كتّاب

حدوتة النيل: (2)…


حدوتة النيل: (2)
النيل والغناء الحديث
ولتكن البداية مع العبقرى «سيد درويش» أهم مؤسسى النهضة المصرية فى الموسيقي والغناء ففى رائعته الخالدة «بلادى» ينشد «مصر يا أم البلاد/ أنت غايتى والمراد/ وعلى كل العباد/ كم لنيلك من أيادى» وفى أنا المصرى ينشد لبيرم التونسى «أنا المصرى كريم العنصرين/ بنيت المجد بين الاهرمين/ جدودى أنشئوا العلم العجيب/ ومجرى النيل فى الوادى الخصيب/ لهم فى الدنيا آلاف السنين/ ويفنى الكون وهما موجودين» ولبديع خيرى يغنى: «مين اللى يقدر يألس على بنت مصر» وفيها: «أول كلام تقوليه لابنك/ وطنك مافيش زيه دحه/ م النيل امبوه حبوه/ حبه يانونو بالاكتر/ من بابا وماما واسكر/ منه التسه ومنه الممه/ أوعى تنسى فرض الأمة، يا جدع انت»، وفى أغنيته عن وحدة مصر والسودان، والتى لحنها العبقرى من مقام أفريقى «دنجى، دنجى، دنجى» يقول: «يا مصيبه وجانى من بدرى/ ذى الصاروخ ف ودانى/ مافى حاجه اسمه مصرى/ ولاحاجه اسمه سودانى/ بحر النيل راسه فى ناحية/ رجليه فى الناحية التانى/ فوجانى يروحوا ف داهية/ إذا كان سيبوا التحتانى».

ومن اللافت هنا أن كلمة «بحر» تعنى لدى الفلاحين المصريين نهر النيل نفسه،إذ يبدو أنهم طوال عهودهم لم يهتموا بالتجارة عبر البحار ولا بالصيد البحرى، ومن ثم ظل النيل هو البحر، حتى لم يعد هناك بد من التمييز فميزوا البحر المتوسط بقولهم: البحر المالح، ومن هنا فبحر النيل نفسه هو المقصود بأغنية «البحر بيضحك ليه/ وأنا نازلة ادلع املا القلل»، إذ لا يقبل أن تملأ القلل من الماء المالح، ولبحر النيل أيضا يغنى درويش «البحر زاد/ عوف الله» أو عبدالمطلب «البحر زاد/ غطى البلاد»، وقد كان فيضان النيل فى حالاته النموذجية يغطى الأراضى الزراعية كلها، وتصبح البلدان والقرى مجرد دوائر صغيرة على ثوب فضى رائع، وتغنى أم كلثوم من كلمات رامى «يا مسافر على بحر النيل/ أنا ليا فى مصر خليل/ من حبه ما بنام الليل/ على بلد المحبوب ودينى».

وكان النيل مصدرا ملهما لعشرات الاغنيات الوطنية ففى نشيد الجامعة تنشد أم كلثوم لرامى أيضا «ياشباب النيل ياعماد الجيلهذه مصر تناديكم/ فلبوا دعوة الداعى إلى الحق النبيل/ شيدوا المجد على العلم وهبوا/ ثم سيروا كل جمع فى سبيل» ولها ايضا من كلمات إبراهيم ناجى «أجل ان ذا يوم لمن يفتدى مصر/ فمصر هى المحراب والجنة الكبرى/ حلفنا نولى وجهنا شطر حبها/ وننفذ فيه الصبر والجهد والعمرا/ سلاما شباب النيل فى كل موقف/ على الدهر يجنى المجد أو يجلب الفخرا»، وتغنى نجاح سلام من كلمات محمود حسن إسماعيل، الذى يستحق بجدارة لقب «شاعر النيل» فى اوج معركة السويس «أنا النيل مقبرة للغزاة/ انا الشعب نارى تبيد الطغاة/ انا الموت فى كل شبر اذا/ عدوك يامصر لاحت خطاه»، ويغنى عبدالوهاب «اجرى يا نيل عزيزا فى الوجود/ وارو للأيام تاريخ الوجود/ وانهضى ياجنة الدنيا وسودى / واعيدى مجدك الماضى اعيدى/ بأس احرارك من بأس الحديد».

وكانت معركة بناء السد العالى فرصة كبيرة لظهور النيل فى الغناء الوطنى، منها أغنية عبدالحليم حافظ “بستان الاستراكية” من كلمات الشاعر صلاح جاهين، وألحان محمد الموجى،وتقول: “يا محـول مجرى النيـل.. حول علـى فوق للقمراية.. حول علـى فوق زى السـد ما طالـع على فـوق.. الخيـر بيجيب الخيــر.. والفرحـة دى كانت شوق.”. كما غنى حليم ايضا حكاية السد وفيها «كان طبيعى نبص للنيل اللى أرواحنا ف ايديه/ ميته فى البحر ضايعة والصحارى ف شوق اليه».وقدمت أم كلثوم أغنية “حولنا نهر النيل” التي كتب كلماتها عبدالوهاب محمد ولحنها رياض السنباطي، ويقول مطلعها: “حولنا مجرى النيل يا سلام على ده تحويل.. حيكون تحويل لحياتنا مش بس لنهر النيل”.أيضا قدم مكاوي أغنية “حيوا معايا الخطوات” من كلمات الشاعر فؤاد حداد، وكان مطلعها: “حيوا معايا الخطوات.. حيوا مصر الفلاحين.. تولد مصر الأسطوات.. يا فجر الأيام الهادي.. يا شرفي وحبي وجهادي ..يا ولدي يا ضي ولادي يا واقف في الخط الأول.. في اليوم اللي يتم الآية.. وحياة المجرى اللي اتحول ..وحياة الحق اللي معايا ..حيي معايا الخطوات”.

ويغنى الشيخ إمام، من كلمات نجيب شهاب «الدم يجرى فى ماء النيل/والنيل بيفتح على سجنى/والسجن يطرح غلة وتيل نجوع ونتعرى ونبنى/ يامصر لسة عددنا كتير / لاتجزعى من بأس الغير/ يامصر ملو قلوبنا الخير/ وحلمنا ورد مندى/آمان آمان بيرم أفندى
ومازال للحديث بقية …… يسعد أوقاتكم

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى