاية ويلزمها عدد ضخم من الأجنحة، وهناك أيضا طريقة لطيفة أخرى وهى أن يتنكر السيد جبريل فى هيئة دحية الكلبى الصحابى الوسيم وينقل للنبى الرغبات أو الأوامر الإلهية دون أن يشك فيه أحد.!
وعندما سئل محمد عن كيفية الوحى رد قائلا:

“أحيانا يأتينى مثل صلصلة الجرس وهو أشده على، فيفصم عنى وقد وعيت عنه ماقال وأحيانا يتمثل لى الملك رجلا فيكلمنى فأعى مايقول) قالت عائشة رض: “وقد رأيته ينزل عليه الوحى فى اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا”(صحيح البخارى ج 1، باب كيف كان بدء الوحى إلى الرسول ص ص 145 ).!

ويلاحظ هشام معيط أن كيفية الوحى فى التراث الإسلامى تجعله هو الفاعل بينما الرسول مفعول به على الدوام، فماهو إلا وعاء للوحى ربما بلاإرادة منه، وهو مايهمش من دوره فى الرسالة:

“لقد خبا دور محمد تماما فى الوحى، وهذا مايتماشى مع المعتقد الإسلامى فى أن القرآن الكريم كلام الله بحذافيره لفظا ومعنى، وهذا مامنح الإسلام مصداقية وقوة”( الوحى والقرآن والنبوة، هشام معيط، ص 41 ).!




يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫3 تعليقات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى