مفكرون

السؤال هنا للسادة تجار الإسلام في زماننا : أي نظام سيتبعون…


السؤال هنا للسادة تجار الإسلام في زماننا : أي نظام سيتبعون في تداول السلطة؟
طريقة أبي بكر أم طريقة عمر أم طريقة عثمان أم طريقة علي أم طريقة معاوية أم يزيد أم هو الملك العضود أم طريقة النبي نفسة في الحكم المطلق ؟ وكلهم نماذج اسلامية عظيمة وكريمة فهم نبي الأمة (ص) ومعه النجوم من الصحابة بأيهم اقتدينا اهتدينا ، ثم التابعين وتابعي التابعين بإحسان إلى يوم الدين إذا قلتم بهذه الطرائق سنعتبركم مخلصين للإسلام و غير انتهازيين ، لكننا لن نقبل اليوم بهذه الطرائق في حكمنا ، و إن قلتم بديمقراطية و صندوق انتخابات ستكونوا منكرين بل و محاربين لشريعتكم التي تتمسكون بها ، و تصبحون من المرتدين و تستحقون تطبيق الحد عليكم ، لقبولكم بثقافة الكفرة الفجرة ، و استبعادكم أصول نظام الحكم في الإسلام ، و الواضح حتى الاّن فيما تُعلنون أن كل رموز الإسلام الأوائل خارج نطاق اختياراتكم اليوم ، فلماذا إذن إعلان التمسك بالشريعة و إلا حولتم شوارع مصر إلى بحور دماء؟ و لو فرضنا جدلا إلتفافكم حول أحد الطرق التي سلكها الراشدون المهديون ، فإن اخترتم أبا بكر فإننا لن ننسى أنه أمر بقتل المعارضين له من المسلمين الذين اعترضوا على خلافته لعدم حضورهم ترشيحه و بيعته ، و امتنعوا عن أداء الزكاة إعلانا لهذا الاعتراض ،

و عليه فإن طريقة أبي بكر لن تشعرنا بالأمان لأننا إن اعترضنا قمتم بتحريقنا و إلقائنا من شواهق الجبال و تنكيسنا في الاّبار و سمل عيوننا و تقطيع أطرافنا من خلاف.

و إن اخترتم طريقة عٌمر فهي أيضا مليئة بالعوار ، فقد اتخذ قراراته بشكل فردي دون مشورة ، ففرض على من شاء الإقامة الجبرية ، و أمر بنزح خيرات البلاد المفتوحة إلى عاصمته ، و ضرب بدرتة طلاب العلم ، ، و أدمى رؤوس طلبة العلم ممن ناقشوا أو بحثوا في المحكم و المتشابه مثل صبيغ ، و هو مالا يلائم زماننا و عصرنا الذي يقوم على العلم والمعرفة والشك والنقد وعدم وجود حقائق مطلقة ،

أم سيقع اختياركم على عثمان الذي تصرف في بيت مال المسلمين على هواه و أخذ منه ما شاء و وزعه على أهله و زوجاته و جواريه ، و ضرب الصحابة المعترضين و كسر ضلوعهم و أصابهم بالفتق مثل ابن مسعود و نفى غيرهم مثل أبى ذر ، حتى اجتمع عليه الصحابة و أبناؤهم و قتلوه ، لأنه رفض التنازل عن الخلافة لأنه قميص ألبسه له الله و ليس الرعية ، ثم دفنوه في حش كوكب في مقابر اليهود.

أم ستختارون طريقة معاوية بالبيعة بالسيف؟ و هو و ولده يزيد من فتكا بمدينة رسول الله (ص) و هدما الكعبة و حرقاها بالمنجنيق و استباحوا زوجات و بنات الصحابة رضي الله عنهم في واقعة الحرة المخزية حتى حملت فيها ألف عذراء من سفاح؟

من سيكون نموذجكم للحكم بين هؤلاء حتى نطمئن لكم؟ ثم كيف سيتم اختياركم لأحد هذه الطرائق في الحكم و ماذا سيكون المعيار؟ الحل الإسلامي يقول أن عليهم عندما يستشكل الأمر بصلاة الاستخارة ، و انتظار النتيجة التي ستأتيهم في المنام ،

هل يكون الحكم على طريقة أحد الخلفاء أم على الطريقة الشيوعية ، أو الجمهورية الرئاسية أو البرلمانية ، أو ان ندعو الأمريكان لبلادنا من عدمه ، أو إعادة مبارك و نظامه أو البحث عن مبارك بديل ، كلها احتمالات موجودة لن تحسمها سوى الاستخارة و انتظار الجواب في المنام!

أم أنكم تتحدثون بلغة الحداثة و علماء السياسة و الاجتماع في بلاد الطاغوت مع الإصرار على تعوير الدستور المدني بمادة دينية غير دستورية ، و بعد التمكين يكون لكل مقام مقال؟ يعني هل ستطبقون حدود القطع و السًلخ و الجلد و الرجم عند التمكين؟ أم أن الغرض الوصول إلى الحكم فقط دون تحكيم الشريعة كما فعل فرعكم (حماس) في غزة ، فلم نراه رجم و لا قطع و لا سمل المخالفين للشريعة ، فعلها فقط مع المعارضين ، كل ما في الأمر أن التنفيذ تم بأسلوب حديث ، فبدل التنكيس في الاّبار و الإلقاء من شواهق الجبال ، ألقوهم من فوق العمارات ، و بدلا من الرجم و القطع ، تم قتلهم بالرشاشات مع بعض الذبح هنا و هناك تأسيا بالصحابة ، و تفعيلا للسيف التاريخي المهند. مثل مصري شهير يقول :” قالوا لجحا الجمل طلع النخلة ، قال : اّدي الجمل و اّدي النخلة”. بمعنى تعالوا نتثبت من طلوع الجمل للنخلة ، أي كيف ستحكموننا؟ و هل تملكون مؤهلات هذا الحكم؟ هل معكم رخصة و خريطة مبرمجة تقود الجمل لصعود النخلة؟ كي تصعد نخلة الحكم اليوم لن يصلح لك الجمل ، لابد أولا أن تكون عالما بتاريخ العالم قديمه و حديثه و لو معرفة عامة غير متخصصة ، لكن بالضرورة لابد أن تكون عارفا بالفلسفة التي تقف وراء أنظمة الحكم الديمقراطية الحديثة التي ستشاركون فيها بحزبكم المزمع إعلانه.
لكن ما نراه حتى اليوم في خطابكم لا يشير إلى أدنى معرفة بهذه الفلسفة و لا أسس العقد الاجتماعي و بُعده السياسي و الاقتصادي القائمين على الصالح العام لكل أفراد المجتمع مع الحريات الفردانية التامة. خطابكم يشير إلى أنكم غير مؤهلين حتى للمشاركة الحزبية ، لأن النظام الحر الحديث الديمقراطي في العالم كله لم يقم على دين من الأديان و لم يكن دينا بعينه هو الحل ، إنما هو نتاج جهد فلاسفة عصر النهضة الذين صنعوا القيم الحقوقية الحديثة و التي تتصادم بالكلية مع قيمكم التي ترفضون التنازل عنها ، و هو ما يعني بالضرورة عدم حدوث أي تقدم بل ما سيحدث هو العكس ، العودة إلى زمن البعير و السيف و البيداء. إن فلاسفة النهضة هم من أسسوا لكرامة الإنسان بتدقيق واضح لا يحتمل أكثر من تفسير و لا يحتاج لشروح و تأويل ، الحريات القائمة على المساواة التامة بين المواطنين و الحقوق المكفولة للجميع على التساوي.
كي تدخلوا هذه اللعبة السياسية. عليكم أولا أن تثبتوا معرفتكم بالذين صنعوا القرن الحادي و العشرين منذ عصر النهضة إلى اليوم ، و هو ما لا نلمح له و لو ظل في خطابكم الذي لا يقل كوميديا سوداء عن خطابات القذافي. و الحرية في المفاهيم الحديثة لا تعني حريتنا داخل طائفة بعينها ، إنما هي حرية المختلف معنا قبل حريتنا ، حرية أن تفكر و أن تشك و أن تنقد أي مسلمات دون أي خطوط حمراء أو صفراء ، لابد أن تتعلموا مفاهيم العصر و لغته حتى تتمكنوا من إنشاء ديالوج سياسي مع بقية الفرق السياسية في المجتمع. أما إذا أصررتم على المادة الثانية بالدستور فلابد أن تثبتوا للناس أولا تمسككم بالشريعة الغراء و مبادئها ، و هو بدوره غير واضح في خطابكم حتى الاّن.


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫8 تعليقات

  1. اريد ان اسأل هؤلاء الذين ينتقدونك…..هل يفهمون اولا كلماتك …المفهوم من هذا المقال الرائع….لا أعتقد انهم يفهمون شيئا…
    لان ادراك اي فكر منطقي عليه أن يكون دارسا لأصول االفلسفة الهادفة ..
    لهذا انا من هنا أحييك….رحمك الله

  2. لا طريقة أبا بكر ولا طريقة عمر … الطريق واضحه هو طريق العدل والحق والقسط بين الناس كيفما ماكنوا …أما أبابكر وعمر وغيره مجرد بشر يخطئون ويصيبون كغيرهم من الناس .

  3. اوافق السيد القمني في بعض النقاط ولا اوافقه في بعضها الاخر…اوافقه فيما يتعلق بمعارضته للتقليد الاعمى..ولا اوافقه في معارضة التوجهات الاسلامية بالجملة والتفصيل لان ذلك مستحيل وغير واقعي فالمجتمع الاسلامي يستحيل تغييره جذريا سواء من ناحية الديمقراطية الجذرية او بالايديولوجيات الثورية المعروفة…لكن علينا دوما ان نبحث عن انجع الحلول الوسط التي تساهم في بلورة الرؤى الصحيحة التي يتقبلها المجتمع..علينا تطبيق “الديمقراطية الشرقية” هذه الديمقراطية ستكون خاصة ستشمل تطبيق العدالة للجميع وستخلق البيئة الواقعية التي تسهم في صعوض الناجحين وتمنع التطرف والظلم حيث ستتم وفق انتخابات حرة وستحترم التطور التاريخي للمجتمع فاذا كانت المجموعات التي تتبنى الاسلام الوسط تساهم في هذه الرؤية وبالتالي تصعد للاعلى فما المانع مثلا ان تشكل حكومة وبالمقابل ستكون هنالك معارضة تكفل الديمقراطية لها حرية النقض والرأي الحر لنقد قرارات الحكومة؟؟

  4. أسلم أن النقاش هو على الدستور الوضعي . في سنة 95 خرج الحسن الثاني رحمه الله بدستور . وسمي انذاك الدستور الممنوح . أي لم تشارك فيه لا معارضة ولا جمعيات ولا نقابات ولا أي مكون ! كنت أنتمي لصفوف الإتحاد الإشتراكي ! ماهو موقفي الشخصي وماهو موقف الحزب ؟ موقفي الشخصي أننا لسنا في مستوى الدستور . الحزب ملغوم لا يعتبر القانون . هاذ الناس يدوسون على القانون ولات غير الذاتية ! الناس ابغات تدبر على راسها و الشي لا خر غير الكذب .الحزب يكذب بعض الاستثناءات والحديث طويل . لسنا مجتمع القوانين la loi du plus fort !

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى