كتّاب

علي البخيتي | النسخة الحداثية من الإـ///ــلام مسودة تأسيس (الإـ///ــلام

علي البخيتي:


النسخة الحداثية من الإـ///ــلام

مسودة تأسيس (الإـ///ــلام الإجتماعي)… أُسسه ومنطلقاته وضرورة وجوده
———
????| علي البخيتي

مقدمة:

الأديان ليست منفصلة عن المجتمعات التي نشأت فيها قبل آلاف ومئات السنين؛ وما أتى في الأديان من طقوس وأحكام في غالبها الأعم كانت عادات وتقاليد نفس المجتمعات الذي ولدت فيه؛ وأضافت لها الأديان طقوسها الخاصة لتتميز عما سبقها؛ وأكثر تلك الطقوس المضافة كانت شكلية لكن مضمون العبادات والقواعد الناظمة للمجتمع بقيت كما هي على الأغلب؛ مع تطوير بسيط؛ فالطواف بالكعبة كان موجود قبل الإـ///ــلام؛ وعبادة الآلهة والصلاة عليها والصيام والكثير من الأحكام والحدود والشرائع كانت موجودة في جزيرة العرب كعادات وتقاليد أو كجزء من ديانات سبقت الاـ///ــلام سواء كانت وثنية أو توحيدية؛ وما نحن بصدد تقديمه أو إنشاءه أو الدعوة له إن جاز التعبير في هذه المقالة هو (الإـ///ــلام الإجتماعي).

وسأحاول تعريفه وتوضيح بعض منطلقاته وأهدافه كما أتصورها في هذه المقالة الافتتاحية؛ والتي تُعتبر رؤية أولية يمكن بلورتها بشكل أفضل وأكثر انتظاماً ووضوح؛ سواء من قبلي أو من قبل من سيتوافقون معي في هذه الرؤية الإصلاحية الجذرية للإـ///ــلام التقليدي؛ والتي ستنتج تصور جديد وحداثي للإـ///ــلام؛ وقد يكونون أكثر قدرة مني على صوغ أسسها ومنطلقاتها وقواعدها؛ وإخراجها بشكل أجمل ومضمون أعمق وأكثر إقناعاً؛ بحكم التخصص اللغوي والقدرة على التنظير التي قد لا أجيدها بشكل كاف للتعاطي مع قضايا هامة وحساسة بل وخطيرة كالتي نحن بصددها؛ لذا سنعتبر المكتوب في هذه العجالة مجرد مقالة تأسيسية وعصف ذهني؛ وبعدها سيتم بلورة الرؤية كاملة عقب التواصل مع من سيتفاعل معها بشكل إيجابي؛ وكذلك سنستفيد من النقد الموضوعي الذي سيوجه لها حتماً.

تعريف (الإـ///ــلام الاجتماعي):

فصل الطقوس والعبادات والأحكام التي يمارسها المـ///ــلمون ضمن العقيدة الاـ///ــلامية والتي لا تضر غيرهم وأصبحت عادات وتقاليد إجتماعية راسخة يطبقها حتى من لم يعودوا يؤمنون بأن الاـ///ــلام دين سماوي؛ فقط لانهم نشأوا وتربوا عليها؛ وأصبحت جزء من نظامهم اوقوانينهم الاجتماعية التي لا يستطيعون التخلي عنها حتى لو تركوا الدين؛ وما نتحدث عنه من ممارسات وطقوس تحديداً هي التي لا علاقة لها بالحكم والنظام وتأسيس الدولة والسياسة بشكل كامل؛ ولا بالعنف والإرهاب وكل الأسس التي تنطلق منها المجموعات المتطرفة؛ فصل كل ذلك عن المنظومة الدينية الإلزامية النصية المزعوم قدسيتها لتتحول لإـ///ــلام أجتماعي يمارس في سياق رغبة الفرد الخاصة دون أي وصاية من الفضاء العام؛ سواء كان هذا الفضاء العام المجتمع المحيط بالفرد أو الدولة ومؤسساتها أو رجال الدين.

الحاجة إلى (الإـ///ــلام الاجتماعي):

بائت كل محولات الإصلاح الديني داخل الإـ///ــلام بالفشل لسبب رئيس وهو سيطرة النص الديني الموجود في كتب التراث على كل تلك المحاولات؛ لأن من سعوا للإصلاح الديني انطلقوا من نفس منطلقات كتب التراث الديني أو ما يسمى كتب "النقل"؛ وحاولوا تقديم ما أسموه "قراءة جديدة للنص الديني"؛ وقد بينا خطورة تلك الخطوة في مقالة سابقة يمكن الرجوع اليها؛ في صفحتنا المتواضعة على الفيس بوك المسماة (صحيح البخيتي)؛ وأثبتنا أنها محاولات ترقيعية فاشلة أتضح أنها خدمت التطرف أكثر مما حدت منه لأن منطق المتطرفين أقوى وأكثر صدقية منها طالما انطلق الجميع من قدسية النص الديني باعتباره وحي من الله.

ومن هنا ولكي نقوم بعملية إصلاح حقيقية وحاسمة ينبغي أن نؤسسها على قواعد صلبة لا تجعلنا نخوض الحرب الفكرية والتنظيرية والدعوة من أجلها من نفس مربع الاـ///ــلام التقليدي (إـ///ــلام التراث الديني النصي المقدس)؛ بل سنُنتج قواعدنا الخاصة المنفصلة تماماً عن قواعد الإـ///ــلام التقليدي؛ حتى لا نضطر أثناء الصراع مع الإـ///ــلام التقليدي ان نخوض الجدل والنقاش من ملعبه هو؛ أي ملعب كتب النقل المقدسة التي تزعم أن الاـ///ــلام دين إلهي بكل تفاصيله وأحكامه وأوامره ونواهيه؛ وأنه صالح لكل زمان ومكان بشكله الذي كان على عهد الرسول محمد وأصحابه؛ والذي ينظر له أتباع الاـ///ــلام التقليدي باعتباره أفضل العصور؛ ويتمنون العودة اليه؛ وهذا بالتحديد هو مكمن الداء وبيته الذي انتج كل المشكلات في العالم الإـ///ــلامي؛ والذي يجب أن نحدد موقف واضح منه مهما كانت النتائج والعواقب.

القواعد التأسيسية لـ (الإـ///ــلام الإجتماعي):

١- ينطلق (الإـ///ــلام الاجتماعي) من مفهوم أن كل دين له جانبان:

♦️ الجانب الأول: هو ادعاء امتلاك الحقيقة المطلقة وتقديس النصوص باعتبارها نزلت من الله؛ بما في ذلك كل افعال وأقوال الرسول وإقراراته وحروبه وحديثه الى أصحابه وزوجاته وغزواته بكل ما فيها؛ حيث تم التعامل معها باعتبارها توجيهات من الله؛ (ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)؛ وهذا الجانب من الدين (القداسة) هو المنبع لكل المشكلات التي عصفت بدول العالم الإـ///ــلامي؛ ومنها الإرهاب بكل أشكاله وكل التجاوزات تجاه الآخرين؛ وكذلك المتعلق منها بالحروب والسياسة والدولة والحكم والأحق به وعلاقته بالدين ونشر الدعوة والتعامل من يسمون بـ الكفار الأعداء او المرتدين عن الدين نفسه أو ما يسمى بـ (أهل الذمة) من مواطني الدولة من غير المـ///ــلمين.

♦️ الجانب الثاني: العبادات والطقوس والقواعد التي تنظم حياة الناس الاجتماعية؛ من زواج وطلاق وغيرها من التفاصيل التي هي بالأساس أقرب للعادات والتقاليد؛ وكانت غالبيتها موجودة قبل الأديان ضمن المنظومة الثقافية والإرث التاريخي للمجتمعات.

وإذا ما فصلنا الجانبين عن بعض؛ وتبنينا الجانب الثاني من الإـ///ــلام فقط واطلقنا عليه إسم (الإـ///ــلام الإجتماعي) لتمييزه عن (الإـ///ــلام التقليدي) ذو النصوص المقدسة؛ سننتج نسخة إـ///ــلامية معاصرة تعتمد على أسسها الخاصة التي لا علاقة لها بالنص الديني المزعوم قداسته.

٢- المؤمنون أو الداعون بالأصح لتبني (الإـ///ــلام الاجتماعي) كبديل عن (الإـ///ــلام التقليدي) يرون بأن الإـ///ــلام بات جزء من نظامنا وثقافتنا الاجتماعية وجزء من هويتنا الحضارية والوطنية والقومية؛ وأنه بالإمكان أن تكون أو تبقى مـ///ــلم اذا تبنيت (الإـ///ــلام الاجتماعي) واعلنت انك غير معني بالنص الديني المقدس الموجود في كل كتب التراث والذي يعبر عنه (الإـ///ــلام التقليدي) بكل أشكاله بما فيها الإـ///ــلام الذي قدمه من أسميناها بـ المرقعون الجدد (ويمكن الرجوع للمقالات السابقة لمزيد من التوضيح بما عنيناه بالمرقعون الجدد).

٣- (الإـ///ــلام الاجتماعي) باختصار هو: كل ما في الإـ///ــلام التقليدي من طقوس وعبادات وقواعد لا تتعارض مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان؛ ولا مع القوانين والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق والإنسان والحريات العامة والشخصية؛ ولا يتعارض مع العلمانية وكل مفاهيم الحداثة والديمقراطية وكل أشكال الحقوق والحريات التي أقرتها ألأمم المتحدة ومنظماتها؛ وما يمكن ان يستجد منها لاحقاً.

٤- (الإـ///ــلام الاجتماعي) لن يلغي المذاهب الاـ///ــلامية؛ فلكل ان يتعبد ويمارس طقوسه وقواعده بحسب مذهبه طالما هي تتفق مع تعريفاتنا للإـ///ــلام الإجتماعي.

٥- الموافق على عملية الإصلاح الجذرية هذه للإـ///ــلام التقليدي والتي أنتجت ما أسميناه بـ (الإـ///ــلام الاجتماعي) يسمى (مـ///ــلم)؛ وإذا تم سؤاله عن ماهية إـ///ــلامه أو مذهبه او نوعة يمكنه الإجابة بالتالي: أنا متبني أو مؤمن أو مع أو أعيش وفقاً لـ (الإـ///ــلام الإجتماعي)؛ لكي يميز نفسه عن الذين لا يزالون متبنين لـ الإـ///ــلام التقليدي الذي يتمسك بالنص المزعوم أنه من الله وصالح لزماننا هذا وأنتج الإرهاب والتطرف وكل المشكلات التي رسخت تخلفنا وجعلتنا في ذيل الأمم في مختلف المجالات.

٦- (الإـ///ــلام الاجتماعي) قابل للتحديث بحسب ما يراه المشرعون في الدولة؛ مجلس النواب؛ وبقية أجهزة ومؤسسات الدولة المختصة؛ وفي حال إقرارهم اي تعديلات لأي أنظمة داخل الإـ///ــلام الاجتماعي وقواعده كالتي تتعلق بالعلاقات الزوجية وما ينظمها من زواج وطلاق وحقوق؛ فلا يكون مـ///ــلم اجتماعي من تمسك بالنص الديني في مواجهة اي تعديلات تتبنى مزيداً من الحقوق لطرف كان مظلوم خلال منظومة القيم والعادات الدينية القديمة (الإـ///ــلام التقليدي).

٧- لا إلزامية في (الإـ///ــلام الاجتماعي) إلا ما تم تحويله الى قانون للدولة؛ وإلزاميته بقوة القانون نفسه لا بنص الدين او باعتباره يعبر عن الإـ///ــلام الاجتماعي؛ بمعنى ان النص القانوني هو من يجعله ملزماً لجميع المتواجدين في البلد؛ ومن يعيش منهم في الخارج هو حر في اختيار نمط القواعد التي تنظم نفس القضايا والالتزام بما تفرضه قوانين البلد الموجود فيها؛ والتزامه ذلك لا يخرجه من كونه مـ///ــلم اجتماعي.

٨- الإـ///ــلام الاجتماعي في علاقته مع بقية أتباع الأديان ومن ضمنها (الاـ///ــلام التقليدي النصي) يلتزم بمعايير حقوق الانسان وكل المواثيق والمعاهدات الدولية المتعلقة بهذا الخصوص؛ ولا يحرض عليهم أو يخوض صراعات دينية معهم؛ باعتبار الاـ///ــلام الاجتماعي نسخة لا دينية من الدين الإـ///ــلامي؛ وبمعنى أدق هو النسخة الإجتماعية من الإـ///ــلام التقليدي أو النسخة الحداثية أو النسخة العقلانية من الإـ///ــلام التقليدي.

٩- (الإـ///ــلام الاجتماعي) لا يبشر بنفسه كدين عند أتباع الديانات الأخرى؛ وليس معني بنشر نسخته الاجتماعية من الإـ///ــلام خارج إطار المـ///ــلمين؛ لأن نسخته عبارة عن عملية إصلاح جذرية داخل المجتمعات المـ///ــلمة التي تتبنى بالأساس الإـ///ــلام التقليدي.

١٠- الإـ///ــلام الاجتماعي يعلي قيم الوطنية ويجعلها قبل قيمة (الإـ///ــلام الاجتماعي) نفسها؛ ولا تعد نسخة الإـ///ــلام الاجتماعي بأي حال من الأحوال منافس لقيمة الوطنية أو أعلى منها؛ باعتباره مجرد وجهة نظر اصلاحية في الاـ///ــلام تقدم الوطنية على اي شيء اخر ولا يوجد إـ///ــلام اجتماعي أممي؛ بل إـ///ــلام اجتماعي لكل دولة بل ولكل مجتمع حتى داخل الدولة نفسها طالما لا يتعارض مع قوانينها وما عرفناه به أعلى هذا؛ وإن جرى عقد لقاءات إقليمية أو دولية للحديث عن (الإـ///ــلام الاجتماعي) فذلك بداعي البحث والنقد والتطوير والدراسة والتناول الموضوعي كالندوات والمؤتمرات واللقاءات التي تتناول قضايا كثيرة؛ مثل الحقوق والحريات العامة وحقوق الإنسان والأقليات ومختلف المفاهيم الحديثة والدراسات البحثية؛ ودراسة بعض المشكلات والحلول والبدائل المناسبة لها؛ وليس من باب العمل التنظيمي الذي يتجاوز مفهوم الوطنية أو يؤسس لتنظيمات أو جماعات دولية عابرة للحدود الوطنية.

١١- يمكن ان يكون لكل بلد إـ///ــلامه الاجتماعي الخاص؛ بل ويمكن لكل مجموعة ان يكون لها إـ///ــلامها الاجتماعي الخاص؛ والمشترك بينها هو ما يتحول من (الإـ///ــلام الاجتماعي) الى قانون ملزم في اي بلد.

١٣- (الإـ///ــلام الاجتماعي) ليس دين بالمفهوم التقليدي للدين؛ بل نظرة حداثية للإـ///ــلام تفتخر وتتبنى القواعد والقيم والعادات والتقاليد الإـ///ــلامية التي لا تتعارض مع ما تحدثنا عنه في تعريفاتنا للإـ///ــلام التقليدي.

١٤- (الإـ///ــلام الاجتماعي) هو نقلة جديدة للإـ///ــلام من كونه دين سماوي يَعتبر ان المورث الديني او جزء منه ونظرته للأديان الأخرى ومن يختلفون معه نصوص إلهية ونظام حكم صالح لكل زمان ومكان؛ الى اعتبار الإـ///ــلام الذي سنتبناه هو (الإـ///ــلام الاجتماعي) حسب التعريفات أعلاه؛ وتمسكنا بتلك العادات والطقوس هو لأنها أصبحت جزء من ثقافتنا وهويتنا وعاداتنا وتقاليدنا؛ ولأنها لا تتعارض مع القوانين الدولية المتعلقة بحقوق الانسان وبقية الاتفاقات الدولية وكل مفاهيم الحداثة؛ وكل ما تعارض الآن أو لاحقاً عند تطور تلك الاتفاقات أو ظهور مفاهيم حداثية جديدة لن يبقى ضمن (الإـ///ــلام الاجتماعي) في حينه.

١٥- لا يوجد محرمات في (الإـ///ــلام الاجتماعي)؛ إنما ممنوعات؛ وتنقسم الى قسمين؛ الممنوعات بقانون؛ وهذه إلزامية على الجميع؛ الممنوعة اختيارياً وهذه لا تلزم الا من يختارها؛ سواء كان فرد أو جماعة؛ بشرط أن لا تتعارض مع قوانين الدولة وحقوق الإنسان؛ بمعنى انه إذا شعرت منظمة حقوقية أو ناشطة أو ناشط حقوقي أو الدولة ان هناك ظلم تتعرض له مجموعة أو فرد داخل المجتمع؛ سواء كان رجل او امرأة أو طفل أو مهمش أو أياً كان؛ فمن حق الدولة التدخل وفرض القانون على الجميع ولا يحق لمن يتمسك بـ (الإـ///ــلام الاجتماعي) معارضة ذلك لأي سبب كان؛ فالقوانين المحلية والاتفاقات الدولية وحقوق الإنسان والحريات الشخصية والعامة أعلى من (الإـ///ــلام الاجتماعي).

١٦- (الإـ///ــلام الاجتماعي) هو إـ///ــلام العقل لا النقل؛ إـ///ــلام العادات والتقاليد والقواعد الجميلة الصالحة الى اليوم والتي لا تتعارض مع العقل ولا مع المنطق ولا مع العلوم التجريبية والمعرفة وكل قيم العصر وقوانينه؛ لا إـ///ــلام المورث الديني الذي يقدس النص الديني مهما تعارض مع ما ذُكر آنفاً.

١٧- (الإـ///ــلام الاجتماعي) حل لمعضلة أو مشكلة (الإـ///ــلام التقليدي) وما نتج عنه من ارهاب وحروب وفتن ودمار للأوطان العربية والإـ///ــلامية بعد ان عجزت كل محاولات الإصلاح الترقيعية تحت مسمى (اعادة قراءة النص الديني) مع استمرار الاعتقاد بقدسيته؛ ما أدى لفشل كل تلك المحاولات.

١٨- (الإـ///ــلام الاجتماعي) ليس قطيعة مع الإـ///ــلام بشكل تام؛ بل رؤية جديدة له؛ تقطع صلتها بالنص الديني المزعوم قداسته؛ وان استعانت ببعض هذا النص أحياناً فليس لأنه مقدس؛ بل لأنه لا يتعارض مع العقل ولا مع كل قيم الحداثة التي تحدثنا عنها في النقاط أعلاه؛ وفي حال أتى الوقت الذي بات ذلك النص يتعارض مع قيم حداثية جديدة يخرج تلقاءياً من منظومة (الإـ///ــلام الاجتماعي).

١٩- (الإـ///ــلام الاجتماعي) يحافظ على ما في الإـ///ــلام التقليدي من ارث حضاري وعادات وتقاليد وقواعد لا تزال صالحة ولا تتعارض مع ما قلناه أعلاه؛ وبالتالي هو يمكن المـ///ــلم من التمسك بالإـ///ــلام ولا يشعر بالعار منه ولا يضطر لان ينكر صلته به او يتبرأ منه أو يبحث له عن هوية دينية أو اجتماعية أخرى هرباً من الاـ///ــلام التقليدي المؤمن بالنصوص المقدسة وحتمية تطبيقها لتسود العالم باعتبارها دين الله؛ والذي بات مشوهاً جداً لدى غالبية دول العالم وشعوبها؛ وأصبح غير صالح بنصوصه المقدسة في عالم اليوم ولا يتوافق مع العقل وقيم الحداثة؛ ويشكل مشكلة ليس للمـ///ــلم والعربي كفرد بل لبلاد المـ///ــلمين بشكل عام وللعالم أجمع.

٢٠- (الإـ///ــلام الاجتماعي) سيسحب البساط من يد الإرهابيين وسيميز المتشددين والتقليديين أو (الإـ///ــلام التقليدي أو النصي) عن غيرهم من المحافظين على الجانب الاجتماعي من الإـ///ــلام فقط؛ والذي أسميناه (الإـ///ــلام الاجتماعي)؛ وبالتالي لن يتحمل اي متبني له أي تبعات عما يرتكبه أي منتمي للإـ///ــلام التقليدي.

٢١- (الإـ///ــلام الاجتماعي) فيه عبادات وصلوات وصيام وحج ومختلف المناسك والطقوس الروحية والتي سنتناولها بالتفصيل في مقالات لاحقة باعتبارها وجهة نظر قابلة للتطوير وبما لا يتعارض مع تعريفنا لـ (الإـ///ــلام الاجتماعي) في النقاط السابقة.

٢٢- (الإـ///ــلام الاجتماعي) هو باختصار حل لما يمكن تسميته بـ (مشكلة الإـ///ــلام التقليدي النصي) الذي بات عصي على الإصلاح طالما أصر القائمون عليه على التمسك بقدسية النص الديني؛ وصلاحيته لكل زمان ومكان؛ وإيجاد مسمى جديد لنسخة جديدة من الإـ///ــلام تتماشى مع العصر ولا تقطع مع الماضي تماماً؛ بل تحافظ وتحمي وتدافع عن ما هو إيجابي منه ويخدم المجتمع؛ وتجعل من يحمل هذه النسخة من الإـ///ــلام يفتخر بها كهوية وقواعد ناظمة لعلاقاته الاجتماعية والأسرية بطريقة توافقية كما يتم التوافق على مختلف العادات والتقاليد الاجتماعية الإيجابية التي لا تضر الغير ولا تخالف القانون ولا أي من قيم الحداثة.

٢٣- (الإـ///ــلام الاجتماعي) لن يصطدم بالإـ///ــلام التقليدي ولا بالأديان والتوجهات الفكرية الأخرى والعادات والتقاليد المجتمعية أبداً أو يتواجه مع أي منهم سواء فرد أو جماعة أو دولة بأي شكل يؤدي الى مخالفة القوانين.

٢٤- (الإـ///ــلام الاجتماعي) حركة فكرية تحررية من النص المقدس داخل الإـ///ــلام التقليدي؛ ميدانها التنظير والنقاش والحوار والحجج؛ وأدواتها العقل والمنطق والقانون الدولي وقيم الحداثة والمواطنة المتساوية والمدنية والنظام العلماني ومصلحة الشعوب؛ ولا يتبنى العنف مطلقاً حتى ولو من باب ردة الفعل والدفاع عن النفس التي تتجاوز القانون؛ فالدولة هي المعنية بحماية والدفاع عمن يعلن قناعته بهذه النسخة الحداثية من الإـ///ــلام باعتبار ذلك جزء من الحقوق والحريات العامة والشخصية.

٢٥- (الإـ///ــلام الاجتماعي) يقبل من يتبناه ولا يشترط الإيمان بالله أو أي شكل من أشكال الإيمان بالمعتقدات الغيبية والنصوص الدينية؛ ولا يشترط في نفس الوقت الكُفر بتلك المعتقدات وبالله وبأن محمد رسول الله وأن القران كتاب منزل من الله طالما لن يضر المؤمن بتلك المعتقدات أحد؛ وستبقى معتقدات خاصة به؛ ولن يسعى الى فرضها على أحد أو خلطها بالسياسة والحكم والدولة ودستورها ومؤسساتها وقوانينها؛ وبالتالي يمكن وصف المؤمن أو حتى الملحد بـ (مـ///ــلم اجتماعي) طالما هو يفتخر ويتبنى ومتمسك بالعادات والتقاليد وكل ما عرفناه في الأعلى باعتباره (الإـ///ــلام الاجتماعي).

٢٦- (الإـ///ــلام الاجتماعي) يؤكد على فصل الدين عن الدولة تماماً؛ وعلى قيم المواطنة المتساوية وكل قيم الحداثة الواردة في النقاط أعلاه؛ ويفضل تأسيس الدول على أساس النظام العلماني لكنه لا يستخدم العنف أو حتى العمل السياسي والتظاهرات والثورات من أجل أي من تلك المفاهيم؛ فأدوات مجالها الفكر والحوار والنقاش؛ وأدوات التغيير معروفة للشعب؛ هو وحده من يقرر ما الذي يختاره من طرق للتغيير بمعزل عن رؤية (الإـ///ــلام السياسي)؛ التي هي بالأساس رؤية فكرية لا أيدلوجية سياسية.

هذه مسودة أولية سيتم تحديثها باستمرار وازالة ما قد يبدوا من تعارض او تناقض مع بعضها؛ باعتبارها مجموعة أفكار او مسودة لمشروع سيجري إخراجه بشكل أجمل وأكثر تنظيماً من قبل مختصين.

أدعو الجميع للمساهمة في اثراء النقاش حول هذا الموضوع؛ سواء بالنقد او التأييد مع المطالبة بالتعديل بالإضافة أو الإلغاء عند التئام الهيئة التي ستكلف بالإعداد الكامل لرؤيتنا الكاملة والتفصيلية لـ (الإـ///ــلام الاجتماعي).

للحديث بقية…….
????| علي البخيتي
#صحيح_البخيتي

علي البخيتي | ناشط سياسي اجتماعي | على السوشل ميديا
[elementor-template id=”190″]

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى