كتّاب

المهم أنه قد تم فتح مكة بعد جهاد غير عادى من النبى محمد،…


المهم أنه قد تم فتح مكة بعد جهاد غير عادى من النبى محمد، وبعد أن أرهقه أهله وحاربوه وكفروه وسفهوه، ومع ذلك لم يستغل محمد هذه الفرصة فى الإنتقام منهم، بل من عليهم بالحياة والأمن بكلمته الشهيرة:

“إذهبوا فأنتم الطلقاء”(السيرة النبوية،بن هشام، ص 208 ).

والطريف أنه بعد استقرار الأمر للمسلمين فى مكة صارت كلمة طليق هذه تعتبر سبة فى جبين القرشيين، فمعناها ذلك الشخص الذى لم يسلم إلا تحت تهديد السيف.
وقبل أن يهنأ محمد بفرحته الطاغية بفتح الفتوح يفاجأ بأنباء عن تجييش قبيلتى هوازن وثقيف لحرب محمد خوفا من أن يغزوهم بعد أن دانت له مكة، فيأخذ محمد جيشه الذى كان عشرة آلاف محارب وانضم إليه ألفان من قريش ليصبح إثنى عشر ألف محارب وهو رقم ربما لم تسمع به العرب من قبل عن جيش من جيوشها، ومن هنا قال محمد:

” لن نهزم اليوم من قلة”.!

وفى الطريق يفاجأ الجيش الإسلامى بكمين أعده لهم الأعداء فى مفاجأة شلت تفكير المسلمين فأسرعوا بالفرار أمام كم القتلى الذى أخذ يسقط منهم أمام سيوف الجيش المعادى، واحدا فقط هو من صمد بشجاعة فى تلك المعركة الفاصلة، هو النبى محمد نفسه ومعه ثمانية من أهل بيته فقط لاأكثر ولاأقل، أما الآلاف المؤلفة فقد فرت فى ذعر فلم نسمع عن عمر وكلمته الشهيرة: أأقطع رقبته يارسول الله، ولم نسمع عن أبو بكر أو أو..إلخ، أما عثمان فقد فر بعيدا جدا وظل مختفيا لثلاثة أيام متواصلة؟، وحده محمد من وقف يدافع عن حلمه الذى بدأ يتشكل جنينا على أرض الواقع، ولن يتركه إلا على جثته، فليقتلوه هو أفضل عنده من أن يقتلوا حلمه، ويأمر محمد عمه العباس صاحب الصوت الجهورى بأن ينادى اليثاربة أهل الشجرة، الذين يلبون النداء ويرجعون لمحمد يحيطون به بل ويبدأ باقى الجنود فى العودة ليعتدل ميزان المعركة مرة أخرى، وينتصر المسلمون نصرا ساحقا لم يحدث من قبل بفضل شجاعة محمد واستعداده للموت فى سبيل مايقتنع به، وهى نقطة نجدها جديرة بالإعجاب بالفعل.
وتسفر المعركة عن غنيمة مهولة، ستة آلاف أسير مابين إمرأة وطفل، أربعة وعشرين ألف بعير، وأكثر من أربعين ألف شاه، وأربعة آلاف أوقية من فضة، وهى غنيمة لم يسبق لعربى أن نالها من قبل فى أى حرب كانت، فجمعها محمد فى مكان واحد حتى يتفرغ لتوزيعها.




يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫2 تعليقات

  1. ذلك ما دونوه هم، ولو مررناه على فلتر العقل والمنطق، فسنجد أن الحديث عن صمود ثمانية فقط محاطين بمئات وربما آلاف الأعداء، هو أمر مبالغ فيه جدا، لأن إمكانية الأنقضاض على الثمانية وتطويقهم والقضاء عليهم هو أمر بالغ السهولة.
    في العصر العباسي(عصر التدوين) وبعد اختلاط العرب مع غيرهم من الامم الاكثر تحضرا وثقافة منهم، كانت تجري العديد من المحاججات بين الفريقين(العرب والأمم) وكان مثقفي تلك الامم يشككون في نبوة الرجل، فلجأت السلطة السياسية والدينية الى حيلة المبالغة في الارقام والاحداث ليظهر الأمر (أمر النبي) مسبوغا بالقضايا الاعجازية، وكل ذلك كان هدفه تأكيد نبوءة الرجل.
    خذ كم مثال عالسريع: في مؤتة ٣ الف في مواجهة ٢٠٠ الف
    في اليمامة: ٣ الف مسلم في مواجهة ١٢ الف مرتد…

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى