كتّاب

ما يحدُث في جنازات المشاهير من تسارع و تسابق بعض السادة…


ما يحدُث في جنازات المشاهير من تسارع و تسابق بعض السادة الصحافيـين على آخذ اللقطة (للسبـق) و المُتاجرة على حساب اِنهيار و جرح مشاعر المُتألمين من أهل و أحباب المتوفىَ هو فعل قبيح و مُتدني و تصرف غير إنساني بالمرة ، فأين حُرمة الميت؟! ، و لماذا أصبح مُباح اِنتهاكها بهذه الصورة المُقززة و المُنفرة لكونهم مشاهير؟! ، و ما الفائدة من الاصرار الدائم على اِلتقاط الصور لأناس حزانى في أصعب حالاتهم اِنهيارًا على فقيدهم؟! ، هل بُكاء أهالي المشاهير يختلف عن بُكاء غير المشاهير؟! ، هل مشاعر أهالي المتوفىَ من المشاهير تختلف عن مشاعر غيرهم في شيء؟! ، لا جديد في جنازة و دفن المتوفىَ عن غيره فهو إنسان مثل سائر البشر و أهله و أقاربه أيضًا مثل باقي البشر ، فلا يوجد شيء مُثير للدهشة و الاِنبهار أو من الخوارق حتى يُصور؟! ، أتمنى أن نرجع و نعود لرُشدنا و لإنسانيتنا التي تُفقد منا دون أن ندري أو نشعر ، أتمنى أن نحترم حُرمة أمواتنا ، فلا يقبل أحد مِن الذين يقومون بفعل ذلك أن يرضوا أن يُفعَل بهم هكذا عند موتهم ، الشخص ” المشهور ” اِنتهت أعماله و لقاءاته و مُقابلاته عند موته ؛ فبعد ذلك لا يحق لأي أحد مهما كان أن ينتهك حُرمته و يفعل شيء لو كان حيًا ما كان رضاه ، هذا الأمر باخ جدًا من كثرة تكرره ، و في الغالب نحن الشعب الوحيد الذي يفعل هذا الأمر الغير إنساني ، فمن الأخلاق و الإنسانية و الدين لا يصح أن يحدث هذا أبدًا ، و أطالب السادة المسؤولين المعنيـين بوضع القوانين ، بأن يصدُر قانون يُحرِم و يُجرِم ذلك الفعل المُشين ، و بأن من يخالفه يُسجن و يُعاقب و يُمنع من مزاولة المهنة مرة أخرى ، فعيب علينا و نحن نعيش في القرن الـ21 و نجهل أبسط البديهيات الإنسانية و نحتاج لمن يوجهنا و يُرشدنا إليها ، أخيرًا.. ما لا تُريدون أن يُفعَل بكم لا تفعلوه بالناس ، فضلًا نرتقي قليلًا.

#أبانوب_فوزي

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Abanoub Fawzy ابانوب فوزي

شاعر ـ كاتب قبطي

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى