كتّاب

ساحرة في نيويورك…


ساحرة في نيويورك

من آخر الدنيا يفيض الماءُ
وتجيء فوق غمامةٍ هدباءُ

تمشي على وتر الكمان وترتدي
عري المكان وتحتها أشياءُ

الرأسماليّون يستسقونها
ويحوم حول فخوذها الأمراءُ

لو كانت نيويورك فوق أصابعي
ما ظلّ فيك على يدي استثناءُ

من أين أبدأ والأماكن كلها
عسلٌ وكلي رغبةٌ وشقاءُ

فمك الذي لو نامت الآيات في
إغرائه ما استعصم الإغراءُ

الماورائيون يسقط علمهم
إذ ما وراؤك في الكمال وراءُ

لاتغلقي باب الكلام عليك يا
بنت الكلام لتكبر الأخطاء

أنا من شهيقك حيث لا تنهيدةٌ
تخبو ولا نوارةٌ تستاءُ

في اللاهدوء وعند كل فراشةٍ
ترفو فتهتف باسمك الأضواءُ

لا تقلقي يا بنت إنّ جنوننا
سرٌ وإنّ صلاتنا إيماءُ

لا تغمضي عينيك حين تشدني
فوق الصليب قصيدةٌ ومُواءُ

في كل أغنيةٍ ترف حمامةٌ
شوقاً وينتف ريشها خطّاءُ

يا دهشة العنب الحرام ويا صدى
ريح الصدى إنّ الجنون عطاءُ

مني الذهاب إلى البعيد ومنك ما
لا تستطيع تردّهُ حسناءُ

في رعشتين خفيفتين وشهقةٍ
ظلٌ يفيء إليك فيه عناءُ

لا تلبسي وهم الحرير وتسكتي
فعلى الفواكه لا يُردُّ غطاءُ

أنا جائعٌ جداً وخبزك ساخنٌ
وعلى الصحون من العيون رواءُ

في أسفل الوادي الخصيب قصيدةٌ
لا يرتوي من خمرها الشعراءُ

أدنو فتزاداد القصيدة دهشةً
ويطيب فوق شفاهك الإلقاءُ

هدباء والمعنى يغمّس نفسهُ
في نفسهِ ويقول يا هدباءُ

الضفتان أكاد بينهما أرى
ما لا يرى المجنون والزرقاءُ

أعلى من الأسماء ما في هذه
الوديان كيف ستحضر الأسماءُ

الجنة السمراء أطيب جنةٍ
مأمولةٍ وأصابعي شهداءُ

وهنا النبي هنا نبيٌّ واقفٌ
كوني له ما يشتهي ويشاءُ

ما كنتِ آلهةً هنا إلا لكي
لا تغفري إنْ لم ينزّ الماءُ

ولقد جرى في بال كل دقيقةٍ
نهرٌ وفاض على يديك إناءُ

سبحان هذا الرب إنّ سريرهُ
نارٌ وإنّ وقوفهُ استلقاءُ

يأتي مع اللاشي نصف حنيننا
ويسير بالنصف الأخير غناءُ

نور الفدائيين من أوطانهم
فبأي نورٍ يستضي الغرباءُ

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

عامر السعيدي

أغنية راعي الريح

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى