كتّاب

كذبتمْ لم أدع…


كذبتمْ لم أدع
في الفرش طفلا
رحلتُ حقيقةً و بقيتُ ظلاّ

خرجت من الظلام
وكلّ ضوءٍ
إذا ضاق الظلام به تجلّى

وحيداً في الطريق
إلى ٱكتمالي مشيتُ
و كان طعم الحزن أحلى

وأغلقت الكتاب
على بناتي
لأني لا أرى للحب أهلا

لقد هاجرت
من صمتي ليبقى
بوجه الريح صوت الورد أعلى

و أرض الله
واسعةٌ أمامي
ولكني بهذيْ الأرض أَوْلَى

أنا ٱبن كرامتي
وصديق جوعي
وصاحب كل حرٍّ قال كلاّ

على ماذا أخاف إذا أتاني
الإله ولم يجد في البيت أكلا

وكيف أفرّ
من وطني و قلبي
إذا كان الهروب أشدّ حَمْلا

و أين أحط وجهي
من بلادي
إذا سامحت فيها مُسْتَغِلاّ

مذاق الموت
حين نموت جوعاً
كطعم الموت حين نموت قتلا

يعز على
القصيدة أن تغنّي
لطاغيةٍ و أن تعتاش ذُلاّ

وما معنى الصلاة
إذا تمادى
الملوك على الرعيّة في المُصلّى

يدين الدين
صورته إذا ما
ٱرتدى ثوب الخليفة أو تولّى

دعيني الآن
يا طعنات قومي
بخاصرتي أزيد الجرح نصلا

دم العربيّ
هان أمام كسرى
وهامته غدتْ للروم نعلا

لقد دخل الخمينيْ
كل قصرٍ
و أصبحت العروبة منه حبلى

غسلت من الخليج
يدي و رجلي
فحكام الخليج أخف عقلا

تفر نياقهم
من شم كسرى
و تحتلّ الحديدة و المكلاّ

أريد الآن
أخرج من رفاتي
و أنهض من دمي طفلا و كهلا

أفتش عن بلادي
في بلادي
لعلّ دمي يعود بها لعلّ

هنا أحيا
و يكبر ريش إسمي
فما وطنٌ من المنفى تدلى

أموت ولا أهاجر من بلادي
متى هجر الحبيبة كان عدلا ؟!

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

عامر السعيدي

أغنية راعي الريح

تعليق واحد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى