مفكرون

▬ (إن أراد الله إنشاء دولة خلق لها أمثال هؤلاء) – قالها عبد…


▬ (إن أراد الله إنشاء دولة خلق لها أمثال هؤلاء) – قالها عبد المطلب بن هاشم، وهو يشير الى أبنائه وحفدته، فبرغم التفكك القبلي فى بيئة البدواة، التي عاشتها جزيرة العرب، فإن هناك من استطاع أن يقرأ الظروف الموضوعية ،المدينة، مكة بوجه خاص، وأن يخرج من قراءته برؤية واضحة؛ هى إمكان قيام وحدة سياسية بين عرب الجزيرة، تكون نواتها ومركزها (مكة) تحديداً، برغم واقع الجزيرة المتشرذم أنذاك.. لكن بقية الناس – حتى داخل مكة – ممن كانوا يعتبرون أنفسهم عقلاء لم يكونوا مع هذا التفاؤل، ولا مع هذا الجموع فى الآمال، فهذا الأسود بن عبد العُزّي يقدم الإعتراض البدهي والواضح والمباشر؛ قائلا : “الا إن مكة لقاح لا تدين لملك”، وهو إعتراض يستند إلى قراءة أخرى؛ فالعرب – أياً كان الظرف الإجتماعي – لا تقبل بفرد يملك عليهم ويسود؛ لأن معنى ذلك سيادة عشيرة على بقية العشائر، وقبيلة على بقية القبائل، وهو ما تأباه أنفة الكبرياء القبلي وتنفر منه..وقد ثبت أن الحجاز – ومكة بالذات – أنه بعيد المنال، ولا يتخوف نهوض عدوه إليه، فبينما كانت الممالك العربية قد وقعت تحت الإحتلال أو النفوذ الأجنبي – ففقدت اليمن إستقلالها منذ الربع الأول من القرن السادس الميلادي، وسقطت تحت حكم الأحباش ثم الفرس، وفقدت مملكة الحيرة إستقلالها وتحولت إلى إمارة يحكمها أمير فارسي، وإضطربت أحوال المملكة الغسانية بعد أن قلب لها الرومان ظهر المجن – فإن منطقة الحجاز بمدينتها الرائدتين (مكة ويثرب) ، كانت تتمتع بإستقلال نقي، هيأها له وضعها الجغرافي، ووعورة الطريق إليها؛ فكانت هى البيئة العربية الخالصة؛ البعيدة عن مجال الصراع الدولي، وعن التأثر بالحضارات الأجنبية؛ بدون أن تفقد التواصل معها، ولم تخضع لحاكم أجنبي، ومع ذلك فلم تكن فيها ممالك بالمعني الحقيقي، ولا وحدة سياسية كبيرة تنتظم أمر قبائل الحجاز جميعا، وهذا كله إنما هو دعم حقيقي لرأى (الأسود بن عبد العُزي)!… وإزاء كل هذه العوائق الواضحة، والمحبطات السافرة للحلم وللأمل، وللتوقع، لم يجد الآخرون سوى الإهتداء إلى أنه لا حل سوى أن يكون منشىء الدولة المرتقبة نبيا مثل داود، وعندما وصلوا إلى هذا؛ فشا الأمر بسرعة هائلة بين العرب؛ حتى اشتد الإرهاص بالنبي المنتظر خلال فترة وجيزة، وآمن هؤلاء بذلك، وأخذوا يسعون للتوطئة للعظيم الآتى، وإن ظلت المشاعر القبلية داخل النفوس التى تهفو للوحدة؛ وظن كل منهم أن الآتى سيكون منهم؛ مثل (أمية بن عبد الله الثقفي) الذى راودته نفسه بالنبوة والملك؛ فقام ينادي : الا نبي منا فيخربنا ما بعد غايتنا رأس محيانا؟
_الأقتباس الأول من الكتاب


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫5 تعليقات

  1. انت فين يا قمني دلوقتي رد عليه بتقول رب ارجعون كلا ياقمني وياكل قمني ذق بما قدمت يداك اللهم لا تفتنا وامتن على الإسلام والتوحيد لاإله إلا الله وحده لا شريك له واحد احد فرد صمد لا شريك له ولا صاحبة له ولاولد وصلي اللهم سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى