كتّاب

حدوتة النيل: (3 – 4 )…


حدوتة النيل: (3 – 4 )
ونستمرمع أغنيات النيل العظيم:
ونقف عند تلك التحفة التى شغفتنا حبا منذ صبانا للعبقرى عبد الفتاح مصطفى والسنباطى وام كلثوم:”طوف بجنة ربنا ببلادنا وأتفرج وشوف\ ضفتين بيقولوا اهلا والنخيل شامخ صفوف\ وابتسامة شمسنا أجمل تحية للضيوف\ والنسيم يرقص بموج النيل على الناي والدفوف طوف وشوف
وحول النيل ظهر العديد من الأغنيات غير المباشرة، التى تتناول الحبيب الذى يعيش «فى البر التانى وتطلب من المراكبى أن يجمع شملهما» طبعا المقصود هنا بر النيل الشرقى أو الغربى ــ لا بلاد اليونان أو ايطاليا ــ ومنها» يامراكبى قدف عدينى/ لحبيبى وروحى ونور عينى» أو «يامراكبى والشوق فاض بيا/ حلفتك لوشفت حبايبى/ لتسلم وترد عليا» ويغنى عباس البليدى «عدينى يا معداوى واديك ريالين فضه/ مجروح وحبيبى مداوى يتمنى العين ترضى/ محبوبى القلب مواعده علشان يسكر من شهده/ عدينى اوام عدينى/ إيه يفصل بينه وبينى/ دا حبيبى وباحبه يامعداوى» ويغنى محمد قنديل» يامهون هونها وقول/ يامهون هون على طول/ يامسافر بين ضلمة ونور/ يا مبحر ومعدى جسور/ خد بالك أيام حتدور/ وتروح بلدك ياغريب/ وتلاقى ع البر حبيب مستنى يقولك سلامات هون».
وكما كان للنيل ملهم فى الغناء الوطنى، فقد كان ملهما لعشرات الأغنيات العاطفية، أو الأغنيات، التى وقفت على الحدود بين العاطفى والوطنى، فها هو عبدالوهاب، يغنى من كلمات شوقى «النيل نجاشى حليوة اسمر/ عجب للونه دهب ومرمر/ ارغوله ف ايدو يسبح لسيدو/ حياة بلادنا يارب زيده”
ولعبد الوهاب أيضا من كلمات عزيز أباظة «همسة حائرة»، وفيها «هل تذكرين بشط النيل مجلسنا/ نشكوا هوانا فنفنى فى شكوانا/ تنساب فى همسات الماء انتنا/ وتستثير شجون الليل نجوان»، ومن روائعه ومن تاليف امين عزت الهجين: «امتى الزمان يسمح ياجميل واسهر معاك على شط النيل/الجو كله سكون والورد نام ع الغصون/ والقمر طالل علينا والعزول غاب عن عنينا/ وأنا والجميل قاعدين سوا على شط النيل”
ولشادية من تأليف الباز وتلحين الموجى “ع النيل يا حبيبي وقابلنى على شط النيل\ بعد المغرب نركب مركب ونقول مواويل
وتغنى أم كلثوم رائعتها من شعر بيرم التونسى» شمس الأصيل دهبت خوص النخيل/ تحفة ومتصورة فى صفحتك ياجميل/ والناى على الشط غنى والقدود بتميل/على هبوب الهوى لما يمر عليل يانيل.. أنا وحبيبى يا نيل غايبين عن الوجدان/ يطلع علينا القمر ويغيب كأنه ماكان/ بايتين حوالينا نسمع ضحكة الكروان/ على سواقى بتنعى ع اللى حظه قليل يا نيل يا نيل» ويغنى عبدالحليم حافظ»ياتبر سايل بين شطين ياحلو ياسمر/ لولا سمارك جوه العين ما كات تنور
ولمحمد العزبى: “يامراكبى والشوق فاض بيا\ حلفتك لو شفت حبايبي لتسلم وترد عليا”».
وطبعا تأتى على رأس أغانى النيل رائعة محمود حسن إسماعيل، النهر الخالد «مسافر زاده الخيال والسحر والعطر والظلال/ ظمآن والكأس فى يديه والحب والفن والجمال.. سمعت فى شطك الجميل/ ماقالت الريح للنخيل/ يسبح الطير أم يغنى ويشرح الحب للخميل/ واغصن تلك أم صبايا شربن من خمرة الأصيل”».
وهناك أيضا الرائعة، قصيدة النيل،لأم كلثوم ومن كلمات شوقى ــ والتى أظن أن هناك تواطؤا لعدم إذاعتها، لأن المتطرفين يرون فيها لونا من ألوان الشرك بالله، وتقول بعض أبياتها «من أى عهد فى القرى تتفق/ وباى كف فى المدائن تغدق/ ومن السماء نزلت ام فجرت/ من عليا الجنان جداولا تترقرق ــ وفيها ــ دانوا لبحر بالمكارم زاخر/ عذب المشارع مده لايلحق/ متقيد بعهوده ووعوده/ يجرى على سنن الوفاء ويصدق/ يتقبل الوادى الحياة كريمة/ من راحتيه عزيمة تتدفق».
وبعد هذه الوجبة الدسمة حول النيل، أعتقد أنه قد آن أوان «الحلو» والحلو عندى ما غنته نجاة الصغيرة من كلمات مرسى جميل عزيز ولحن محمود الشريف «عطشان يا سمرانى محبة عطشان يا أسمرانى/ املالى القنانى محبة/ يانيل يا أسمرانى/ ياعز الحبايب ياسمر/ عطشان والهوى عطشان/ شرباتك ياورد وسكر/ اسقينى كمان وكمان/ اسقنى على طول ولا تسأل فى عزول/ اسقينى وانا اقول يانيل يا أسمرانى».
هذه لمحة عابرة من لمحات حياتنا المصرية وثقافتنا الثرية، وفننا الذى لا تنقضى عجائبه
هذه هى المقالة الثالثة من أربع مقالات، حاولت فيها أو أوضح، كيف احتفت الطبيعة والجغرافيا والناس والدين والفولكولور والفن بالنيل، لأصل فى المقالة الأخيرة قريبا لواحدة من أهم الخيانات التى عشتها للنيل فى زمن مبارك.. فإلى اللقاء …. ويسعد أوقاتكم

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى