الأقيال

ســــــــــــــلســــلة الـتـنـوير الاســـــلامي…


ســــــــــــــلســــلة الـتـنـوير الاســـــلامي
187

مـصـطـفۍ مـحـمـود

لماذا لم تعطي جزيرة العرب صوتها الى علي بن أبي طالب ، ولماذا لم تبكي البواكي على ابنه الحسين ؟

عرفنا من المقالة السابقة ان عدد آيات القرآن الكريم ٦٢٣٦ آية استغرق نزولها ٢٣ سنة ، ذكر فيها القرآن كل شيء (يا ويلتنا مالِ هذا الكتاب لا يُغادرُ صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها) .. اخبرنا فيه عن البيع والشراء ، العلاقات الأسرية ، السفر ، الارث ، الميزان ، حقوق المرأة ، حقوق اليتيم ، حق الجار ، حق الطريق ، نساء النبي وما عليهم فعله .. بل حتى ذهب القرآن الى ذكر سيقان الملكة بلقيس عندما رفعت ملابسها (وكشفت عن ساقيها) .. وعن طلب ملكة القصر من يوسف عليه السلام ممارسة الجنس معها (وغلقت الأبواب وقالت هَيتَ لك) .. ولكن لا توجد آية واحدة في القرآن من بين ال ٦٢٣٦ آية تخبرنا ان علي بن أبي طالب هو خليفة رسول الله !! …

فلماذا اذن يا حوثيين ان الله حَرَصَ أن يُخبرنا في آية قرآنية تقرأ الى يوم القيامة عن إمرأة طلبت من رجل أن يمارس الجنس معها ” وغلقت الأبواب ” .. وأتبعها بآيات اضافية كثيرة توضح ماذا جرى ” قال هي راودتني عن نفسي” .. ” وإن كان قَميصه قُدَّ من دُبر ” .. ” واستبقا الباب وقدت قميصه ” .. ” وقال نسوة في المدينة امرآتُ العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حٌبا ” .. ” وقطعن آيديهن “.. ” ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن ” … سبعة آيات قرآنية على الأقل يا حوثيين هي حصة امرأة طلبت ” بعنف ” ممارسة الجنس مع رجل .. بينما لم يحرص الله أن يخبرنا ولا حتى في ” نصف آية ” ان علي بن أبي طالب هو خليفة رسول الله !!! .. أيُهما أهم عند الله لكي يخبرنا به يا جهلة ، رغبة امرأة بممارسة الجنس ” العنيف ” مع رجل يخصص لها ٧ آيات في القرآن أم كذبكم على الناس وعلى انفسكم بأن الله اختار علي خليفة بعد الرسول ؟؟ ..لكن القرآن الكريم الذي “لا يُغادرُ صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها” اخبرنا بشكل واضح ان الناس (وليس الله) هم مَن يختارون خليفة رسول الله والذين يأتون بعده بدليل قوله تعالى ” وآمرهم شورى بينهم ” .. ” وآمرهم شورى بينهم “.. ” وآمرهم شورى بينهم ! ..

عرفنا الآن انَّ الأمر تُرِكَ للناس لتختار مَن يحكمها .. وهنا نأتي الى سؤال المليون دولار : لماذا لم تعطي جزيرة العرب صوتها الى علي بن أبي طالب لا بعد وفاة الرسول ولا بعد وفاة أبو بكر ولا بعد وفاة عمر؟ … أما اختيار قتلة عثمان الى علي خليفة للمسلمين فقد أبطَلَ العمل بالآية ” وآمرهم شورى بينهم ” .. لأن هؤلاء قتلة ليس لهم حق ” التصويت ” ، اذ كان المفروض أن يدخلوا السجن ويوكلون عنهم ” محامين ” وبعد المحاكمة يحق لمن يُطلق سراحه التصويت في ” الانتخابات ” القادمة !! .. لذلك (١) رفضَ الزبير بن العوام ، ابن عمة الرسول (ص) طَلب قتلة عثمان من أهل الكوفة والبصرة له بأن يقبل بمنصب خليفة المسلمين ، وغادرَ المدينة الى مكة بعد أن حَذَّرَ علي من التعامل مع قتلة عثمان .. (٢) رفضَ عبدالله بن عمر بن الخطاب طلب علي بن أبي طالب له بأن يقبل بمنصب والي بلاد الشام .. (٣) اعتزل سعد بن أبي وقاص ، خال الرسول (ص) الحياة السياسية وذهب خارج المدينة لتربية المواشي .. (٤) رفض جميع نساء الرسول (ص) الذين كُنَّ في مكة للحج عند مقتل عثمان العودة الى المدينة ، ولم يعدنَّ الى المدينة إلا بعد أربعة أشهر ، بعد أن غادرها الى الأبد علي بن أبي طالب مع قتلة عثمان !!!
لماذا هم قتلة ويجب رميهم في السجن ؟ .. لأن أهل مكة ومدينة الرسول بما فيهم علي بن أبي طالب لم يكونوا يعتقدون ان القاعدة الفقهية التي وضعتها الأمة ” لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ” تنطبق على الخليفة عثمان بن عفان ، وإلا لما كان أَرسل علي بن أبي طالب ولديه الحسن والحسين للدفاع عن عثمان .. أليس كذلك يا جهلة ؟؟ …

في الحلقة القادمة (ليس في الاسبوع القادم) سوف أُحاول أن امارس تخصصي في علم السياسه والاجتماع ” لدراسة مجتمع جزيرة العرب لمعرفة لماذا لم تختار الأمة علي بن أبي طالب خليفة لها ، ولماذا رفضه أهل الكوفة بعد أربع سنوات فقط من مكوثه بينهم !! … أمة جاهلة ، سنتها وشيعتها لا تنظر الى النصف الآخر من الكأس فلا علاج لهم سوى العلمانية ، أي فصل الدين عن الدولة .

يتبع،،،،

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى