أمطرت بغزارة صباح هذا اليوم
و رياح عاصفة
ربما صوتها آت من زهو الكون بأوجاعه
لا أدري
أو هكذا قالت لي إيفا
أو كأنها حلم أفقته
على زوبعة
فيها أحتسي كوب قهوة
أكتب أحلامي و أدور حولها
زوبعة آمال
أمطرت بغزارة
إلى حد أفقدتني
امل الخروج من سجني الإختياري
ربما لا يجوز لي أن أسميه سجنا طالما اختياريا
– إنما تلطفا –
هو مكث الفراغ
حيث لا إلا أنت وحدك
الفضاء الفراغ
الكون روحك
ثم خرجت
و عقلي زراق فاتح
و ذكرياتي سحاب
و فراشة بيضاء تتسلل غرفتي
بلا ضجيج
تمكث ليلتين
تُنَبهُني أنها لا زالت بحضني
فأفتحُ لها نافذة الحرية و الرحيل
لا يمكث عندك من كان حرا
أطلقه للفضاء
و عليك ان تدرك حكمة العجوز
الحب لا يفهم القيد
و الحرية لا تتفهم ساجنيها
الحرية لا تعرف إلا نفسها
لا شيئ مفرح
لا شيء محزن
إن كنتما احرارا
ثم عادت و أمطرت بغزارة
صباح هذا اليوم
ادركت
أن عشاق هنا
ثمة حزن يفرحك
و ثمة فرح يتعسك
و بين المسارين
يبقى خيارك هو المسار
و المسار أنت
لا حزن لا فرح
تَرّقبُ الزمن و تحتضن اللحظة
تبتغي البكاء – ابكي
تبتغي الفرح – ارقص
لكن الحلم لن يكتمل
حلمك أن تكون حر
لا سيد و لا عبد
صورة لن يتركك أحدا أن تحققها
فطريق الحقيقة شائك نسبي
فلا تقع في الفخ
الحقيقة الوحيدة اقدار
و انت الآن بروحك و عقلك
خارج القدرية
و أنت الآن صناعة
أنت محترفها
وفاء الجوفي | ناشطة حقوقية وسياسية