كتّاب

على أي سطرٍ يكتب الشعرَ قائلُهْ…


على أي سطرٍ يكتب الشعرَ قائلُهْ
إذا أظلم المعنى وضاقتْ مداخلُهْ

ومن أي بابٍ يدخل البيتَ ثائرٌ
وكلّ قلوب المتعبين منازلُهْ

إذا الملك المنصور لا يعرف الهوى
فسوف يموت الحبّ وهو يحاولُهْ

رأيت أمير المؤمنين بلا يدٍ
لتعطي رغيف النور من لا يسائلُهْ

تعلّم ممن قبلهُ كيف لا يرى
غريباً على الأحزان تمشي قوافلُهْ

إذا جاء كلب الروم قام لهُ وإنْ
أتى عربيّاً صدّهُ عنهُ عاملُهْ

كبيرٌ على حزن الرعيّة دائماً
صغيرٌ إذا ما أشعل البارَ نادلُهْ

يوزّع حلوى الخوف في كل شارعٍ
ويأكل تمر الفجر و الفجر آكلُهْ

لقد دخل المنصور قلباً مكسراً
فقامتْ له الأنقاض كبراً تنازلُهْ

ولن يكسر المكسورَ سيفٌ إذا بغى
ولن يجرح المجروحَ بالحب عاذلُهْ

هنا تقف الأحلام قبل انهيارها
وينتصر المقتول لا من يقاتلُهْ

ونحن كما قالتْ عصافيرنا لنا
دمٌ تتمشّى في الأعالي فضائلُهْ

تجوع أغانينا وتشقى حروفنا
فلا نمدح الوالي بها أو نجاملُهْ

أنا مثل آبائي بسيطٌ وطيبٌ
يقابل بالمعروف من لا يقابلُهْ

تعثّر بالصحراء قلبي فما بكى
ولا ضحكتْ للمستبدّ بلابلُهْ

يقول له المنفى ستأتي غمامةً
وتحمل من لم يحملِ الذلَ كاهلُهْ

أبو جعفر المنصور أودى بروعتي
وأوجع أمي بي ليرتاح باطلُهْ

وأهلكتِ الريح التي هو ربّها
سنابلنا واستعبدتنا سنابلُهْ

هربنا إلى عدل الخليفة مرّةً
فجارت علينا مرّتين قبائلُهْ

لقد أرسل الطير الأبابيل خلفنا
وألقى بنا في وحشة البحر ساحلُهْ

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

عامر السعيدي

أغنية راعي الريح

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى