جورنيكا: طه القرنى
الجورنيكا لوحة رسمها اعظم فنانى القرن العشرين “بابلو بيكاسو” تخليدا لفظائع الحرب الأهلية فى أسبانيا والتى أصلت فيها طائرات المحور – ألمانيا وإيطاليا- المتحالفة مع الفاشية الأسبانية قرية جورنيكا الأسبانية المطالبة بالحرية نارا حامية فقتلت العشرات من سكانها المسالمين، وتخليدا لذكرى تلك المذبحة رسم بيكاسو لوحتة الحالدة والهائلة التى صارت عنوانا لفظائع الحرب وأهوالها فى أى مكان فى العالم، أجسام مشوهة، قتلى وأشلاء مقطعة، وأعين مذعورة، وصهيل خيل، ووحشية ثور، ووجوه مسحوبة تنتظر أملا بعيدا
عرفت الدكتور طه القرنى رساما تعبيريا قديرا متمكنا يمتلك أدواته ويتعامل بحساسية مفرطة مع مفرداته، ويتنقل بمهارة بين مدارس التصوير المختلفة، غير أننى أحبه حبا جما فى لوحاته التعبيرية وخاصة ذات الطابع الشعبى كلوحات الثورة، وفوق الراس، وجمعة السلفيين والزار وغيرها، ومع هذا فهو يسعى لتعليم مختلف القيم الجمالية وإشاعتها بين الناس جميعا من خلال برنامجه الفريد “لتعليم الفن” فى قناة النيل الثقافية
واليوم يعرض قصر الفنون فى دار الاوبرا فى دورته ال42، إلى جانب نحو 350 عمل ذلك العمل الرائع بعنوان: “وبعد…” للفنان طه القرنى، والذى أعتقد أنه القرين المصرى لجورنيكا بيكاسو: بشر برؤوس أم جماجم؟ وأجساد أم هياكل عظمية؟ وأذرع فارغة لا تمسك شيئا وعيون غائرة تنظر وتنتظر، وزحام فى هذا الانتظار الطويل، وبقايا زينة لفرح انتهى او فرح يجئ، وكما اقتصد بيكاسو فى جورنيكته فلم يستخدم من الألوان إلا الاسود والأبيض والرمادى والأزرق كذلك يقتصد قرنى فى ألوانه فلا تجد إلا الرمادى والأسود والبيج.. تحياتى للفنان القدير
يسعد أوقاتكم
يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات
