قبل عام من الان تمام. كنا نعيش لحظات خوف وتوجس. لحظات لايقين وتخبط. كنا ننتظر مع…

قبل عام من الان تمام. كنا نعيش لحظات خوف وتوجس. لحظات لايقين وتخبط. كنا ننتظر معجزة او تكذيبا لكل ما يحصل. كانت اياما سوداء لأن الأخبار التي كانت تجلبها كانت سوداء ايضا. في مثل هذه الأيام كان اجتياح صنعاء الهمجي.
…
في مثل هذه الأيام قُتِلَ هشام عقلان، القنديل الشفاف والقلب الأبيض القطني. هشام الذي تمنيت لو كان قد حصل على لقاح من الموت الحاقد الطائفي العنصري وليس من أمراض الطفولة.
هشام الذي يكمن في داخله أحد الاولياء الصالحين وكانت بشرته تنضح كفاحا وتسامحا. كان ملتزما دينيا يبغض القتل والتكبر. لكنه لم يذهب لقتال أحد. كان يؤمن بالله وبالجمهورية.
…
كنت في اكثر لحظاتي ذهولا وصدمة وبلغ بي الاحباط منتهاه. حيث لم اكن أتصور ان ثورة ناصعة كثورة ١١ فبراير ٢٠١١ ستؤول الى هذا المآل. اذ ما انفككت قبلها احاجج بان هذه الثورة ستجنب اليمنيين ما ذاقوه من وَيْلات الحرب الأهلية في الستينيات اثر ثورة ٢٦ سبتمبر او دورات الصراع الدموية التي شهدها الجنوب.
…
كنت في اكثر اللحظات تشاؤما اقول في نفسي او لأصدقائي ان اليمن مقبلة على عهد من شكلين قبيحين :
إما المشهد الدموي الليبي او المشهد الديكتاتوري الإريتري. لكن حدث ما هو أسوأ.
…
كانت تلك الأيام زاخرة بقرف فجور نخيط المبشرين بالعهد الحوثي ونخيط الذين جرفهم تيار التحوث الطارئ والذين تذكروا ألقابهم فجأة والذين انتفضت في أوداجهم حمية الأصول والأنساب والنبالة الواهية وحذلقات استلاب اليسار نبل قضاياه وسمو خطابه.
…
كانت إيام مفتتح تغريبة وهوان، بورزان الجوع والفساد وأشهر دامية لم نخرج منها بعد.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات