ضرب الزوجة:
في الوعي الوجودي الإنساني الفاضل، الذي يمثل دين الله الحقيقي للبشرية، لا يمكن لأي رجلٍ وصل لمثل ذلك الوعي أن يضرب زوجته تحت أي مبررٍ أو دافعٍ أبدا، حتى لو خانته وشاهدها بأم عينيه وهي تخونه، فأكثر ما سيفعله هو أنه سيفارقها بالمعروف وسيكون لها من الناصحين المشفقين، أو سيعفو عنها بعد أن يعظها بالحسنى فتندم وتتوب، ويستحيل أن يضربها أو حتى يسبها ويشتمها، لأنه يعلم أنه ليس خالقها ومالكها، ويدرك أنها روحٌ حرةٌ من الله ولا خالق ولا مالك لها سواه، ولا أحد مسؤول عنها وعن تصرفاتها مسؤولية الوصاية المُتحكِّمة بها غيرها هي نفسها طالما أنها بالغةٌ عاقلة.
والذي يضرب زوجته لأي سببٍ كان أو يهينها ويذلها ويقوم بتعنيفها لفظيا أو جسديا مستغلا قوته إزاء ضعفها وقلة حيلتها، فهو في الحقيقة رجلٌ ناقص الرجولة والمروءة والأخلاق والدين، ولا يعرف الله ولا يقدره حق قدره، ولا يتحلى بالقيم الإنسانية النبيلة، بل هو عبدٌ لغرائزه الحيوانية ونوازعه وثوائره الأنانية والشيطانية، وهو لا بد سيلاقي جزاءه عاجلا في حياته على يد مَن هم أقوى منه، وسيتعرض للكثير من مواقف الإهانة والإذلال والبطش التي سيستسلم لها رغم أنفه وهو خاضعٌ خانعٌ بسبب ضعفه وقلة حيلته.
والكلام السابق كله ينطبق أيضا على الذي يضرب أخته أو ابنته أو أي إنسانٍ ضعيفٍ واقعٍ تحت هيمنته وسلطته.
نشوان معجب | ناشط مجتمعي
