كتّاب

صباح الخير يا رضية المتوكل…..


صباح الخير يا رضية المتوكل..

لست من هواة التعليقات وملاحقة الناشطات، لم أدخل صفحتك الشخصية لألفت انتبهاك إلى انتهاكات بالجملة ارتكبها أقاربك في حق أقاربي، باعتبار أنك ناشطة حقوقية تزعم أنها تعمل من أجل مواجهة الانتهاكات ورصدها بعيدا ودون اعتبار لهوية مرتكبها أكان بالكرفتة أو القاوق.

مصادفة وقف في وجهي منشور لك يثير الاستغراب والضحك، وأنت تقولين أنك تعبت من السفر والمطارات وأنك تشتاقين لصنعاء الحبيبة حد قولك، علقت عليك كعابر سبيل ألقى حجرا في بركة ماء المسجد ومضى، قلت ما كلفك وأنت قادرة أن تعيشي في صنعاء بأمان، لم أكن أعلم أن موضوع الأمن يثير الحساسية لديك لدرجة السخرية من الذين لم يجدوا ملاذا آمنا يختبؤون فيه من ألغام الحوثي، والذين فقدوا أقاربهم على يد أقاربك، والذين ليس لهم علاقات عابرة تأخذهم إلى أوربا وأمريكا وتفتح لهم خزائن المنظمات ومنصات الخطابة والمزايدات بحقوق الإنسان الذي انتهكت حقوقه على يد الحقوقيين ضعف ما انتهكها تجار الحروب والطغاة وعصابات الموت.

قالت رضية أنتم مشغولون بالبحث عن البقع الآمنة أما أنا معي شغل ثاني.

نعم نحن نبحث عن الأماكن الآمنة ننام في عدن ونصحو في مأرب ونركض نحو حضرموت بعد أن أغلقت السلالة منافذ الوصول إلى بيوتنا ونوافذ الأمل في قليل من الأمن والسكينة.

تقولين إن من حقك أن تسخري لأننا ننحاز لطرف من أطراف الحرب، والذي يسمعك يقول أنك من أصحاب الأعراف فيما يعلم الجميع بانحيازك الذي لا يمكن أن تغطيه رطانة التقارير ولا نعومة المحاججة والتنصل، نعم نحن منحازون، منحازون للمضطهدين والمشردين الذين خرجوا من بيوتهم خلسة يوم كان بيتك محروسا بالمدرعات والأطقم الخضراء، منحازون للذين فجرت بيوتهم والذين بترت أطرافهم وللذين وقفوا على أسطح منازلهم للدفاع عنها من مغول السلالة النازية والواهمة بالاصطفاء واللاهثة وراء السلطة والجبايات وزكاة البيض والسمن.

لا تلقي علي محاضرة في القانون الدولي، كل قوانين الأرض تجرم الاعتداء على الآمنين والزحف على المدن وحصار الناس وقطع الماء وسرقة الأموال فضلا عن الإعدامات المباشرة للمدنيين أمام أطفالهم.

بيتك يا عزيزتي محروس ببندقية أقاربك الذين فجروا بيوتنا ولهذا لست مشغولة مثلنا بالبحث عن الأماكن الآمنة، أنت مشغولة برصد أخطاء خصومكم كسلطة أمر واقع، مشغولة بالبحث عن المليارات وليس عن البقع الآمنة.

بأي حق تحاضرين في القانون الدولي وأنت تصمين أذنيك عن كل جريمة ارتكبها الحوثي إلا لماماً وقليلا مما يفعلون لذر الرماد في العيون وخداع السذج بكذبة الحياد.

قتل الحوثي في حجور أكثر من مائة كبارا وصغارا نساء وأطفالا، لم يذهبوا إلى جبهة ولم يشاركوا في حرب ولا كانوا في خطوط تماس، كانوا في عمق جغرافيا دولة التوزة والقاوق والسلالة والسل والكوليرا والوهم،
مائة قتيل وثلاثة أضعافها جرحى ومثلهما مخطوفين وأكثر من خمسة ألف أسرة نازحة وتأتين لتسألين إن كانوا مدنيين..
اطمنك، ليسوا مدنيين، المدنيون هم الذين زحفوا على حجور من صعدة وذمار وعمران وصنعاء.
أبناء حجور الذين لم تسمعي بمأساتهم ليسوا مدنيين فهم تدربوا على اسلحة فتاكة كالحراثة والزراعة ومكافحة الدود في الأغصان، إنهم متوحشون يربون الدجاج في مزارعم ويغرسون الورد في نوافذهم وينصبون إذاعات القرآن وولولة الأغاني على سطوحهم.

لم أكن أود أن أتحدث عنك ولا عن سواك لأنني أعرف طبيعة عملكم جيدا، لكني لن أستطيع النوم بعد سخريتك المتعالية وردك المستفز.

يعرف اليمنيون من انحاز لهم ومن انحاز ضدهم، والأبرياء يعرفون ذلك ايضا، وسيأتي اليوم الذي يقهقه فيه المجانين حين يقرأون تقريرا يدين نقطة الفلج في مارب ويتغاضى عن نقطة أبو هاشم البيضاء، أو بيانا يستنكر وحشية الأتعوز وهم يغلقون بيوت صبر التي تتمركز فيها الدبابات، ويغض عن الأطراف المبتورة والعيون المفقوءة والقلوب المفشوخة في وسط المدينة .
لا وعاد عشرون ألف امرأة في امرأة واحدة تفعل لك أيقونة ضاحكة على تعليقك وكأنها تكتب قصيدة نثر وتنقطها بالرصاص.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

عامر السعيدي

أغنية راعي الريح

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى