كتّاب

وأخيرا تنتهى ثورة أبشالوم بالفشل والقتل ويرجع داود إلى عرشه…


وأخيرا تنتهى ثورة أبشالوم بالفشل والقتل ويرجع داود إلى عرشه مجددا بعد أن يموت إبنه الثائر الفاشل القاتل الزانى، ويمضى داود نحو النهاية بأقدام مترددة، وبدأت صحته فى التدهور بحكم السن إلى درجة أن الثياب لم تعد تكفى لتدفئة جسده، فجاء له عبيده بالآنسة “أبيشج الشونمية:
“وكانت الفتاة جميلة جدا فكانت حاضنة الملك وكانت تخدمه ولكن الملك لم يعرفها” (ملو1 1: 4-5).
أى أن هذه الفتاة كما تؤكد لنا التوراة لاتعد زوجة بالمعنى التقليدى لجلالته بل هى عبارة عن مدفأة بشرية لجلالة الملك وليس أكثر، فما كان عليها سوى أن تأخذ الملك العجوز فى أحضانها اللدنة حتى يجرى الدم فى عروقه ليشعر جلالته بالدفء يسرى فى أوصاله، ولكن الدم لم يكن يندفع إلى درجة أن يمارس معها علاقة زوجية كاملة.
ويصل داود المبارك إلى مرحلة الإحتضار رغم جهود الآنسة أبيشج الشونمية فى تدفئته، وكان الخليفة الطبيعى له هو إبنه الأكبر أدونيا وكان يسانده قائد الجيش “يوآب” ورئيس الكهنة “أبياثار”، إذن كانت مسألة إعتلائه العرش مضمونة بالحق الشرعى أولا باعتباره أكبر أبناء الملك المحتضر بعد وفاة أبشالوم، ثم المساندة العسكرية المتمثلة فى قائد الجيش، بالإضافة للدعم الكهنوتى المتمثل فى رئيس الكهنة، ولكن على الجانب الآخركان هناك حزب مناهض لحزب أدونيا ومؤيد لسليمان إبن داود من بثشبع، وهذا الحزب مكون من ناثان النبى وصادوق الكاهن بالإضافة طبعا لأمه الطاهرة بثشبع، والنبى طبعا أقوى من رئيس الكهنة، وبثشبع الفاتنة أمكر وأقوى من قائد الجيوش، واستطاعت هذه المرأة الجبارة أن تقنع الملك بأن يعين إبنها سليمان كخليفة له بدلا من أدونيا:
“فأخذ صادوق الكاهن قرن الدهن من الخيمة ومسح سليمان وضربوا بالبوق وقال جميع الشعب ليحى الملك سليمان” (ملو1 1:39-40).
وعندما سمع أدونيا بماحدث خاف من إنتقام إبن بثشبع منه ولكنه فى النهاية إعترف به كملك وقنع بأن يصبح مجرد أمير:
“فأتى وسجد للملك سليمان فقال له سليمان إذهب إلى بيتك”(ملو1 1: 53)


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

تعليق واحد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى