وهنا يتضح لنا الأمر فالملائكة المطرودة من سماء الرب مع…

وهنا يتضح لنا الأمر فالملائكة المطرودة من سماء الرب مع الشيطان أيام آدم أو حفيده يارد قد إشتهت أجساد بنات البشر اللدنة فاتخذت لنفسها صورة جسدية لتضاجعهن وتنجب منهن جنسا من الجبابرة- ولو رجعنا قليلا للأساطير البدائية لوجدنا أنه كان من الأمور المعتادة هبوط آلهة من السماء لتمتطى إناث من بنى البشر لتنجب منهن كائنا أقوى من البشر وأضعف من الإله” ولنا فى هرقل إبن الإله زيوس من البشرية ألكمينا أسوة حسنة” وجاءت التوراة لتساير الأساطير السائدة وتؤكد أن سكان الأرض فى وقت نوح كانوا “هجينا” من تزاوج الملائكة الساقطة مع بنات البشر الفاتنات، ولم تكتف مطاريد الملائكة بمضاجعة إناثنا، بل إتجهت أيضا إلى مضاجعة الحيوانات والزواحف، ولعلنا نستطيع أن نتفهم مضاجعة الملائكة للحيوانات على إعتبار أنه تقليد مصرى صميم مازال مستمرا حتى الآن، أما مضاجعة الزواحف فهى فى الحق إبتكار ملائكى لم نسمع عنه قط بين بنى البشر، وربما لهذا السبب لم يطلب الإله يهوه من نوح تحذيرهم أو دعوتهم إلى الهداية مقررا منذ البدء إهلاكهم لتطهير الأرض من شرورهم، فيقرر فى لحظة إنفعال أن يمحى من على وجه الأرض:
“كل مافى أنفه نسمة روح حياة”تك 7: 22-23
أى البشر والحيوانات والطيور وكل الكائنات الحية على كوكب الأرض.
إلا البطريرك المدعو نوح:
” الذى وجد نعمة فى عينى الرب” ( تك 6: 8 -9)
فيأمره الإله ببناء فلك تحميه من الطوفان القادم، ويطيع الرجل الصالح أمر ربه ويقضى مئة عام فى بناء سفينته وجمع زوجين من كل حيوانات وطيور الأرض لكى يأخذهم معه فى السفينة لتبدأ بهم حياة جديدة، أما لماذا وجد نوح نعمة فى عينى الرب فتخبرنا التوراة بالتالى:
“كان نوح رجلا بارا كاملا فى أجياله”
وكاملا ترجمة عربية غير دقيقة للكلمة العبرية “تميم” والتى تعنى حرفيا “من دون تشوه فيزيائى” أى أنه كان إنسانا كاملا فى إنسانيته ولم تلوث عروقه دماء الملائكة الساقطة، أى أنه كان إنسانا من نسل أناس طبيعيين ولم يعتل رجال الملائكة أمه فصار بشرا سويا، وهاكم النص المقدس:
فنجد فى كتاب آخر من الكتب المكتشفة حديثا فى قمران إسمه”قصة لامك”، وهو ليس كتابا بالمعنى المفهوم بل مجرد بضعة سطور نكتشف منها أن السيد لامك والد البطريرك نوح يتهم زوجته التى نكتشف أن إسمها”بتشوع” بأنها قد حبلت بنوح من كائن آخر وليس منه، فترد المسكينة قائلة:
“وعندما رأت بتشوع زوجى أن وجهى قد تغير عليها، عندها ضبطت إنفعالها وكلمتنى وقالت لى:أيا سيدى أيا أخى، تذكر اللذة التى شعرت بها، أقسم لك بالقدوس الأعظم بملك السماء، إن هذا المنى منك حقا، وأن هذا الحمل منك حقا، وليس من أى إنسان آخر، ولا من أى من اليقظين، ولا من أى من أبناء السماء”(قصة لامك_ 12: 17 ).
ولكن الأب لايصدقها ويذهب لرؤية أباه أخنوخ، رغم أنه كان قد سار مع الله، ولكن النص للأسف يقطع من هنا ولا نعرف نحن سبب هذا الشك المبين الذى يدلنا على مدى سيطرة الإنحلال الجنسى على نساء تلك الفترة بتحريض من مطاريد الملائكة.
إذن يراد بنا أن نصدق أن ليونة أجساد بنات البشر ودلالهن قد جعلت مطاريد الملائكة تعيش فى هياج جنسى لا حد له مما دفعها بالتالى إلى إعتلاء نساءنا لينجبوا منهن نسلا من العمالقة، ولعلنا فى هذا السياق المقدس نتذكر أن الرب زيوس رب الأرباب اليونانى قد ظل ثلاثة أيام بلياليها يضاجع فى البشرية ألكمينا حتى حبلت بالبطل الأسطورى هرقل، ولانملك نحن البشر الفانين سوى الحسرة على مستوى أدائنا الجنسى مقارنة بالآلهة أو حتى الملائكة المطاريد، وندعو الله مخلصين له الدعاء أن يبعد ملائكته عن نسائنا.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات