كتّاب

• يعتـقد أخوتنـا المُـسلمين بأن من آدم لـجميع الأنبياء…


• يعتـقد أخوتنـا المُـسلمين بأن من آدم لـجميع الأنبياء والرسل من بعده هم مُسلمين حتى من قبل مجيء الإسلام نفسه، بمعنى أنهم كانوا مؤمنين بالله الواحد ولا يشركون به، وليس كما يعتقد البعض ويظن أن المقصود أنهم كانوا مؤمنين بالإسلام ونبيه كـعقيدة ودين، هذا ليس صحيحًا، ولا يوجد عاقل يقبل بهذا الكلام الغير منطقي، فكيف لشخص نقول عنه أنه كان مؤمنًا بشيء لم يكن له وجود؟! ، هذه هي عقيدتهم وعلينا أن نحترمها، وهم أيضًا عليهم إحترام ما نعتقد به، ولا نختلق تصريحات لإثارة الفتن وإستفزاز مشاعر الآخرين، هذا ليس في صالح بلدنا أبدًا، ولا أعلم لماذا تـتصدر مثل هذه التصريحات عناوين الصحافة بكثرة؟! ، ومن ينشرها يُدرك جيدًا وبلا شك أنها تُفهم بطريقة خاطئة تُشعل الفتن وتُثير الجدل، هذا ليس من الأمانة وليس من شرف وأخلاق المهنة، الإجتزاء والقص والقطع عن السياق هم سبابًا أساسيًا في كل أزمة تحدث على وسائل التواصل الإجتماعي.

• أما غضب المسيحيـين من التصريح بأن (سيدنا عيسى كان مُسلمًا)، فأقول لهم: لا تغضبوا ولا تنزعجوا فـنحن لا نعرف ولا نعترف بوجود شخصية عندنا في الكتاب المقدس تحمل هذا الاسم، فلا نعرف إلا المسيح كلمة الله المُتجسد لأجلنا، وما جاء عن عيسى في القرآن الكريم يخص الإخوة المُسلمين وحدهم ونحن غير مُلزمين به، فالخلاف بين السيد المسيح الذي يؤمن به المسيحيون وبين عيسى الذي يؤمن به أخوتنا المُسلمون، ليس خلافًا اسميًا فقط ؛ بل خلافًا جوهريًا عقيديًا، من جهة التعريف به (كـنبي ورسول فقط)، ونسب أمه مريم (ابنة يواقيم وليست عمران)، (إنكار صلبه وموته وقيامته)، معجزاته كانت بقوته وسلطانه (بإذن الله)، والعديد من الإختلافات من المُمكن تناولها في موضوع آخر، إذًا كل ما ذُكِر في القرآن الكريم عن عيسى لا يخص بأي صلة إيمان وعقيدة المسيحيـين في المسيح يسوع، إذًا ليس لنا حق في الرد والمُهاجمة لمن يُصرحون بأسلمة عيسى، تكلموا عن عيسى كيفما شئتم هذا حقكم من جهة ما تعتقدون به، ولكن لا يحق لكم ولن نقبل بالتأويل والفتاوي عن مسيحنا القدوس الذي نؤمن به، ومهما إختلفنا كثيرًا حول المسيح سيظل المسيح عظيمًا للأبد، أعظم ما أتى في تاريخ البشرية.

• نحن نقبل أن يُقال على سيدنا وملكنا المسيح أنه مُسلمًا إذا كان القصد فعلًا من ذلك بالمعنى أنه مُسالمًا، فالمُسلم هو من سَلم، فـلا يوجد شيء يجعلنا نفتخر بمسيحنا هذا إلا أن يُعرّف لجميع الناس أنه كان مُسالِمًا مُحِبًا، لم يؤذي إنسانًا في يوم، ولم يفعل الخطية والشر أبدًا، ولم يستخدم العنف والإجبار لمن رفضه ولم يؤمن به، لم يرفع سيفًا طوال حياته، ولم يشتهِ إمرأة، ولم يأخذ شيء ليس من حقه، هذا المسيح الراقي نفخر بكونه مُسلِم، ومُسالم عن كل شر وأذى، فلم يُعلّم إلا بنشر المحبة والسلام، ولم يُحرض على أحد، ولم يكره أحد بل غفر لرافضيه ومضطهديه، هذا من الجانب الإصطلاحي.

• أما من يتصيدون في الماء العكر ويروجون بأن السيد المسيح كان مُسلمًا بمعنى أنه بشر بنبي يأتي بعده اسمه أحمد، فهذا لا نقبله أبدًا ونرفضه تمامًا، إذا كُنتم تتكلمون عن مسيح آخر غير مسيحنا ومخلصنا المسيح فهذا حقكم ؛ أما إن كُنتم تقصدون مسيحنا الذي نؤمن به، فسامحوني لن نقبل أن يُزايد أحد على السيد المسيح الذي آتى لخلاصنا، ويفتري عليه بالكذب، ويقول عنه ما لم يقوله هو، السيد المسيح له كل المجد أخبرنا بكل شيء وبما سنواجهه من ضيقات وآلامات من أجل اسمه وصدقناه وكل ما قاله قد حدث بالفعل، ولم يُخبرنا بآخر سيأتي بعده، وإن إستطاع أحدًا أن يُخرج نصًا من الكتاب المقدس يؤيد ما يدعيه فليأتيني به، أنا لا أصدق إلا ما جاء في إنجيلي فقط، السيد المسيح تمم ما جاء في العهد القديم بالحرف، وقد خلصنا وأعطنا عهدًا جديدًا بدمه المبرر، فلا نحتاج لآخر غيره أيًا كان هو.

• رجاءً أن نحترم عقائد بعضنا بعض ولا نتحدث فيما نجهله بغير علم أو فهم، فأنا أحترم عقيدة أخي المُسلم ولا أتدخل فيها، وواجب على أخي المُسلم أيضًا أن يحترم عقيدتي ولا يتدخل فيها بأي شكل، لا نتمنى إلا نعيش بسلام باعدين عن أي فتنة وتطرف وكراهية، وإذا كانت الأديان تفقدنا محبتنا لبعض فلا قيمة لها، فكل الأديان أتت لتدعو للحب والقيم والصلاح والخير، ولا أظن أن أحد يقبل بغير ذلك، نترك العقائد بيننا وبين الله ؛ أما بيننا لا يكون إلا الإحترام والسلام والتعايش السلمي وتقبل إختلافنا، والله وحده هو الذي يُحاسبنا ويعطي كل واحد حسب نيته وما في قلبه.

• أعتذر لفضيلة الشيخ الدكتور خالد الجندي عن سوء فهمنا نحن، وعن كل إساءة طالته بسبب إجتزاء عناوين الصحافة المُضلِلة، قد نختلف معه كثيرًا في بعض الأمور، ولكن هذه المرة من حقه أن نقول عنه أنه لا يقصد شيئًا إلا أن يشرح إعتقاده لمُتابعيه على وسائل الإعلام، وهذا لا يضرنا في شيء، حفظ الله مصر من كل شر ومن كل فتنة.

#أبانوب_فوزي


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Abanoub Fawzy ابانوب فوزي

شاعر ـ كاتب قبطي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى