كتّاب

إن أراد الرب وعشت وأنا مُـقبل على سنة جديدة، قررت مراجعة…


إن أراد الرب وعشت وأنا مُـقبل على سنة جديدة، قررت مراجعة نفسي في أمور كثيرة، أثرت على حياتي بالسلب ولم تجلب لي إلا المشاكل والصراعات التي أنا في غنى عنها، فأنا كـمسيحي لا يشغلني شيء سوى إهتمامي بخلاص نفسي فقط، فهي فقط التي سيسألني الله عنها، وليس بالآخرين،

ولهذا قررت أن أقدم عدة اعتذارات لعدة أشخاص وجهات عن أخطاء صدرت مني تجاههم، وأعلم أن اعتذاري سيصلهم.

– أولًا، بعتذر لأجهزة الأمن والسادة المسؤولين عن أي شيء كتبته رأوه أنه ليس في مصلحة البلد وكان سببًا في الفتنة، فأنا أعلن كامل احترامي وخضوعي الكامل للدولة المصرية وحكومتها وقيادتها، فلا كُنت ولا سأكون في يومًا خصمًا لهذا الوطن مهما كانت الأسباب، فليس لنا شيء باقٍ سوى وطننا.

– ثانيًا، بعتذر لكافة أشقائي المُسلمين الذين قد فهموا بعض كتاباتي بصورة خاطئة وظنوا اني ضدهم وضد دينهم الذي نحترمه مثلما نحترم جميع الأديان والمعتقدات، وهذا أبعد ما يكون عن الحقيقة، وأريد أن أوضح لهم انني ليس كما ظنوا بي، فأنا لم أهاجم أو أسيء للإسلام بكلمة واحدة، ولكن كنت أهاجم وانتقد الأفكار الإرهابية المتطرفة ومن يبثها في المجتمع من بعض الشيوخ أصحاب خطابات العنف والكراهية، وكل ما أهاجمه وأرفضه كان يتفق مع الدين وليس ضده، فدائمًا أقول أن أفعالهم فردية ولا تُمثل الدين في شيء، فالدين ليس الإرهاب أو العنف، بل المحبة والسلام.

– ثالثًا، بعتذر إلي كنيستي الأرثوذكسية العظيمة التي أفخر وأعتز بأن أن أكون أحد أبنائها، مُماثلة في شخص قداسة البابا تواضروس الذي أنا مدين له بحياتي عما فعله معي دون أن أعرف، فكثيرًا أنتقدته وهاجمته بأسلوب لا يليق بابن صغير أن يخاطب به أبيه الذي يرعاه، حتى وإن كنت أر أن معي حق فيما أطرحه وأناقشه إلا أن كانت تخونني احيانًا بعض الألفاظ والتعبيرات التي لا تصح أن توجه إلي بطريرك ورئيس أكبر كنيسة في الشرق الأوسط، فأنا مُعترف بخطأي ولا أكابر فيه، فأنا أسف يا قداسة عن الإساءة والتجريح الذي صدر مني في حقك، وكان عليَّ أن أكلمك وأتفهم منك كل ما أريده ولكن بيني وبينك وليس على الملأ بهذا الشكل والأسلوب الخاطئ، وبكل أسف آخذتني الغيرة والحماس عن الإيمان والعقيدة والكنيسة ونسيت أهم وأسمى تعاليم المسيحية والكنيسة وهي المحبة، وبعترف أن بعض كتاباتي عن قداستك كانت بأسلوب وقح ليس من باب الأدب أبدًا ولا من الروح المسيحية الحقة، فأخاطبك كابن إلي أبيه أن تُسامحني وتحاللني من فمك الطاهر، فأثق في أبوتك ومحبتك الغامرة، وإن أراد الرب لنا لقاء قريب، فسامحني يا أبي عن كل ما صدر مني تجاه شخصك ومنصبك، حاللني.

– رابعًا، بعتذر إلي أبي الأسقف المسؤول عني عن تجاوزي معه في بعض الحوارات، وكان أسلوبي مندفع ولا يليق بابن مجرد شماس صغير في الكنيسة أن يكلم به أبيه الأسقف، وأعتذر إلي أب اعترافي ومرشدي الروحي الذي تعب معي ونصحني كثيرًا ولم أستمع له، وعندت ليس معه فقط بل على حساب نفسي وصلاتي وخدمتي وكل شيء، سامحوني يا أبائي وصلوا عني، فأعدكم بالتغيير والرجوع كما كنت، وأعلن خضوعي التام للكنيسة ولأبائي الباذلين نفسهم من أجل شعبهم، فأجمل صفة من صفات الإنسان الروحي هي الطاعة وبركاتها كثيرة ولا تُحصى، الحِل من فمكم الطاهر وأنا تحت أرجلكم التي تهلك من أجل البحث عن النفوس الضاله مثلي.

– خامسًا، بعتذر لجميع الناس التي سببت لها عثرة بسبب بعض مواقفي وآرائي عن بعض بعض الآباء الكبار والأمور الخاصة في الكنيسة، فأنا لا أقدر على احتمال أن أكون سبب لعثرة أحد، فقال مسيحنا القدوس الويل لمن يفعل العثرة، فأنا لا أقدر أن أقف أمامه مُدان، فأي شخص أُعثر بسببي بعتذر له وبطلب منه السماح وعندي كامل الاستعداد أن أذهب إليه في أي مكان وأنحني تحت رجليه لكي لا أكون مُدان أمام الله بشيء، فصدقوني يا أخوتي لم أريد شيء للكنيسة إلا أن تكون دائمًا بأفضل صورة ومثال، وتحفظ الإيمان والوديعة المقدسة، التي دُفِع فيها دم ثمين من أجل الحفاظ عليها.

– سادسًا، بعتذر لأي شخص حتى لو كان أخطأ إليَّ أو أخطأت إليه بقصد أو بدون، فمع بداية سنة جديدة أنا مُسامح من أخطأ في حقي وبترجى مِن مَن أخطأت إليهم أن يُسامحوني.

– سابعًا، بعتذر لأهم شيء عندي وهو الله القدوس طويل الأناة الذي احتملني كثيرًا وكثيرًا وأعطاني الكثير من الفرص حتى أتغير وأعود إليه مثلما كنت من قبل، بعتذر يا الله عن تقصيري معك وإنشغالي عنك واهتمامي بأشياء لا تنفعني في دخولي السماء في حضرتك البهية، فأنا أخطأت حينما جعلت اهتمامي بالجدالات الفارغة التي لم تُفيدني بشيء حتى نسيتك أنت يا من لم تنساني أبدًا، سامحني على تقصيري الشديد في حقك وأعطني مع بداية سنة جديدة أعطني بداية جديدة أيضًا، وتوبة حقيقية لا رجوع فيها لأخطائي السابقة، سامحني يا الله القدوس، فشهوة قلبي الوحيدة أنني عند مفارقة نفسي من جسدي أكون معك في سماك، فسامحني.

أتمنى أن لا أكون نسيت أحد له حق عندي، وأتمنى من الجميع أن يُسامحوني ويصلوا عن ضعفي، وأتمنى أكون قد أوضحت الكثيرة من الأمور التي فهموها البعض عني بصورة خاطئة، أتمنى من نفسي أخيرًا أن أعيش بسلام بعيدًا عن أي صراعات أو مشاكل، منشغلًا بخلاص نفسي فقط، وأخيرًا لا أتمنى للكنيسة ولوطني إلا كل الخير والسلامة والاستقرار.

حفظ الله وطننا العزيز مصر وكنيستنا القبطية الأصيلة من كل شر ومن كل فتنة ومن كل ضرر، دمتم بخير وسلام❤️

#أبانوب_فوزي


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Abanoub Fawzy ابانوب فوزي

شاعر ـ كاتب قبطي

‫2 تعليقات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى