كتّابمفكرون

“حماة النيل”…


“حماة النيل”
حشدت إثيوبيا قواتها علي الحدود السودانية استعدادا للحرب المحتملة مع قوات الأسلحة المشتركة (جوية – برية – بحرية) المصرية والسودانية، والتي تم إعادة تجميعها في السودان بهدف معلن هو إجراء مناورات عسكرية مشتركة تهدف الي (تأكيد مستوى الجاهزية والاستعداد) للقوات المشتركة وزيادة الخبرات التدريبية للقوات المسلحة لكلا البلدين، استمراراً لسلسلة التدريبات السابقة (نسور النيل1، نسور النيل2).

حاول الجانب الأمريكي خلال الأيام القليلة الماضية التدخل دبلوماسيا، من خلال جولة مبعوثها جيفري فيلتمان في أربع عواصم أفريقية، الّا أن الأمر أسفر عن بيان باهت، دعت فيه الخارجية الأمريكية أطراف الأزمة في سد النهضة الأثيوبي إلى جولة جديدة من المفاوضات برعاية الاتحاد الأفريقي.

لم تقترن تلك الدعوة بمواقف ومدد زمنية محددة، ووقف البناء وإجراءات الملء الثاني قبل الدخول في أي مفاوضات جديدة، ما يستدعي الي الذاكرة المحاولة الأمريكية السابقة لدفع إثيوبيا للتوقيع على مسودة أعدتها مع البنك الدولي، في فبراير 2020، فرفضت إثيوبيا، والآن تكرر أمريكا نفس المشهد على الرغم من اختلاف الظروف، حيث لا يوجد متسع من الوقت، وكل يوم يمر يؤكد استمرار ترتيبات إثيوبيا للملء الثاني بإرادتها المنفردة، وهو ما يعطي مسبقا مؤشرا سلبيا لنتائج تلك الجولة إذا قبلت بها الأطراف المعنية بالسد.

أظن أن الأمر قد حسم بشكل أو آخر وقد أشار الي ذلك وزير الخارجية المصري بتصريحه أن الخط الأحمر هو ما يتحدد بوقوع الضرر والذي يتم تقديره طبقا لرؤية دول المصب، وهي صيغة دبلوماسية تؤكد الموقف في ظل حقيقة أن هناك ضرر جسيم يحيق بدول المصب في حالة استكمال البناء والملء وادارة السد بإرادة إثيوبية منفردة.

تبقي الفرصة الأخيرة هي إعطاء الاتحاد الأفريقي والعالم كله مهلة أياما معدودة، لوضع حل جذري، أو إنهاء المفاوضات والسعي للبدائل الأخرى المجدية والتي ستكون حاسمة، بعد البيان الإثيوبي الأخير والذي أعلنت فيه أن التهديدات التي تطلقها دول المصب، بشأن سد النهضة “غير مجدية”.
#بالعقل_والهداوة

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Sameer Zain-Elabideen سمير زين العابدين

خريج الكلية الحربية فبراير 1969, أعمل حاليا في النظر حولي وأشياء أخري, عقلي هو إمامي ورئيسي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى