مفكرون

Johnny B. Good | دروس في المنطق: {صكوك الغفران} من اقبح واقذر افعال الكنيسة

دروس في المنطق:

{صكوك الغفران}

من اقبح واقذر افعال الكنيسة الكاثوليكية في العصور الوسطى هو الإحتيال على الفلاح الفقير البسيط والإستحواذ على كل ما جمعه من رأسمال في عمره من كدح فقط ليضمن الغفران الإلهي له ولزوجته حسب ما روج له قساوسة الدجل الذين دخلوا على خط الإقطاع وتملكوا الإقطاعيات الكبيرة ليلعبوا دوراً كبيراً وخطيراً في تخدير ديني لعقول الفلاحين المستعبدين والمظلومين والمقهورين عند الإقطاعيين، وامتصاص نقمة رزقهم.

فمن لا يعلم كثيراً عن صكوك الغفران, فهي بدعة ابتدعتها الكنيسة في العصور الوسطى لتمتد ايدي قاسوسة الدجل إلى ما في جيوب الفقراء من الطفيف من المال إن توفر ليسرقوه باسم صكوك الغفران التي أعطوا لأنفسهم الحق في منحها لهذا أو ذاك بدعوى التفويض الإلهي للبابا ظل الله في الأرض.

فهي(صكوك الغفران) عبارة عن وثيقة كانت تعطى من قبل الكنيسه الكاثولكيه للمخطيء مقابل مبلغ مالي حسب حجم الخطيئة التي تختلف قيمة الصك وآرتفاعها بقيمة الذنب المرتكب, ولم يكتفى بهذه بل انه اصبح يباع حتى للموتى صكوك غفران اذ ان كان يشتري اهل الميت لموتاهم هذه الصكوك لضمان تطهرهم من ذنوبهم.

لم تكن فكرة صك الغفران اختراع وليدة تلك الفترة, فإذا قرآنا الكتب المقدسة لجميع الاديان لنجد فيها شلة من المشعوذين (مفترضة) من انبياء ورسلاء وابناء الله وخصية الله وحتى الله نفسه يذكرون ويهددون الناس بما اكتسبوه من ذنوب واثم وخطيئة لا يرضى بها هذا الإله وسيعاقبون بنار جهنم الابدية, إلا إذا آمنوا وطلبوا التوبة والغفران والإيمان بهذا الإله الوهمي وما يأمرهم من طاعة وصلاة وتضحية وصبر من اجل حياة ابدية ونعيم دائم آخروي.

وإذا تابعنا اقوال المسيح في الاناجيل, فسنجد بانه يوعد بإنقاذ كل من يؤمن به من الموت في الخطيئة ويدخل ملكوت ابيه في حياة ابدية, كما ذكر يوحنا في 1:2:25 ويقول: "وهذا هو الوعد الذي وعدنا هو به الحياة الأبدية", وايضاً ذكر في 1ك9:1 ويقول: "ان اعترفنا بخطايانا فهو امين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم", ولنذكر ايضا ما جاء به لوقا في 27:18 ويقول: " قال غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله", :" طلبت الى الرب فاستجاب لي ومن كل مخاوفي انقذني".

فما هو الفرق بين وعود شخص ادعى بانه المسيح إبن الله واعطى وعود بالحياة الابدية لكل من يؤمن به ويلتزم بتشريعاته او تشريعات ابيه في السماء, وبين قساوسة الجدل الذين باعوا صكوك الغفران للفقراء المساكين مقابل بالعود في ملكوت الله؟, فإذا كان الدافع هو المال بالنسبة للقساوسة, فاكيد سيكون الدافع هو التكاثر الاتباع المسيح حين يوعدهم بشيء يتمناه كل إنسان, وهو الخلود في الحياة.

كم يكن جميل حين يوفي هذا الإله بوعوده ويرسل لنا احد الاموات كمعجزة في عصرنا حتى يثبت صحة وعوده, بدل الإيمان الاعمى بشيئ ورثناه قبل الفين سنة ولا نعلم صحة إدعاء هذا الإله, ولا نعلم كيف ستكون حياة ابدية بدون ملل!!

Mazzin Haddad, 12/04/2020 Michigan / USA

Johnny B. Good

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى