كتّابمفكرون

سويعات قليلة وتنتهي الفرصة الأخيرة للمباحثات بين إثيوبيا…


سويعات قليلة وتنتهي الفرصة الأخيرة للمباحثات بين إثيوبيا ودول المصب حول سد النهضة، حيث قررت الوفود المشاركة في كنشاسا العودة باكر الثلاثاء، بل أن إعادة التفاوض في ظل الرباعية المقترحة قد تكون أقل إحتمالا في ظل التعنت الإثيوبي وإنسداد كل الحلول التوافقية.

هناك شك كبير في أن يبدأ الملء الثاني لبحيرة السد مع بداية موسم الفيضان في يونيو أو يوليو القادم لأن البناء لم يكتمل خاصة المنطقة الوسطي في السد الخرساني، ولعدم إطماء بحيرة السد وكذلك لإختبار درجات أمان السد والسد المساعد ويكون التوقيت الأفضل خلال شهري أغسطس وسبتمبر، وفي جميع الأحوال ما الذي يمكن أن يحدث؟

دعونا نفكر سويا

فالخطوة السياسية التي قد تكون باقية هي الذهاب مرة أخري الي مجلس الأمن، فهو المنظمة الدولية الكبرى على مستوى العالم، والذي يستطيع أن يدير المفاوضات، وأن يصدر توصيات ملزمة في مقام القرارات علي أن يكون ذلك في هذه المرة في إطار الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة بإعتبار أن الأمر يستدعي التدخل لحفظ السلم والأمن الدولي أو إعادته إلى نصابه، ويمكنه أيضا أن يحيل القضية لمحكمة العدل الدولية حتى إذا لم ترغب الأطراف.

ولكن هذه الخطوة تستدعي توافقا تاما بين كل من مصر والسودان والدول الخمس الكبرى في مجلس الأمن، وهو أمر غير مؤكد. ولكنها خطوة ضرورية لإستنفاذ كل الطرق السلمية.

ويبقي الخيار الأخير هو أن تتخلي إثيوبيا عن تعنتها من تلقاء نفسها بالنظر لما قد يترتب علي ذلك من الدخول في مرحلة عدم الإستقرار التي أشار إليها الرئيس، بعد ضغط مصري سوداني أولي مؤثر قابل للتصاعد، وهو أمر سيجذب كل القوي الدولية بما فيها مجلس الأمن للتدخل ومنع التصاعد.

هناك ثقة كبيرة في مؤسسات وعناصر إتخاذ القرار المصري وبالتأكيد الأمر قد تم دراسته تفصيليا ومع السودان، والسيناريوهات أصبحت معدّة للتنفيذ، وضعا في الإعتبار أن الهدف ليس هو تدمير السد، ولكن دفع إثيوبيا للإلتزام بالإتفاق الإطاري الموقع في 2015، ويبدوا أن الأمور تسير في هذا الإتجاه، إن لم تحدث مفاجأة غير متوقعة.
#بالعقل_والهداوة

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Sameer Zain-Elabideen سمير زين العابدين

خريج الكلية الحربية فبراير 1969, أعمل حاليا في النظر حولي وأشياء أخري, عقلي هو إمامي ورئيسي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى