كتّاب

لنفترض أن جماعة الإخوان المسلمين، ونظائرها/بناتها في العالم العربي، جماعة إرهابي…


لنفترض أن جماعة الإخوان المسلمين، ونظائرها/بناتها في العالم العربي، جماعة إرهابية.
لنقل:
حسنا، لدى السلطات الأمنية في عديد من الدول العربية من الأدلة ما يكفي حول النشاط الإرهابي لهذه الجماعة، وأن تلك السلطات لدواع ما ترفض الإفصاح عن تلك الأدلة..

الخطوة الأولى إعلان الجماعة إرهابية.
الخطوة الثانية: ترفض الجماعة هذا الإعلان وتهدد بمقاضاة السلطات.

بعد ذلك، أمام السلطات خيارات عصيبة:
أن تقوم بواجبها تجاه المسألة الأمنية وتزج بتلك الجماعة في السجون، تجمد أموالها، تعتقل من يتستر على أفرادها، تضرب بقوة كل شرايين وأوردة الجماعة، ولا تستثني أحدا أو شيئا، بما في ذلك الساسة والأكاديميين والناشطين والإعلاميين الإخوان.

بالموازاة:
تتيح السلطات للجماعة فرصة للدفاع عن نفسها أمام النظام القضائي.

النتيجة:
إذا حالت السلطات الأمنية دون مقاضاة عادلة وشفافة، للجماعة كمؤسسة والأفراد كل على حدة، فذلك سيعني أنها سلطة غير دستورية. فالسلطات التي تختطف النظام القضائي هي سلطات غير دستورية. الموقف من السلطات التي تنتهك الدستور إسقاطها والزج بها في السجون. هذا سيعني أن جماعتين ستذهبان إلى السجن، الإخوان والنظام.

إذا اكتفت السلطات بإدخال مجموعة صغيرة السجن وتركت الجزء الأكبر من الجماعة التي قيل إنها إرهابية طليقا فذلك سيعني أن السلطات تعرض مجتمعها لخطر الإرهاب ولا تقوم بواجبها الدستوري ولا بد من محاكمتها على الفور.

إذا زعمت السلطات أنها غير قادرة على إدخال مليون شخص إلى السجن وتجميد حساباتهم واقتلاعهم من أعمالهم، ذلك أن مثل هذا الفعل أكبر من قدراتها وإمكاناتها، فعليها أن تجيب عن السؤال العاجل:
ما الخطة البديلة تجاه هذه الجماعة الإرهابية التي تتحرك بيننا الآن وتهدد وجودنا؟ لماذا لا تبادر السلطة إلى نزع الفتيل القاتل في هذه الجماعة وتجلبها عبر الحديث والتفاوض من الكمائن إلى السياسة؟ لماذا لا تعرض عليها السياسة كبديل للإرهاب كما يجري مع جماعة الحوثي وطالبان وحزب الله؟

على السلطات أن تضع الجماعة كلها الآن في السجن، فالإرهاب ليس موضوعا مسليا، وأن تترك باب القضاء مفتوحا.. وأن لا تغلقه وإلا أصبحت هي الأخرى غير دستورية. على أن تكون السلطات جاهزة ماليا وإداريا لتعويضات قد تبلغ المليارات في حال كسبت الجماعة السجال القضائي. وإذا حدث ذلك، وخرجت الجماعة من السجن وكسبت التعويضات، فلا بد من الزج بهذه السلطات في السجن لأنها ستكون قد عبثت بأموال الدولة وثروة شعبها وبذرتها في صراع عبثي.

إن إعلان الجماعة إرهابية وتركها بيننا هو خيانة دستورية جسيمة. أما الزج بها في السجن ومنعها من حقها الطبيعي في الحديث إلى القضاء ومناقشة الأدلة فهي خيانة دستورية ثانية..

وإذا كان غير ممكن هزيمة هذه الجماعة الإرهابية فلماذا لا ندعوها إلى السياسة كما تفعل أميركا الآن مع طالبان بعد حرب استمرت ١٩ عاما، هي أطول حرب أميركية في التاريخ.

انظروا، نحن نعيش في غابة.
هذه هي الغابة، وهذا يفسر لماذا هي حياتنا كلها تعيسة وخرا.

تشبه جماعة الإخوان “اليمينية” كل الموجات اليمينية في العالم، من روسيا إلى أميركا. ومثلها كلها تقدم خطابا ديموقراطيا غير ليبرالي، وتتحدث بالضبط مثل بومبيو، وزير الخارجية، الذي قال قبل أيام إن الله أرسل ترامب لإنقاذ أميركا واليهود، وقال إنه هو نفسه عشتار زوجة ملك الفرس التي حالت دون ذبح اليهود وقتلت أعداءهم. مثل اليمين الروسي الذي يحرق دور السينما، والبولندي الذي يحرق هاري بوتر، والألماني الذي يوزع كتاب كفاحي، و الايطالي الذي يفصل أساتذة الجامعة بسبب مقالاتهم، والنمساوي الذي يقيل الصحفيين بسبب أسئلتهم، والأمريكي الذي قال ٨٣٪ منه إن الصحافة عدو الشعب. كل هذه القوى تتحرك طليقة وتعيش في عالم اليوم، وتكسب سجالا سياسيا متزايدا ولا يجزؤ أحد على تجريمها، لأنها ستذهب إلى القضاء.

وهي كلها قوى ديموقراطية غير ليبرالية، أي نصف ديموقراطية، أو ربع ديموقر اطية.

غير أن المسافة بين الديمقراطية غير الليبرالية والاستبداد المطلق تقاس بالضوء.

م. غ.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫27 تعليقات

  1. 5-اللي كان يحصل هذا كان ضباط الاستخبارات الامريكيين يترجوا ويتوسلوا الضباط الايرانيين في الاجتماعات خلاص بطلوا تفخيخ الطرق ونحننا بننسحب وانسحبوا وكانت مكسب سياسي لاوباما .. ايش كمان تشتينا نقلك .. مقارنتك بمجموعات يمنييه اوروبيه وامريكيه بالاخوان المسلمين انت لم تطرق ان هذي الجماعات والاحزاب كونت دوله داخل الدوله وامتلكت سلاح ودخلت في صدام مع النظام وقتلت ابرياء مالهمش دخل على اقل قياس .. مثال على جماعات شبيهه بالاخوان اوروبيه حركه ايتا الانفصاليه وهي جماعه عرقيه تدعوا لانفصال اقليم الباسك باعتبارهم جنس مختلف ولديهم لغه غير الاسبانيه والفرنسيه هذي الحركه رفعت السلاح في وجه الدوله وقتلت وجرحت ابرياء وصنفت انها حركه ارهابيه من الاسبان .. موضوع انه هذي الجماعات اليمينيه معاها شعارات اصطفائيه وعنصريه وكانت تمارس قمع لحريات الرأى والتعبير واتهامها لمجتمع الصحافه انها عدوه للامه هي كانت زمااان هذي يطبقوها الان حتى لو وصلو للسلطه مجرد كلام وحبر على ورق لانه محد بيسكت لهم اصبح اى حزب يحكم ماشي بتوصيف وسياسه عمل معينه يراعي مصلحه البلد من جميع النواحي وله سقف وقاع مايقدر يتجاوزهم والا يحاسبوه ويغيروه بخلاف زمان النظام النازي وهتلر كتابه كفاحي كانوا جماعه يمينيه تؤمن باصطفاء العرق الاري كاافضل واذكى شعب مش جماعه ارهابيه زى الاخوان وكانو النازيين نظام حكم ورجال دوله وشافو انفسهم اقوياء وعايزين يحتلو البلدان ويحكموها بخلاف الاخوان اللي هم من البدايه جماعه ارهابيه وغير مؤهلين انهم يديروا حكومه .. يعني ايام الباشاوات الهالك حسن البنا كانو باجتماعاتهم والشاهد على هذا الكلام واحد انفصل من الجماعه فيما بعد كان يقول حسن البنا كلام مش حلو ويتذمر وينتقد النقراشي باشا اللي كان وزير داخليه ومن ثم رئيس وزاء واحمد ماهر اللي كان قبله رئيس وزراء ويلفت لعند مسؤول فرق الاغتيالات ويذكر الايه رقم 33 من سوره المائده من دون مايقوله “انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا ان يقتلوا او يصلبوا” الى اخر الايه .. لما توجه الكلام هذا للمسؤول الاعلامي او الثقافي بيفتهم له انه انزل منشورات انهم ميطبقوش شرع الله مثلا .. لكن لما اوجه الكلام للي يقوم بالاغتيالات معناها اصفيهم وبالفعل تم تصفيتهم .. شعار الجماعه كتاب وسيفسن السيف الاول الدفع والسيف الثاني الجلب .. نعم اوروبا تسبقنا بمئات السنين من حيث التراكم العلمي والمعرفي وجامعاتهم عمرها مئات السنين وخاضوا حروب واضطرابات سياسيه وغيره حتى نضجوا ووصلوا لما هم عليه الان وذكرتلك هذا في تعليق سابق

  2. القمع الذي يمارس على الإخوان باسم الارهاب هو ماتؤمن به الجماعة ولو وصلت الى سدة الحكم ستمارس القمع على مخالفيها باسم الدين بصفتهم كفرة ومنافقين ومارقين ، فإذا كانت الاحكام تصدر بحقهم تحت مظلة قانون الطوارئ فسوف يستندون لقمع خصومهم استنادا لفتاوي المسمومة لحومهم من اعضاء التنظيم ، فهم انفسهم لايقبلون بالآخر ، فما يمارس عليهم فهو من باب ” تغدى بخصمك قبل ان يتعشى بك “

  3. فلو كان الاخوان يؤمنون بالديمقراطية لرأينا ذلك واقعا ملموسا داخل احزابهم الذي تتربع دينصوراتهم على قمة هرم احزابهم لعشرات السنيين ولا يفصل بينهم وبين مناصبهم سوى الموت .
    فما يمارس ضدهم صحيح انه لايمت بصله للأسس الديمقراطية ، لكنه وقاية كي لايصلوا الى سدة الحكم عندها سيرى خصومهم القمع والإقصاء بشتى صوره
    والمسمومة لحومهم من اعضائهم جاهزون لتفصيل فتاوي وجوب طاعتهم وتجريم الخروج عليهم وإن جلدوا الظهور

  4. المشكلة إن أوباما إخوان وهيلاري كلنتون كذلك.. هذا حسب من يريدون تصنيف الجماعة كجماعة إرهابية من العرب. وهؤلاء أيش وضعهم؟ . أنا رأيي نحط الثلاثة الزعماء العرب الذين يسعون لأجل هذا في قفص الغورلات ونريح دماغنا…

  5. كبرها وجماهيريتها ليست مشلكة ، هي موجة وستنتهي مثلما اننهت موضة اليسار والقومية العروبية التي طغت ع الشارع في الستينيات والسبعينينات ، تعز الاصولية اليوم ، هي نفسها التي كانت ترمي ائمة المساجد بالشباشب في السبعينينات وهي نفسها التي كانت تخرج مظاهرات شعاراتها لن يحكمنا بعد اليوم من صلى ،، دع الزمن يأخذ وقته وحتما ستنتهي هذه الجماعة وجميع منتجاتها الارهابية التي خرجت من مشكاتها من داعش وقاعدة وطالبان وتكفير وجهاد ،، مقارنتها باليمين الذي يجتاح العالم لا معنى لها ، فالذي يوزع كتاب كفاحي سرا بمجرد ان يلوح بالتحية النازية سوف يسجن ، والايطالي الذي فصل استاذ جامعة لاخوف عليه هذا الاخير في دول لديها من المؤسسات وانظمة العدالة والقضاء ما يعيد حقه ،، ثم ان الموجة القومية في العالم تاتي بعد ان ترسخت قيم ومؤسسات قوية وضامنة تجعل من مارين لوبن رغم سوءها اكثر انفتاحا من اكبر ليبرالي مسلم او اسلامي ،، هذا ليس دفاعا عن الدكتاتوريات ـ لكن المعركة يجب ان تمضي بالتوازي ضد ثنائية الازمة في هذا الشرق ـ الدكتاتوريات والاسلاميين ، هناك خط ثالث يجب ان يكون بديلا او على الاقل يسهم في اقناع الدكتاتوريات للقبول بالديمقراطية او اجبار الاسلاميين للقبول بالفكرة العلمانية ـ الدفاع عن احد وجهي هذه العملة الفاسدة لن يفيد بشيء سوى اعادة انتاج الصراع وادواته والبقاء في هذه الثنائية الى ما لانهاية ،،،

  6. تحليل منطقي وإن كان كل الجماعات التي تعتقد كل أعمالها مُسبغة بالقداسة او تتلقى تعليمات غيبية مبهمة ونسبية وتخلطها بالسياسة تدعوا للقلق أكثر من دعاة النازية في ألمانيا واليمين المتطرف الشعبوي الفرنسي

  7. جماعة تكتسح الفوز بالانتخابات في أغلب البلدان وتخرج الشعب لشارع
    هذا يعني لها ثقل شعبي كبير
    ومسيرتها الأخيرة تخرجها عن دور الإرهاب تمام
    لوكانت أمريكا وغيرها تريد أن تسقط الجماعة والا الأبد كانت تتركها تحكم وبعد أن تتعمق بالفساد ستقوم الشعوب لتسقطها وسيكون سقوط لا رجعة فيه او العكس
    أما هذا القرار يودي بانفجار ثورات احتمال تكون سلمية في بعض بلدان عربية ليكون الوطن العربي كله في مهب النار
    الشعوب لا تيأس
    وما يحدث الأن إلى مؤشر لخير قادم

  8. هو الهدف فقط تطويع الجماعة لتقبل بمشاريع الأنظمة…لن يكون هناك قضاء عادل في البلاد العربية..وما ذكرته من حق المقاضة يمكن تكسبه الجماعة باللجوء للقضاء الغربي أو الدولي بشكل عام.

  9. كلام منطقي وفي غاية الدقة.

    الأخوان لا يحتاجوا الى جر الى ملعب السياسه هم فعلاً في ملعب السياسه، وتحوليهم الى جماعات ارهابية، هو بدافع اخراجهم من السياسه الى التطرف.
    ولكن ذالك مستحيل، الأخوان اكتسبوا على مر عقود الكثير من التجارب القاسية التي جعلت منهم خصوم سياسين عنيدين يصعب على اعدائهم الأطاحه بهم بسهوله.

  10. حلوو يدعو جماعة الاخوان للدخول في السياسة والانخراط في العمل السياسي وتشكيل حزب فهل هذا يكفي!!!

    قدهم سياسيين ومنخرطين باحزاب من زمان ولكن فيه هناك اشكالية من اللوبي الصهيوني للاسلام السياسي .

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى