كتّابمفكرون

في عام 1925 أصدر الشيخ الأزهري (علي عبد الرازق) كتابا أحدث…


في عام 1925 أصدر الشيخ الأزهري (علي عبد الرازق) كتابا أحدث ضجة كبيرة وكان عنوانه (الإسلام وأصول الحكم), رفض فيه فكرة الخلافة ودعي إلى مدنية الدولة, في وقت كان يسعي فيه الملك فؤاد ليصبح خليفة المسلمين فور انتهاء الخلافة العثمانية بعد الحرب العالمية الأولي وبالتحديد علي يد مصطفي كمال أتاتورك الذي ألغى الخلافة سنة 1924 وجرد الخليفة السلطان عبد المجيد من كل السلطات حتي الروحية ثم طرده خارج البلاد.
وكعادة الحكام المسلمين (حتي الآن) يكون الدين هو جناح السلطة الذي يشرعن الديكتاتورية وحكم الفرد المطلق.

في هذا الحين كانت مصر تأخذ اولي خطواتها الليبرالية بعد ثورة 1919 (انتهت 1952).

نعود الي الشيخ علي عبد الرازق العالم الجليل “الذي حاضر طلبة الدكتوراة في جامعة القاهرة عشرين عاما في مصادر الفقه الإسلامي” والذي بمجرد أن أصدر كتابه وقد أثبت بالشرع وصحيح الدين عدم وجود دليل على شكل معيّن للدولة في الإسلام فهاج عليه شيوخ الأزهر وتعرض لهجوم عنيف من الإمام الأكبر محمد أبو الفضل الجيزاوي وهيئة كبار العلماء في الأزهر وقاموا بمحاكمته ومصادرة كتابه وسحب شهادة العالمية منه وكل ذلك بإيعاز من الملك.

أما من وقف بجواره وسانده ودافع عنه كان صفوة المفكرين المصريين في حينه أمثال:
الدكتور محمد حسين هيكل, وعبد العزيز فهمي وزير الحقانية الذي ترك الوزارة احتجاجًا على الظلم الذي واجهه علي عبد الرازق, وكذلك دافع عنه طه حسين وعباس محمود العقاد وسلامة موسي.

وبنظرة فاحصة للمؤيدين والرافضين يمكننا تفسير ما يحدث الآن ضد العلمانيين وراغبي التجديد، فالرافضون هم كهنة الأزهر والسلفية, والمؤيدون هم كبار رجال الفكر والعلم والتنور.

وفي ظل ضعف الحجة وسوء النية يتهمون العلمانيين كذبا ورياءا بالكفر والالحاد وفساد الأخلاق, هل كان علي عبد الرازق كافرا أو ملحدا؟ التاريخ ينفي ذلك بقوة ولكن الكهنة الأشرار لا يخجلون من تكفيره ولا من تكفير العلمانيين.

ان اتهام العلمانيين بالكفر وفي اقصي تقديرات حسن النية يعتبر جهلا مدقعا وترديدا لمقولات قديمة لم تكن أبدا حسنة النية, بل كانت نفاقا وكذبا وافتراءا من مشايخ يرون المستقبل مظلما عليهم حين تسقط هيمنتهم ووصايتهم ومناصبهم ومرتباتهم وهباتهم وقصورهم وأموالهم.
#بالعقل_والهداوة

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Sameer Zain-Elabideen سمير زين العابدين

خريج الكلية الحربية فبراير 1969, أعمل حاليا في النظر حولي وأشياء أخري, عقلي هو إمامي ورئيسي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى