كتّاب

أعتذر عن ثورة فبراير…


أعتذر عن ثورة فبراير

أنا القبيلي الذي كان عليه أن يحمل سلاحه ويدافع عن الرئيس، لا أن يذهب في الفوضى ويصاب بالحلم والمستقبل.

أنا الاعتذار الذي وضع الحروف على النقاط والسطر في آخر النقطة.

أعتذر، والاعتذار هنا ليس طلبا للمغفرة، فمثل هذه الخطيئة لا يليق بها الغفران.

لم يكن الاعتذار عيبا، بل فضيلة. ومراجعة المواقف لا تعني أنك بلا موقف.

أعرف واعترف، أن القرار صعب، والتضحية بالتاريخ والذكريات والرفاق ليست سهلة، لكنني على يقين أن كثيرين من شباب فبراير سوف يصلون إلى هذه القناعة ويعتذرون بمجرد قراءة أخطاء فبراير التي لا تحصى.

وهنا ألخص بعض تلك الخطايا التي أوقعتنا فيها هذه النزوة التي لم نحسب حساب عواقبها:

* لا أحد يستطيع أن ينكر أن..

– ثورة فبراير، أخرجت الحوثي من صعدة وأدخلته إلى الساحات وتسببت في كل هذا الدمار الذي يحدث في اليمن بسبب تهور أصحاب الساحات.

– ثورة فبراير اخترعت الحوثي في مطلع التسعينات وأدخلته مجلس النواب بإسمها ودخلت معه في خلاف إداري تسبب في ستة حروب ومئات الآلاف من الضحايا.

– ثورة فبراير سلمت أجهزة الدولة ومعسكرات الجيش وفتحت القصر الجمهوري وميدان السبعين للحوثي وأسقط المدن بيد الميليشيا وأعلنت تحالفها مع الحوثيين.

– ثورة فبراير قالت دقوهم بالقناصات ودعت للصوملة وأعلنت الحرب من طاقة لطاقة ومن بيت البيت فيما كان النظام يرفع المصاحف ويقول بأعلى صوت سلمية سلمية.

– ثورة فبراير لم تلطم الحوثيين في الساحات ولم تقدم شبابها شهداء في الدفاع عن الجمهورية ومواجهة الانقلاب ولم تخرج في مظاهرات لرفض ميليشيا الحوثي ولم يعتقل الانقلابيون كل ناشط وصحفي ومعارض من شبابها الذين لم يتمكموا من الفرار أو الالتحاق بالجبهات.

– ثورة فبراير هي التي انقلبت على نائب رئيسها عبده هادي وعلى نصف وزراء حزبها في الحكومة وعلى المحافظين والمجالس المحلية ومجلس النواب الذي تمتلك في الأغلبية المطلقة.

– ثورة فبراير أهانت الدستور وسمحت للرئيس إبراهيم الحمدي بالحكم مدى الحياة وتوريث السلطة لأولاده من أجل الحفاظ على اليمن ونظامه الجمهوري.

– ثورة فبراير باعت الغاز لتوتال الفرنسية وكوجاز الكورية بسعر دولار واحد لكل مليون وحدة حرارية في عام 2008 ولمدة 20 عام.

– ثورة فبراير سبب ارتفاع معدل الفقر ونسبة التضخم والأمية وجعلت اليمن في ذيل قائمة الدول الفاشلة و البلدان الأقل نماء على سطح الأرض خلال ثلاثة عقود.

– ثورة فبراير أعاقت كل فرص الاستثمار خلال ثلاثين سنة وعطلت مشاريع الطاقة النووية وهدمت الجسور المعلقة و أغلقت المدن الطبية الأرقى في العالم والجامعات الحكومية في عموم قرى ومدن اليمن.

– ثورة فبراير أحرقت الحدائق العامة والمنتزهات التي بنتها الدولة في كل عزلة مديرية ومحافظة وعلى طول الطرق السريعة التي تربط اليمن شرقا وغربا وشمالا وجنوبا.

– ثورة فبراير عطلت محطات القطار وفجرت الأنفاق تحت الجبال وفي أعماق البحر.

– ثورة فبراير هي التي حولت ميناء عدن من أهم ميناء في المنطقة إلى ورشة تابعة لموانيء دبي

– ثورة فبراير عطلت أكثر من ثلاثين مطار يمني كانت ضمن أهم وأكبر مائة مطار في العالم، و قضت على الخطوط الجوية اليمنية صاحبة أكبر أسطول جوي في الوطن العربي والشرق الأوسط.

– ثورة فبراير أشعلت حرب داخلية وتسببت في تدخل الدول واحتلال اليمن وتشريد المعارضين وتكالب الدول الكبرى وقرارات مجلس الأمن وعبث الأمم المتحدة وهي التي جعلت اليمن ملطشة لدول طارئة ولمشاريع وأطماع القريب والبعيد.

– ثورة فبراير زرعت ملايين الألغام وفجرت البيوت وأغلقت المدارس وغيرت المناهج واستبدلت أجهزة الأمن بالزينبيات والمسؤولين بالمشرفين وبيت الدجاج بالثلاجة.

– ثورة فبراير استبدلت الأبراج وناطحات السحاب فوق نقم بالأنقاض والحطام، وأعادت البنية التحتية إلى الصفر بعدما كانت قرى قطر ودبي ورأس الخيمة تستلهم التجربة اليمنية وتحذو حذوها.

– ثورة فبراير أجهضت حمل المجرة الشمسية وغيرت مواقع النجوم وأعادت اليمن ألف سنة للوراء بعدما كان متقدما على كندا وسنغافورة.

– وأخيرا كل هذا هو قطرة من بحر، وجزء يسير من تداعيات نثرة فبراير، ولهذا أنا أعتذر عن هذه النثرة ولا ألوم أولئك الذين يلعنون فبراير حتى في صلواتهم ويشعرون أنها نكبة لحقت بهم.. إنهم على حق بعد كل هذا الدمار، من حقهم الحقد على فبراير هذه فقد خرجت بطرا وكفرت بالنعمة و نسيت قوله تعالى وأما بنعمة ربك فحدث.

– أسف على اليمن، لقد كنا قبل 2011 في خير كثير وكان الأمن يقط المسمار في ميدان السبعين وماحوله وكان المطر يهطل في الليل والشمس تشرق من شاشة التلفزيون والإذاعة الرسمية تشكر الرب وتغنى للقائد في أوقات الصلاة.

– لقد كانت ثورة فبراير هي خطيئة الخروج من الجنة فعلا.

– لم أكن أود أن أدخل في هذه المعمعة لكني هول الحقد يصيبك بالدوار ويتلف الأعصاب.

– سامح الله أحلامنا فقد كشفت عن خواء فوق ما قد يخطر ببال.

– من يتذكر منكم نثرة من نثرات فبراير ويريد أن يضيفها فليفعل في التعليقات ومن أراد أن يشتم فلا مشكلة كله بسبب ثورة فبراير فقد أفسدت حتى أخلاق الناس…

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

عامر السعيدي

أغنية راعي الريح

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى