الأقيال

سلام مربع للــفشـل الـــــذي يـقـودنا للـنـجـــاح…


سلام مربع للــفشـل الـــــذي يـقـودنا للـنـجـــاح

مـصـطـفـۍ مـحـمــود

بعد تسع سنوات من الفشل بدأ اليمنيون يدركون أكثر من أي وقت، أنهم السند الأول لأنفسهم، الأمر الذي يدشن بداية وعي يمني جديد مبني على خبرة يمنيه مشتركة.

طوال السنوات المريره الماضيه ، أنجز اليمنيون الجمهوريون اصطفافاتهم وانحيازاتهم ووصلت الحال في اليمن منذ سنوات، إلى الشلل كل جماعه في كل صف وجدت نفسها فيه أو ارتضت لنفسها أن تكون فيه، بما في ذلك من يعتبرون أنفسهم خارج الصفوف، أو من لم يجدوا لأنفسهم صفاً مناسباً، كل جماعة من هؤلاء وصلت إلى طريق مسدود. ليس فقط بمعنى العجز المادي عن حسم الصراع لصالحها، بل أيضاً، وهذا هو الأهم، بمعنى قصور المقترح السياسي لكل منها عن أن يكون إطارا مقبولاً ومناسباً لعموم المواطنيين في نطاق سيطرته ناهيك عن كافة اليمنيين . فشلت فكرة “الانتقالي وفشلت فكرة حزب المؤتمر وفشلت فكره حزب الاصلاح. وفشلت كل فكره غير وطنيه.

إذا تكلمنا من المنظور الوطني اليمني ، يمكن لنا أن نقول إن كل حزب او مكون ، بالمعنى الواسع للكلمة، أنجز فشله الخاص. ويلاحظ جميع اليمنيين أن فشل جماعة لم يقابله نجاح الجماعة الأخرى، وأن من يمكنهم الكلام عن “نجاح” هم فقط متسلطو ولصوص وتجار حرب ومجرمو كل الجماعات.

وعلى قاعدة هذا الفشل المشترك والعام، يتكون ويستقر وعي بأن الجماعات اليمنيه تفشل معاً أو تنجح معاً، وأن طريق الفشل المتبادل هو انغلاق الجماعات على بعضها البعض، وإصرار كل جماعة على صوابية مقترحها مقابل ضلال الآخرين.

بكلام آخر، الفشل اليمني اليوم هو انعكاس لفشل الجماعات الجمهوريه التي يجمعها على اختلافها، إصرار كل جماعة على النظر إلى اليمن من منظورها الخاص أي منظور سيطرتها. صراع السيطرة هو صراع الفشل كما للجماعات الساعية إلى السيطرة كذلك للمجتمع السياسي اليمني بستثناء الحوثيين . أحقية الجميع بالوجود والنشاط على أرضية الوطنية اليمنيه هو ما يشكل نواة الوعي العام اليمني الذي يتشكل لدى عموم اليمنيين
.
وهنا لن تجد الجماعات اليمنيه التي تمتلك وسائل السيطرة والتأثير في المناطق المحرره ، غير انها تساند المشروع الوطني بقيادة رئيس الجمهوريه رشاد العليمي وليس امام هذه الجماعات التي وصلت إلى طريق “السيطرة” المسدود و التي أنتجت، أو كانت نتيجة، الفشل اليمني العام، غير أن تكون هي نفسها روافع لطريق نجاح وطني يمني ؟

والخلاصة. يمكن القول إنه تحت قشرة الانفعالات والحساسيات المتبادلة التي عززتها الصراعات العنيفة خلال مايربو من عقد ، يتوفر اليوم لدى اليمنيون في كل المناطق ومن كل المشارب والاتجاهات
ما يهيئ لولادة وعي جديد مشترك، يمكن أن يشكل منطلقاً لنجاح يمني بالغ الأهمية إذا توفر لدى الفاعلين السياسيين الحساسية والإرادة الكافية لاستثماره

. نعلم أنها مهمة غير سهلة، ليس فقط بسبب ظروف التقطع الجغرافي والسياسي الذي تكرس في البلد، بل أيضاً بسبب وجود مليشيا الحوثي الايرانيه التي تدفع بقوى اجتماعية وسياسية وازنة وفاعلة لا يناسبها تبلور مثل هذا الوعي وستعمل على تشتيته وتهميشه، ولكن في التاريخ ما يقول: ليس مستبعداً أن يكون الفشل العام منطلقاً لنجاح عام
تحيه للفشل الذي يقودنا للنجاح

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى