كتّاب

فجأة اختفى أرشيفي الشخصي، هذه الصفحة التي أنشأتها قبل ١٤ عاما.. هي أكثر من أرشيف…


فجأة اختفى أرشيفي الشخصي، هذه الصفحة التي أنشأتها قبل ١٤ عاما.. هي أكثر من أرشيف: تاريخ شخصي، مكان، طريق، بلاد، ومتاهة. لست في أي مكان مثل هنا، ولا يمكن لمطرح أن يدل علي أو يختصرني مثل هذا السجل، عملي الصالح والسيء كله هنا. هنا خطرت على بالي أعظم الحسنات وأسوأ الخطايا. لحظة الرسالة التي تقول: لقد تم تعطيل حسابك إلى الأبد، لن ننظر في أي التماس بعد الآن .. كانت مروعة. فيس بوك مصيدة، يسمح لك بالتوغل إلى الأبعد ثم يتخلى عنك لصالح قطاع الطرق. قادر على مراقبتك أكثر من حمايتك، وعلى إلغائك لا احتوائك.
الحاكم هنا دالتان: خوارزمية عمياء، وفاشية هائجة. عرفت أني لست المطرود الوحيد، ولا المبعد البطل. سواي كثيرون فقدوا أرشيفهم الشخصي ولم يجدوا أحدا يتحدثون إليه. كانت حظوظي أفضل، دافع عني “أصحاب مكانة” واستردوا حسابي. هذا الترف ليس متاحا لأحد. من السخرية القول: ولا حتى لترامب. إلا أن العبرة صادمة: متى ستبطش بك الخوارزمية؟ لا يمكن أن يكون هذا الصرح الرائع والذكي محاطا بكل هذا الغباء، بترتيبات ومحاذير آلية بلا خيال ولا ذكاء.
شيء آخر فاجأني أيضا: المحبة من أناس مجهولين، لم أتخيل قط وجودهم ولا محبتهم. جنيت الكثير من الحب، وكنت على مر الأيام أرى فقط البغضاء والمكيدة. اعترف أن هذا المحيط الرهيب ملوث، وكلما خضنا فيه نسينا طهارتنا وانخفضت قدرتنا على إدراك الحب، على الإحساس بالود، والشعور بالأصدقاء. من قال أكره الموت واحب أصدقائي؟ أظنه فولتير. ممتن لكم، وللشخص في القلعة العالية من قلب عاليها سافلها وأعاد لي بعيري.

م.غ.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى