حقوقيون

التحرش مرض نفسي


التحرش مرض نفسي

في دراسة علمية لسنة 2014 اجري فحص، وتحليل لـ55 متحرش، تم تصنيف ثلاثين منهم بالإنحراف، أو الخطل الجنسي “paraphilia” وحسب الدراسة لاحظوا أن الأغلبية مصابين بالرهاب الإجتماعي “social phobia”. ٢٥ منهم كانوا يعانوا من اضطرابات التحكم في الإندفاع “impulse control disorder”، و مصابين بالإكتئاب “Major depressive disorder”.

بالنسبة للتغيرات الوظيفية في نشاط مناطق المخ المختلفة:
بعض الأبحاث افترضت زيادة استجابة المخ للمؤثرات الجنسية “over-responsiveness”. ودراسات اخرى أفترضت وجود علاقة ما بين: خلل نظام الأحكام الأخلاقية الذي يجعل الإنسان يفرق بين الصح، والخطأ بناءًا على عوامل كثيرة، وما بين الإعتداءات الجنسية.

بالأشعة التصويرية للمخ، وضحت دراسة في 2008 بعض مناطق المخ “thalamus, globus pallidus and striatum” المسؤولة عن الإثارة، والسلوك الجنسي التي تكون نشطة بشكل واضح جدًا في مرضى “البيدوفيليا” مقارنة بالأشخاص العاديين.

أبحاث جديدة عن مناطق المخ المسؤولة عن اتخاذ القرار الأخلاقي وضحت وجود خلل، وتشوهات في الدوائر العصبية التي تربط الأماكن المسؤولة عن اتخاذ القرار “prefrontal cortex, angular gyrus, amygdala, and posterior cingulate” في الناس المصابة بالرهاب الإجتماعي الذي تحدثنا عليه في التحليل النفسي أعلى: أنه منتشر بين المصابين بالبارافيليا.

بإستخدام تقنيات أحدث في الكشف عن مدى صحة المادة البيضاء “التوصيلات العصبية بين المراكز” في مناطق المخ المختلفة، وبشكل أدق أكثر، دراسة ثانية سنة 2016 على 15 مغتصب، وضحت:

– وجود تشوهات في التوصيلات العصبية وخلل في نشاط مراكز اتخاذ القرار.
– زيادة نشاط مراكز الإثارة الجنسية.
– خلل في جهاز المكافأة “reward system”.
– زيادة نشاط في بعض المناطق “internal capsule & cingulum” بنمط مماثل لمرضى اضطراب الوسواس القهري “OCD”.
– خلل في التوصيلات التي تربط المراكز المفترض كونها مسؤولة عن الخوف “Fear conditioning impairments”.

الخلاصة:
وجد العلماء أن نشاط المخ في الأفكار الجنسية بشكل، مع زيادة الحساسية لجهاز المكافأة في أدمغة المغتصبين.. بشكل كبير تزود الرغبة ناحية الرغبة الجنسية بأي طريقٍ كانت. ومع زيادة نشاط مراكز الإثارة، وخلل في اتخاذ القرار الأخلاقي وفي الظروف الإجتماعية التي تهيأ هذا، تحدث الجرائم للأسف.

وانا بقرأ الابحاث وجدت أن حقيقة كون اغلب المتحرشين، والمُغتصبين.. امراض نفسيين لا يعني عدم تحميلهم للمسائلة القانونية. فحسب فهمي لا يصاب احد بالامراض النفسية هذه الا بتعرضه، او تجنبه، أو حرمان نفسه من أشياء يسطع فعلها بطرق، واساليب مختلفة، وأكثر توافقية.

وضحت بعض الدراسات أن الضحايا مش بس بيتضرروا جسديًا عضويًا ونفسيًا، بل ولربما قد يتركوا جينات تحمل هذي المشاكل للأبناء!
بمعنى المجرم الجنسي مش بس بيضر الضحية، ويدمر حياتها.. لا وحياة أبنائها بشكل جزئي!

#لا_للتحرش
#التحرش_مرض_نفسي

لؤي العزعزي


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫2 تعليقات

  1. *قرأت، واستفدت، وقدرت افسر -نوعًا ما- دوافع، وتفكير المجرمين.. فقلت أشارككك ببعض المعلومات، واتمنى تعجبكم.

    لو تحبوا هذا المحتوى أدعموه؛ وحتلاقوني أرجع مرة ثانية للنشر للمواضيع العلمية بعد توقف لسنوات.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى