الأقيال

احتفال الاقيال بمــــــعـجــــــــزة…


احتفال الاقيال بمــــــعـجــــــــزة الـــمــــــــــسنــــد

مصطفى محمود

عن خط المسند وتخصيص الاقيال يوم للاحتفال بمعجازته و أحيائه ، خلصت الى نقطتين الاولى عن خط المسند ذاته .، والثانيه عن الاقيال وقبل ان اشرح النقطتين بالتفصيل اود ان اشير هنا الي اهداف» الاقيال من احياء المسند ؟ هو بعث اللغه اليمنيه القديمه، و«الغايه» من ذلك تحويلها من سيمولوجيا إلى الأيديولوجيا، لتصبح أفكار اليمنيين جميعا عبارة عن أيديولوجيا قوميه تخدم سلطة الهويه اليمنيه ، ولايمكن ان يتحقق ذلك إلا ضمن بنية لغوية وثقافية مسنديه ، تحدد الذات والشخصيه اليمنيه وتحدد أفكارها وعلاقتها بالعالم، إذًا ما بدأ في حقل اللغة انتقل إلى الحقل الاجتماعي والسياسي وبات يلعب دورًا في نظرة الإنسان لنفسه وأخذ قيمته

(النقطه الاولى هي : خط المسند احد عناصر منظومة اللغه اليمنيه القديمه وهي لغه
(حسيه وتاريخيه) معا صالحه للكتاتبه والتفكير على درجة عالية من الرقي، من حيث آلياتها الداخلية، والاهم انها تسعف المتحدث بالكلمات الضرورية عندما يريد التعبير عن أشياء العالم، ومن خلال إخضاع محتواها اللغوي إلى المنطق الصوري ونظام التقاليب الذي يعني تقليب الممكنات النظرية للمصادر الثنائية والثلاثية والرباعية والخماسية، فهي اللغه الوحيده التي لاتحمل كلمات تعني غيرها ، وتحتوي على طيف واسع من الالفاظ الصحيحة والغير مكررة والواقعية ، وبالتالي فاغلب لغات العالم من ابرزها العربيه والامهرية والسواحلية ولدت من رحم لغة المسند (اليمنيه القديمه ) وكان هذا من الاسباب التي ادت الى تراجع استخدامها .وحلت مكانها (العربيه) ولكن تراجع لغه المسند لم يقابله طبعًا اندثار الهويه القوميه في الحياة الاجتماعية، اليمنيه لا في عصر الاسلام ولا قبله ولا اليوم، بل إن( لغة المسند ) انتقمت لنفسها بفرض لهجات عامية، داخل الحياه الاجتماعيه كانت وما تزال في جميع مناطق اليمن “أغنى” كثيرًا من اللغة العربيه الفصحى، .

النقطه الثانيه: يعتقد الاقيال ان اللغه اليمنيه القديمه ليست مجرد أداة للتواصل والتعبير والتفكير وحسب بل ايضا بل انها الأداة التي تصنع الفكر ، ترسم حدوده ومضامينه، وتحدد توجهاته في فهم العالم والتعامل معه ليس هذا وحسب بل ان لغة المسند (اليمنيه القديمه) دلّت في العصر السبئي والعصر الحميري على علاقات الإنتاج ووسائل الإنتاج في ذلك العصر. وبمعنى آخر، لم تشير الدالات اللغوية المستخدمة في مرحلة التاريخ السبئي والحميري إلى نمط التفكير السائد في تلك المرحلة فحسب، بل تأخذ دلالات ماديّة “غير لغوية”، وتلعب دورًا إرشاديًا يقود الباحثين إلى فهم التفاعل والتداخل السائد، بين نمط الإنتاج الاقتصادي ونمط العلاقات الاجتماعية وشكل النظام السياسي.
ولهذا فالغه اليمنيه القديمه جهازًا مفاهيميًا يحيل إلى دلالات غير لغوية، أو ما بعد لغوية، قد نرى مدى استقرارها ومكوثها ضمن نمط الإنتاج الزراعي حيث تكون الأرض هي احد مصادر الإنتاج ومصدر الثروة، في الوقت الذي تكون فيه مصدر القيم المادية والروحية أيضًا، فالدفاع عن الأرض هو دفاع عن العرض والكرامة، ومن يتخلّى عن أرضه يتخلّى عن عرضه، وعندما يغزونا الاستعمار فهو يطمع بثرواتنا الطبيعية وينهب خيرات بلادنا، وتحرير أنفسنا يساوي تحرير أرضنا “المغتصبة”. تلك عبارات لغوية موروثه من لغه المسند مازالت تحكم العقل، وتحكم النظرة إلى العالم،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقال للكاتب سبق نشره

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى