كتّاب

The More You Watch, the More You Vote Populist


ياشا مونك كاتب محترف، متخصص في شؤون الديموقراطية والشعبويات. قرأت له قبل عام People vs. Democracy.. الشعب في مواجهة الديموقراطية. هنا، في النيويوركر، يكتب عن أمر يصفه ب counterintuitive أو مخالف للتوقعات: هل تقود برامج التسلية إلى زيادة حظوظ التيارات السياسية الشعبوية/ الراديكالية في الانتخابات؟

يناقش مونك دراسة أعدها ثلاثة خبراء ونشرت في المجلة المرموقة American economic review. تقول الدراسة إن بيرلسكوني سيطر على الفضاء الإعلامي في إيطاليا، وتحديدا القناة التلفزيونية الجادة RAI، التي عرفت بنقاشاتها الأكاديمية والعلمية الرصينة. حول بيرلسكوني تلك القناة إلى منفذ للتسلية وجردها من شخصيتها. استبدلت برامج النقاش الأكاديمي بمذيعة تطرح على الضيف أسئلة وكلما أجاب عن سؤال خلعت قطعة من ملابسها، وإذا استطاع تجريدها من القطعة الأخيرة فاز في البرنامج. قدم بريلسكوني ذلك الترفيه إلى شعب إيطاليا، وفي العام 2019 كان أكبر شعب أوروبي صوت لصالح اليمين المتطرف!

تتبع الدارسون المناطق الريفية والجبلية في إيطاليا وكانت النتائج مذهلة: في المناطق التي لم تكن فيها إشارات القناة RAI تصل إلى المواطنين حقق بيرلسكوني وحزبه نتائج بائسة، بخلاف ما حصلوا عليه في المناطق التي كانت تصلها إشارات القناة وأمكن فيها متابعة التسلية المستدامة.

بعد ذهاب بيرليسكوني وظهور حزب النجمات الخمسة (شعبوي يساري) بقيت النتيجة كما هي: المناطق التي تشهد فيها برامج التسلية انخفاضا انهزم فيها الشعبويون، المناطق التي تهيمن على كابلاتها قنوات التسلية صوتت للراديكاليين. بالرغم من أن تلك القنوات لم تقدم أي دعاية سياسية للنجمات الخمس.

الدراسة ذهبت أبعد من ذلك: فقد لاحظت أن برامج الترفيه والتسلية فككت ملكات الإدراك وخلخلتها. لاحظت أن نسبة المرفوضين في الكليات العسكرية من (مناطق قنوات التسلية) أكثر من المناطق الجبلية التي لا تصلها إشارات قناة RAI وباقي نظام التسلية البيرليسكونية.

أوسع من كل ذلك: حتى في الأداء التعليمي و الأكاديمي في المدارس والجامعات بقيت الظاهرة ثابتة..

توصل الدارسون الثلاثة إلى نتيجة مفادها إن جمهور الناخبين بشكل عام يميل للتبسيط والمشاريع الفارغة التي بلا تفاصيل.

وأن قنوات التلفزيون، وغيرها من منافذ التسلية، التي تعمل لفترة طويلة على تسطيح كل مسألة وتفريغ كل موضوع من عناصره التركيبية تساهم على المدى الطويل في تدمير الملكات الإدراكية لدى الجمهور. حتى بعد ذهاب بيرلسكوني فقد بقيت آثار صنيعه قائمة.

يمكن لأي نظام أن يسيطر على شعبه من خلال الترفيه والتسطيح، وتحويله إلى شعب من الحمقى ومحدودي القدرات،

أي: شعب بلا مقاومة وسهل القياد، وتنتنينا.

كان ذلك هو الاستنتاج الأخير.

محبتي.

م. غ.

The More You Watch, the More You Vote Populist

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى