كتّابمفكرون

“الإسلام المصري ومصر الإسلامية”…


“الإسلام المصري ومصر الإسلامية”

لم تكن المنطقة تحوي سوي مشروعين رئيسيين, المشروع القومي العروبي الناصري, والمشروع الوهابي القادم من بادية الحجاز, ولخشية الغرب والسعودية من اتساع المشروع القومي العروبي الناصري الذي كان يحقق النجاح تلو النجاح, تحالف الجميع ضد مصر ليفشل هذا المشروع بانكسار 1967.

تجسد الاسلام المصري ذو الأصول الأوزوريسية النبيلة, والذي تفاعل مع الآيات المكية بما تحمله من الرحمة والتسامح والغفران, مشكلا عقيدته في مسائل راقية ونبيلة تشمل أن الدين المعاملة, وأن الله غفور رحيم, يغفر الذنوب جميعا عدا الشرك به, وانما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق….. الي آخر تلك التعاليم الانسانية السمحة.

في حين حمل المشروع الوهابي بصفته جناحا دينيا يشارك الجناح العسكري في السيطرة علي الجزيرة العربية تعاليم ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب سمات التشدد والتطرف والعنف والقهر اللازمين لاستكمال السيطرة وإقامة مملكة آل سعود.

قام المشروع الوهابي متكئا علي الفائض الإقتصادي لاحتياطي النفط بالإنقضاض علي المشروع الناصري مستغلا الانكسار والانزواء الذي أصيب به, وبدعم تام من الرئيس السادات, وتحت وطأة الحاجة, وعمالة الإنتهازيين كالأخوان وأمثالهم, ليغرقنا في دوامات العنف والقتل والتكفير وسطحية العقيدة.

عمليات غسيل مخ واسعة النطاق وجهت للعمالة المصرية التي ذهبت للعمل بمملكة آل سعود والتى يتكون غالبيتها من العمّال, وانصاف المتعلمين, وضعيفي الثقافة, والترديد الدائم والمستمر لمعادلة كاذبة تقول : “لقد فشل عبدالناصر لانه تحالف مع الروس الكفار، وافاء الله على المملكة بالخيرات بفضل اقامة الدولة الدينية “.

وتكاملت عمليات غسيل المخ بتمويل البترودولار في الداخل علي يد جماعات من الخونة والمتطلعين ليغيروا وجه الحياة ويصبغوها بصبغة رخيصة لن تدوم.

ان أربعين أو خمسين عاما لا تشكل شيئا في أعمار الأمم, وأكذوبة مصر الإسلامية مصيرها الي زوال, ومع انطلاق التنوير سيعود الإسلام المصري برقيّه وسماحته ونبله.
#بالعقل_والهداوة

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Sameer Zain-Elabideen سمير زين العابدين

خريج الكلية الحربية فبراير 1969, أعمل حاليا في النظر حولي وأشياء أخري, عقلي هو إمامي ورئيسي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى