كتّاب

كنت حتى وقت قريب أظن أن مثل هذه الرسائل التي تصلني من القرّاء شأناً شخصياً، أحتف…


كنت حتى وقت قريب أظن أن مثل هذه الرسائل التي تصلني من القرّاء شأناً شخصياً، أحتفظ بها في مدونتي. يمنعني من نشرها أمران: اعتقادي أنها مراسلات شخصية، ولأنها غالباً ما تكون مشفوعة بمبالغات أساسها التقدير والمحبة. شيئاً فشيئاً تخليت عن تحفّظي. الرسالة أدناه من طالب في كلية الطب، كان يبلغ من العمر 10 أعوام حين جاء الربيع العربي. بماذا ستهمكم هذه الرسالة؟ لا شيء، ربما بلا شيء. غير أنها تعني لي الكثير، ليس لتفاصيلها العادية، بل لما هو فوق التفاصيل.

ـــــــــ

دعني أخزن يا مروان

إنني اتذكر اللحظة التي كنت اتناول فيها ورق القات، كان الوقت يشارف على الثانية والنصف بعد منتصف الليل ،وحينها كنت قد قرأت جميع رواياتك ربما، لن ادعك تتسأل وتقول بلهجة تعزية “لموه كتب ربما؟”ساجيبك” لاني لا أعرف كم لك من المؤلفات “.
قبل أن أعود إلى اللحظة التي كنت امضغ ألقات فيها، ساعطيك نبذة عني، اُدعى […]،في الثانية والعشرين من عمري ، من مدينة تعز من مدينتك يامروان، ادرس الطب البشري ،حاليا انا في […] في جامعة الحديدة ،لاتسل لماذا في الحديدة وليس في تعز؟ فقد رمتني الايام إلى الحديدة بكسر الدال الأولى، متعلق بقراءة الكتب،تلك التي اسميتها انت في إحدى قصصك السردية القصيرة “كتب ثقافية” لكن وقودي الكتب الأدبية، لن يكون هناك داعٍ لمعرفة اكثر من هذا، هكذا أعتقد لأنك طبيب وكاتب وربما لن تلقي لرسالتي هذه بال لضيق وقتك، لذلك لن اكتب اكثر في هذا الموضوع، دعني أعود بك الي لحظة مضغي للقات ياقدوتي، اعلم إما ستبتسم نصف ابتسامة ساخرا مما اكتب او ستتبادر لذهنك وانت في حيرة ” ياقدوتي ؟ياقدوتي؟ ياقدو..” ستجد الاجابة في الأسطر القليلة القادمة، فقد اخبرتك مسبقا اني لن اكثر الكتابة في هذا الموضوع ،ستقول في بالك “لقد اخرجني الولد عن الموضوع مرة أخرى” ، لن اجعلك تمل من كلامي ياقدوتي، انظر ،لقد قلتها للمرة الثانية بنفس الرسالة.
أثناء مضغي للقات كنت قد انتهيت من أحد دروسي في مادة الفاارما ،نظرت إلى الساعة فقلت “وقت اخذ وقود” ،لقد بت تعرف ياعزيزي ماهية وقودي، قلت في بالي “أمس قبل صلاة الفجر كملت قراءة رواية له -إيمان هو اسم الرواية- اليوم برضه بقرأ له” ملاحظة: لا اشتري الكتب كما أنت ،اقرا ما هو متوفر منها على الانترنت فقط، في تلك اللحظة دخلت تطبيق تلجرام المعروف، دخلت افتش في قائمة الرسائل المحفوظة لم أجد لك كتابا آخر غير ما قد أتممت قرأتهم ،فقلت لنفسي “اسوي بحث” وبنفس التطبيق كتبت مروان الغفوري، وضغطت على إشارة بحث ،بعد فترة ليست بالقليلة -فأنت تعرف سرعة النت في بلادنا فالتبيان لك والخوض معك بموضوع كهذا لايكون إلا غباء فكما اعرف من كتبك انك لم تنسى أدق تفاصيل بلدك- لنعود ،كانت النتائج في جميع قنوات الأدب الموجودة في حسابي :الخزرجي ،جدائل صعدة،تغريبة … . نظرت ،جميعهم قرأتهم ،كانت هناك -اقصد بهناك نتائج البحث- قناة طبية، وفيها “كلمة تستحق القراءة للعملاق مروان الغفوري….” هكذا كان النص، قمت بالضغط على القناة، لتظهر لي رسالتك التي كانت لي، انت لاتعلم من انا، لاتعلم بوجودي اصلا، ولكنك أرسلتها لي،نعم لقد فعلت يامروان دون أن تدري، فهكذا أحسست عند قراءتها ؛ كانت تتحدث عنك،طفولتك ،دراستك، عن ما قاسيته من كلمة” انتبة لدراستك واترك الكلام الفارغ “في كل سطر كنت اصل اليه انساك،انساك تماما، انسى أنني اقرا قصتك ،إنها قصتي، إن هذة قصتي بإستثناء الأماكن والشخصيات ، لقد استطعت ان تعبر عن الطفل ذو شغف القراءة الذي بداخلي، اكثر مما اقدر انا عليه.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫24 تعليقات

  1. روعتك كاديب أو طبيب أو حتى سياسي أمر يبدوا متكاملا أما كشيخ ديني لا اخفيك الامر يبدوا بشعا للغاية و غير لائق عليك و لا اظنه سيستمر ..
    لقد سئمنا الكهان و الوحوش التي تسكنهم بالداخل و تتحدث نيابة عنهم ..
    هذه الصفة تبعدك كثيرا عن الجماليات التي أحببناها فيك و اتمنى أن تعود إلى مروان بتلك الروح المحلقة عاليا

  2. انصحه يترك القات عشان يقدر يحافظ على مستوى جيد من قدراته الذهنية في مساره التعليمي، لأنه كما ألاحظ ان القات ومهما بلغ ذكاء الشخص في أوج شبابه إلا انه يحولهم الى كائنات صدئة شيئا فشيئا دون أن يدركوا ذلك

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى