كتّاب

مروان الغفوري | هذه الصورة المستهترة من ميلان، مركز إقليم لومباردي، نهاية


هذه الصورة المستهترة من ميلان، مركز إقليم لومباردي، نهاية فبراير. بعد عشرة أيام من تفشي الوباء، ورغم نصائح الخبراء بالابتعاد عن التجمعات.

قال السياسيون إنهم لن يخضعوا شعبهم للخوف، ولن يستسلموا للدعاية المبالغ فيها ونصحوهم بممارسة الحياة بشكل عادي مع أخذ الحذر (هذا ما قاله مقتدى الصدر قبل يومين وهو يحرض المؤمنيين على استكمال مراسم الزيارة المقدسة إلى ضريح الإمام، أحد الأئمة).

قبل هذه الصورة بعشرة أيام احتجز أول شخص في واحد من مشافي الإقليم بالتهاب رئوي حاد ناتج عن فيروس كورونا (سارس كوف ٢). أطلق عليه المريض واحد، إذ أن المريض صفر لن يعرفه أحد.

عشرة أيام كانت كافية للمأساة، مريض واحد قيل إنه كان نشيطا للغاية، لعب كرة قدم مع أصدقاء، ذهب إلى المطاعم، حضر حفلات، ثم .. ذهب إلى المشفى تاركا خلفه مئات الضحايا، وبدورهم سيتركون خلفهم الآلاف .. صعودا.

خلال أسبوعين تعكرت حياة الإقليم النابض بالحياة والثقافة، ثم تعطلت بشكل عام.

تعالوا إلى الوراء قليلا:
في ديسمبر الماضي علم أن ٢٦ مريض من أول ٤١ مريض محتجز في مستشفى ووهان المركزي كانوا قد زاروا سوقا يبيع لحوم الطيور والخفافيش.

هذه البقعة التي لا ترى، في مكان ناء في العالم، أحدثت كل هذا الخراب في العالم.


مروان الغفوري | كاتب يمني

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى