كتّاب

كان إعتماد يعقوب الأساسى على أنه من آل البيت وأخو الرب ورأس…


كان إعتماد يعقوب الأساسى على أنه من آل البيت وأخو الرب ورأس الكنيسة المسيحية فى أورشليم ومطبق تعليمات الرب كما عاينها الرسل منذ البدء….!، وربما يذكرنا موقف يعقوب هذا بموقف على إبن أبى طالب بعده بمئات السنين.
أما بولس فكان يرى أنه على قدم المساواة مع يعقوب لأنه رأى المسيح شخصيا فى الصحراء، وهو أيضا رأس الكنيسة المختلطة فى أنطاكية، بالإضافة إلى ثراء كنيسته فى أنطاكية الأممية مقارنة بفقر كنيسة الرسل اليهودية، كما أنه يستند بصفة أساسية إلى النجاح الذى باتت تحققه كنيسته فى ضم الكثيرين من الأمميين إلى الدين الجديد المرفوض إلى حد بعيد من اليهود، والأهم من كل ما تقدم أنه كان صاحب منظومة فكرية لم تكن عند منافسه يعقوب، وبالمناسبة هو يذكرنا بموقف معاوية إبن أبى سفيان فى صراعه مع على.
وانعقد أهم مجمع فى التاريخ ووصل إلى نتيجة مرضية للطرفين باعتبار توازنات القوى بينهما، وهو أخيرا يذكرنا بهزيمة على بن أبى طالب فى حربه ضد معاوية إبن أبى سفيان، لا لأن معاوية صاحب حق ولكن لأنه صاحب ثروة ودهاء، وهو ما يؤكد لنا أن الحق لا ينتصر لأنه حق، بل ينتصر لأنه يستند على القوة قبل الحق، وهكذا صدر قرار المجمع المسكونى الأول كالتالى:
“لأنه قد رأى الروح القدس ونحن أن لا نضع عليكم ثقلا أكثر، غير هذه الأشياء الواجبة: أن تمتنعوا عما ذبح للأصنام، وعن الدم، والمخنوق، والزنا، التى إن حفظتم أنفسكم منها فنعما تفعلون”.( أع 15- 28: 29 ).
وكانت هذه النتيجة تعنى أن الدين المسيحى هو ديانة مستقلة عن الديانة اليهودية القديمة، وبالتالى فغير مطلوب من الأعضاء الجدد أن يقطعوا جزءا من عضوهم الذكرى مثلما يفعل اليهودى الورع كعلامة إيمان بالرب يهوه، وفى المقابل يبدو أن بولس قد تعهد للشيوخ فى أورشليم أن يمدهم بمساعدات مادية منتظمة على شرط أن يعينوه بقرار كنسى كرسول للأمم فى حين يظل بطرس رسولا لليهود، وفى هذا التغير تحديدا إنتصار لفكرة بولس المنادية بفصل المسيحية عن اليهودية، وهاهو قد نجح فى إصدار قرار الإنفصال من الرسل والمشايخ ووقع عليه أخو الرب شخصيا، ثم طلب المجمع- على إستحياء- من الأعضاء الجدد أن يمتنعوا عن الزنا وماذبح للأصنام والمنخنقة والدم، أى تطبيق بعض الشعائر الدينية اليهودية كنوع من أنواع الإرضاء للرسل المتمسكين بدينهم القديم كما فهموه من تعليمات السيد المسيح، ولكن حتى هذه المداهنة لم تكن كافية لوصل اليهودية مع المسيحية، ومن ثم نستطيع إعتبار أن نتيجة المجمع كانت إنتصار فكرة بولس الرسول والقضاء على فكرة الرسل والحرس القديم، ومن يومها صارت المسيحية ديانة مستقلة بعد أن حدث الطلاق بينها وبين اليهودية فى مجمع أورشليم، قد يستهين بعض العقلاء من أن تتسبب غرلة حقيرة لا نفع منها فى الإنفصال بين الأديان الكبرى، ولكن للأسف هذه هى الحقيقية التى لا ينكرها أحد أن الغرلة أو الختان كانت السبب فى الطلاق والإنفصال بين اليهودية والمسيحية.


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫3 تعليقات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى