كتّاب

هاشم العامر | “الحكمة ضالة المؤمن حيث وجدها فهو أولى بها”  ولا عمري فهمت هاي

“الحكمة ضالة المؤمن حيث وجدها فهو أولى بها”
ولا عمري فهمت هاي المقولة إلا بعد مرة
قبل زمن الكورونا وقبل شهر رمضان
صحيت من النوم بالموت كالعادة
لقد عملت الفطور وجهزت حالي بدي أروح عالشغل
وكالعادة وأنا طالع دايما بفكر انو قديش صعبة
يعيش الإنسان وحيد وانو قديش ابسط الأمور
يحتاج وقت طويل ليعملها لحاله
المهم وأنا بالطريق في سيارة واقفة ع جنب
وفيها سيدة يمكن بآخر السبعين وقاعد جنبها رجل بنفس العمر
وقفتني وحكتلي وهي خجلانه “أغلبك يا ابني تساعدنا”
طبعا هي مش عارفه انو واحده من أمنياتي دايما
وانا ماشي بالطريق حدا يحكي ساعدني
بسرعه حكيتلها “أؤمريني ستي”
حكتلي كمان بخجل “معنا بالسيارة سطل زيت ممكن تساعدنا وتحمله للبيت”
– بس هيك .. أنا الكسبان والله
المساكين كبار بالعمر وسطل الزيت يمكن 30 لتر
وواقفين بالشارع يستنوا أي حدا يمر ويحمله للبيت
بيتهم طابق ثاني بالبناية اللي واقفين قبالها ..
والله حملته وأنا بقمة السعادة وطلعت وراهم ع الدرج
وصلنا البيت وحطيتو بالمطبخ والست حلفت ألف يمين غير أشرب قهوة
وما حبيت أحكيلها لأ
وهي تعمل القهوة ومبتسمه قالت “متل ما انت شايف عايشين أنا ورشدي لحالنا”
رشدي اللي كان معها بالسيارة
طبعا أنا قعدت أتفرج عالبيت
قديش حلو ومرتب ونظيف ومعطّر
أقسم بالله تحسه مليان حب ومليان طاقة جاء
انو اتنين بالسبعينات ولسا مع بعض
وخاصة لما شفتهم واحنا طالعين عالدرج ويتعكزوا على بعض
قديش الحياة حلوة لما اتنين يحبوا بعض ومتفاهمين يعيشوا مع بعض
خطرلي كثير اسئلة اسألها بس خجلت
انو وين ولادكم؟ وكيف قدرتوا تعيشوا كل هالسنين سوا؟
شو السر اللي بخلي اتنين ماسكين إيد بعض وخايفين ع بعض هيك؟
كيف اتنين بقدروا يعيشوا عشرات السنين مع بعض ويحافظوا
على نفس المشاعر ويكون بيتهم حلو هيك ويفتح النفس؟
كثير كثير بهاي اللحظة تغيرت نظرتي للحياة
لابتوب – كنت سريعًا
وأطلع اتعرف ع صبية ونتجوز
يا الله كان ما أحلاهم مع بعض
شربت القهوة بسرعة وما سألتها ولا سؤال من اللي ببالي
بس حكيتلها شغلة وحده بعد ما شكرتني
حكيتلها “أنا اللي بدي أشكرك واشكري عني زوجك رشدي”
حكتلي “هههه رشدي أخوي الكبير” ????
هاشم العامر


هاشم العامر | كاتب

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى