كتّاب

وداعا مجانية التعليم:…


وداعا مجانية التعليم:
لمجانية التعليم قيمة هائلة فى الحضارة المصرية منذ أقدم العصور، من مدارس الحياة فى معابد الفراعنة حتى الكتاتيب الإسلامية،
ورغم أن التعليم فى زمن محمد على (1805-1848) لم يكن شعبيا ولكنه كان مجانيا، بل كان الطلاب يتقاضون راتبا شهريا، وفى عهد الخديو اسماعيل (1863-1879) كان هناك توجه لصياغة مشروع قومى للتعليم قضي عليه الاحتلال البريطانى 1882، حتى وجدت المجانية والإلزام طريقها إلى دستور 1923فى مادته 19، وراح الفذ طه حسين (1889-1973) يدعو لأن يكون التعليم كله مجانا “كالماء والهواء”، وحقق بنفسه مجانية التعليم الابتدائى 1944، والثانوى 1950، وجاءت ثورة يوليو ليستكمل عبد الناصر مجانية التعليم الجامعى حتى مرحلة الدكتوراة.
واليوم أصبحت تلك المجانية التى كانت مطلبا اوليا للحركة الوطنية المصرية “حبرا على ورق” فالمعلمين المصريين أفقر معلمى الأرض، والنص على 4% من إجمالى الناتج المحلى للتعلم لا تنفذ، ويأتى وزير التعليم ليمنع طباعة الكتب للمرحلة الثانوية فيجبر الأسر على اقتناء كمبيوتر بما يلزمه من خدمات صيانة وإصلاح، واشتراك فى باقة نت للدخول على المواقع الأليكترونية التى تملك الكتاب، ويتعاقد أخيرا مع شركة اتصالات “أورانج” لإطلاق منصة للدروس الأليكترونية بكروت “كاش”
وهذا كله يعنى أن من لايملكون الكمبيوتر ولا خدماته ولا تتاح لهم شبكة الانترنت ولا القدرة المادية على الاشتراك فى باقات البيزنس والعمولات
أصبحوا خارج التعليم

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى